المؤتمر نت -
د.عبدالقادر مغلس -
إعلامُنا بعد خليجي 20
احتضنت بلادنا بطولة خليجي 20 بعد طول انتظار ومرحلة قاسية من شد الأعصاب والتوتر والترقب. ونجح هذا الحدث الرياضي والثقافي والشبابي بامتياز, رغم بعض القصور الذي رافق حفل الافتتاح. ومع ذلك وصلت رسالة هذا الحدث إلى زوايا الكون كله. وحقيقة فاني اعترف بان الرياضة أصبحت اليوم تحتل مساحة واسعة وهامة في حياة الشعوب. ويؤكد ذلك ردود الأفعال التي رافقت فعاليات أيام إقامة هذه البطولة الكبيرة. فالحشد الكبير الذي حضر المباريات كان استفتاء على أهمية الرياضة في تعزيز العلاقات بين الشعوب. بل ويؤكد ذلك الاهتمام الشعبي الذي تجلى من خلال حرص الجماهير على التحلق حول الفضائيات أثناء إقامة المباريات.

لقد كان خليجي 20 حدثا طاغيا تسيّد على كل الأحداث. وقد حظي بتغطية إعلامية متواصلة ومباشرة فاقت كل التصورات. بل رأينا كتابا كبارا في صحف عربية مشهورة يعيدون ترتيب مواقفهم تجاه بلادنا بعد احتضانها لهذا الحدث الكبير. وما لفت نظري بقوة هو ان الكثير من محرري وكتاب الصحف العربية ألقوا باللوم على بعض الأقلام اليمنية في صحافتنا المحلية ومراسلي الصحف والفضائيات الخارجية الذين كانوا يضخمون بعض الأحداث في الداخل وينقلون صورا سلبية عن الأوضاع في اليمن. حقيقة لقد استوقفتني العديد من الكتابات في صحافتنا المحلية والتي كانت تنقل صورا مشوهة عن الاستعدادات التي تمت لاستضافة البطولة حيث كانت تلك الكتابات تهدف إلى خلق صورة مشوهة من اجل تأجيل البطولة أو إلغائها او نقلها إلى بلد آخر.

لكن السؤال الكبير: لماذا إعلامنا المحلي يكرس هذه الصورة السلبية عن أوضاعنا الداخلية؟ فقد بذل بعض كتاب الصحف المحلية ومراسلي الصحف والفضائيات (طبعا-أبو يمن) حتى قبيل اللحظات الأولى لبدء تدشين فعاليات البطولة كل ما يستطيعون من جهود وبذلوا كل ما لديهم من إمكانات ذهنية ومهنية لتعكير صفو مشاعر العالم من حولنا وتشويه صورة بلادهم. واستغرب لماذا حرصت قناة (الجزيرة) قبل ساعات من تدشين فعاليات البطولة على نقل صورة سلبية كاذبة عن اليمن من خلال إعداد (ريبورتاج) عن القبائل الرُّحل وحولتهم إلى ضحايا و مشردين ومطاردين من قبل الدولة. ولن القي باللوم على (الجزيرة) لكن سيكون اللوم على المراسل اليمني الذي توارى على استحياء خلف (الكاميرا) طمعا بدولارات معدودة.

وباختصار شديد...أمامي الآن العشرات من المقالات الصحافية التي تناقلتها وسائل الإعلام السعودية والكويتية والبحرينية والعمانية والإماراتية والعراقية والعالمية التي تشيد بجاهزية اليمن لإنجاح فعاليات خليجي20. ولم أجد مقالة واحدة تنتقص من البطولة وترتيباتها او تنال من الجانب اليمني. ولكن كل عتبها وعتابها على الإعلام اليمني ومراسلي الفضائيات في بلادنا الذين قلبوا الحقائق رأسا على عقب نظرا للحاجة المادية وتنفيذا لتوجهات سياسية وحزبية ضيقة ومفضوحة. و(تموت الحرة ولا تأكل بثدييها).
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 04:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/87146.htm