المؤتمر نت -
د/ سعاد سالم السبع -
أهداف جامعة صنعاء ومعايير الجودة والاعتماد(1)
في مقال سابق عن إرهاصات الجودة في جامعة صنعاء تم التأكيد على أهمية تطبيق القوانين واللوائح الخاصة بجامعة صنعاء نفسها، إذا كانت إدارة الجامعة جادة في تحقيق الجودة والاعتماد لكل برامج الجامعة.

وحتى ندرك ما نريده؛ ينبغي أن نضع نصب أعيننا أهداف الجامعة التي نص عليها قانون الجامعات اليمنية رقم (18)لسنة 1995، ولا أجانب الصواب إذا جزمت أنه على الرغم من مرور 16 سنة تقريبا على وضع هذه الأهداف فإنها لا تزال تتضمن كل معايير الجودة والاعتماد الحديثة، التي أثبتت الدراسات العلمية أن تحقيقها كان السبب الرئيسي في رقي الجامعات المتقدمة، ووصولها إلى درجة الاعتماد الأكاديمي.

ونحتاج إلى التذكير بتلك الأهداف وإعادة قراءتها حتى تتضح الرؤية.
لقد نصت المادة(5) من قانون الجامعات اليمنية على هدف عام واحد للجامعة، إضافة إلى 12 هدفا خاصا يفترض أن تعمل الجامعات اليمنية على تحقيقها، فما مدى تحقق تلك الأهداف في أداء جامعة صنعاء؟

إن إعادة قراءة تلك الأهداف ربما يقنع القائمين على شئون الجامعة بأن تحقيق تلك الأهداف على أرض الواقع سوف يحقق للجامعة الجودة، ويضمن لها الحصول على الاعتماد الأكاديمي من أية جهة، وكذلك ربما إعادة قراءة أهداف الجامعة التي نص عليها القانون سيلقي الضوء على أهمية انصراف كل الجهود إلى توفير الإمكانات لتحقيقها بدلا عن تشتيت الجهود والإمكانات في الانشغال بوضع معايير جديدة وإشغال الناس بمناقشتها والجدال حولها، وهي أصلا موجودة في أهداف الجامعة وفي وثائق الجامعة المختلفة.

لقد نص قانون الجامعات اليمنية على أن الهدف العام للجامعة هو:" تنشئة مواطنين مؤمنين بالله، منتمين لوطنهم وأمتهم، متحلين بالمثل العربية الإسلامية السامية، مطلعين على تراث أمتهم وحضاراتها، معتزين بهما، ومتطلعين للإفادة والاستفادة الواعية من التراث الحضاري الإنساني، ومن الحضارة العربية الإسلامية، وإجراء البحوث العلمية وتشجيعها، وتوجيهها لخدمة المجتمع، والمساهمة في تقدم المعارف والعلوم والآداب والفنون، وتوثيق الروابط العلمية والثقافية مع الجامعات والهيئات العلمية داخل البلاد وخارجها" هكذا ورد النص القانوني.

وبإعادة قراءة النص سنجد أن الهدف العام للجامعة قد حدد الوظائف التي ينبغي أن تؤديها الجامعة، وأشار إلى مؤشرات تحقُّق هذه الوظائف في المجتمع،وقد تضمن النص ثلاث وظائف للجامعة هي :

1- وظيفة التدريس؛ التي ينبغي أن يتم من خلالها بناء الشخصية الوطنية السوية المتكاملة التي تتوفر فيها المعايير التالية:(الإيمان بالله، والانتماء للوطن والأمة، والأخلاق الفاضلة، والاعتزاز بالعروبة والإسلام، والانفتاح الواعي على العالم) ..ولنا أن نتصور الدور الذي سيقوم به المتخرج من الجامعة في تنمية المجتمع إذا توفرت فيه تلك المعايير.

2- وظيفة البحث العلمي؛ التي يتم تحققها من خلال:(إجراء البحوث العلمية وتشجيعها من أجل المساهمة في تقدم المعارف والعلوم والآداب والفنون) ..ولنا أن نتخيل كيف سيكون حال الجامعة إذا كانت البحوث التي تخرج منها تقدم إضافات علمية جديدة تساهم في حركة تطوير مجالات التنمية المختلفة، وحل مشكلات التنمية.
3- وظيفة خدمة المجتمع؛ التي يتم تحققها من خلال:( توجيه الأبحاث العلمية التي تنجزها الجامعة لخدمة المجتمع، وتوثيق الروابط العلمية والثقافية مع الجامعات والهيئات العلمية داخل البلاد وخارجها)، ويلاحظ أن الوظيفة الثالثة قائمة على الوظيفتين السابقتين ومرتبطة بنجاحهما؛ إذ أن خدمة المجتمع لن تتحقق إلا من خلال تخريج كوادر بشرية مؤهلة قادرة على إدارة التنمية في الوطن، وكذلك من خلال إنجاز بحوث علمية هادفة ومتميزة.

فهل تتوفر في الجامعة الخطط والوسائل والإمكانات لتحقيق وظائف الجامعة الثلاث بمؤشراتها الواقعية، أو بمعايير جودتها التي نص علها الهدف العام؟ وهل إذا حرصت الجامعة على تحقيق هذا الهدف العام على أرض الواقع تحتاج الجامعة إلى معايير أخرى للجودة والاعتماد؟
ذلك ما ستتم مناقشته في المقالات القادمة .
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 09:40 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/88269.htm