المؤتمر نت -
فيصل الشبيبي -
تحاوروا يرحمكم الله !!
للمرةِ الألف ندعو طرفي المعادلة السياسية في البلاد العودة إلى طاولة الحوار ، وكلنا أمل في أن تلقى هذه الدعواتُ آذاناً صاغية للخروج بالوطن من دائرة التأزيم الذي يُرادُ إيقاعه فيها من قبل من لا يخافون الله ولا ينظرون إليه إلاّ بحساب الربح أو الخسارة الشخصية دون النظر إلى المصلحة الوطنية العليا المتمثلة في الوفاق ولم الشمل والتفرغ للبناء والتنمية والحفاظ على اللحمة الوطنية ..

نقولها كما قلناها من قبل : الحوارُ الذي ندعوكم إليه ليس لتسجيل النقاط على بعضكم البعض ، وليس لاستعراض العضلات أو اقتناص المواقف والفرص ، وإنما من أجل ترسيخ الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ، وتجنيب البلد الدخول قي أزمات جديدة هي في غنى عنها ، بعيداً عن التعنت والتصلب في المواقف ، والتي لن تخدم سوى عُشَّاقِ الفتن وهواة الفوضى ..

جميعُ العقلاء في هذا الوطن لا يُحبِّذون أن تعلو أيُّ لغةٍ أخرى غير لغة الحوار على المشهد السياسي، كي لا تتلبّد سماءُ اليمن بغيومٍ غيرِ غيوم الخير والمحبة والوفاق ، فلنجعل من التنافس الشريف سبيلاً وحيداً للوصول إلى كرسي السلطة ، ولنمد أيدينا إلى أيدي بعضنا لمحاربة الفساد والمفسدين والفقر والغلاء والبطالة والأمية وجميع الظواهر السلبية التي تشوب حياتنا ، فلن يبنى هذا الوطن إلاّ بسواعدنا جميعاً سلطة ومعارضة ومستقلين..كفى عبثاً بالأمن والاستقرار فلا نترك للشيطان علينا سبيلاً يتسلل من خلاله لإيقاعنا في شراك الفتنة ..

لقد قطع المتحاورون أشواطاً كبيرةً في المراحل السابقة ، ولم يتبق سوى بعض اللمسات الأخيرة سواءً على التعديلات الدستورية أو غيرها من القضايا محل النقاش ، وما أن يصلوا إلى أي توافق حتى يتدخل بعض الشياطين والمتزلفين وقصيري النظر، ويعتبرو أن أيَّ تنازُلٍ عن أي قضية أو تأجيلها سيمسُّ من كبريائهم ، ويكون بمثابة انتصار للطرف الآخر وكأننا نتنازل لدولة أخرى أو نفرط بثوابتنا ، ناسين أو متناسين أنهم يتنازلون للوطن والشعب الذي حملهم الأمانة والمسؤولية للوصول به إلى بر الأمان والحفاظ على منجزاته وممتلكاته وثرواته ..

أيها السياسيون : إذا كنتم فعلاً تخشون على الوطن فارتقوا بأنفسكم إلى مستوى همومه وتطلعات أبناء شعبه وتحدياته والأخطار التي يواجهها ، نأمل أن تترفعوا عن الصغائر ولا تجعلوها عقبة أمامَ القضايا الحقيقية والجادة ، فليس عيباً أن تستفيدوا من رؤى بعضكم وأن تتفهموا ظروف بعضكم ما دامت تصب في المصلحة العليا للبلد ، فاليمن أغلى وأكبر منا جميعاً ، وقد علمنا التاريخ أن من يتخذ من الحوار الوسيلة الأولى في سلم أولوياته لتجاوز أي عقبات ، لا شك يحظى باحترام وثقة الجميع. تحاوروا يرحمكم الله ، ولا تجعلونا نقول عكسها في قادم الأيام ، وفق الله الجميع إلى ما فيه خير هذا الوطن وعزته ورفعته ..

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 06-مايو-2024 الساعة: 02:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/88341.htm