اليمن كما يراها أشقاء الخليج لا يستطيع الإنسانُ وصفَ مشاعره وهو يرى عشرات الأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجي والعراق وهم يسردون انطباعاتهم عما شاهدوه ولمسوه خلال تواجدهم في ارض المحبة والوفاء لحضور وتغطية فعاليات خليجي 20 التي ستنطلق اليوم في محافظتي عدن وأبين. نعم .. لا يعرفُ الإنسانُ كيف يصفُ مشاعره وقد اختلج الفرحُ بالحزن في آنٍ معاً ، الفرحُ لما سمعه من أشقاءه حول بلده من ثناء وشكر وتقدير واعتزاز ، والحزنُ لأنَّ من ساهم في حملة التشويه والتخويف والتهويل هم من أبناء هذا الوطن الذين تنكروا له لدوافع انتقامية مبتذلة سرعان ما انكشف زيفها وتقطعت خيوطها واتضحت حقيقتها . لن أقفَ عند ما تناوله المُحبطون والمُربكون ، فحجمُ المناسبة وأهميتها تستدعي من الجميع النأي بأنفسهم عن هذه التُرَّهات وعكس الصورة الحقيقية لليمن وشعبها الكريم كما شاهدها ولمسها أشقاؤنا الكرام . وبما أن البطولة ستنطلقُ اليوم فإننا جميعاً دون استثناء أمام مسؤولية وطنية كبيرة لإنجاحها وتذليل كل الصعوبات أمام ضيوفنا الأعزاء .. بالطبع .. لقد كانت مشاعرُ وتصريحاتُ الأشقاء من المسؤولين والوفود الإعلامية المشاركين في البطولة رسائلَ ذات مدلولاتٍ لا تحتملُ التأويلَ لكل من حاول تشويهها وعرقلتها باعتبارها انعكاساً حقيقياً لما رأته عيونهم ،،الأمر الذي يستدعي من بعض المواقع الإخبارية والصحف والكُتّاب مراجعة سياساتهم واحترام مهنيتهم .. وهُــنا .. لن أورد جميع تلك التصريحات والانطباعات لأنها تحتاجُ إلى صفحات عدة لكنني سأقف عند مقتطفات وهي بحد ذاتها حقائق تستدعي الوقوف عند كل واحد منها في قراءة خاصة.. فيكفي ما قاله سعادةُ السفير علي بن محمد الحمدان سفير المملكة العربية السعودية الشقيقة عند استقباله منتخب بلاده عندما أكد سعادته : أن اليمن قادر على تنظيم بطولة اكبر من خليجي 20 ،، ويكفي كذلك ما قاله رئيس البعثة السعودية سعود علي العبد العزيز انه كان يراهن منذ ثمانية أشهر على قدرة اليمن على تنظيم البطولة وإيصالها إلى بر الأمان . وكذلك ما قاله موفد صحيفة الاقتصادية السعودية من انه ومذ وطأت قدماه مطار عدن وضع علامة (x) على كل المخاوف والتهويلات التي كان يقراها من قبل ، وأيضا ما قاله الشيخ علي آل خليفه ريس الوفد البحريني : انه بين أهله وشعبه وفي بلده للمشاركة في إنجاح هذه البطولة ولن يشعر بغير ذلك . أما ما يلفت الانتباه أكثر هو تلك التصريحات من قبل العديد من الصحفيين والمراسلين الموفدين الذين ابدوا استياءهم الشديد من الحملة الشرسة التي استهدفت إفشال البطولة والتهويل الذي تعمده البعض منذ أشهر لأسبابٍ سياسيةٍ قاصرةٍ ورؤيةٍ ضيّقة . وأخيــراً .. تحية لكل القيادات الوطنية الصادقة والشريفة في السلطة والمعارضة الذين يغلبون إظهار اليمن بالصورة المشرفة والناصعة على كل ما سواه ، وتحية لكل القائمين على البطولة الذين يسهرون ويبذلون قصارى جهودهم لإنجاحها ، وتحية لكلِ قلمٍ شريفٍ يضعُ اليمن فوق كل اعتبار ، وأهلاً وسهلاً ومرحباً بالأشقاء في بلدهم وبين أهلهم ، مساكنُهم القلوبُ والمُقل. [email protected] |
