المؤتمر نت -
منى صفوان -
الاعلام.. يا سيادة الرئيس
سيادة الرئيس، ان اهتمامك بالرسائل التي توجه اليوم من ثورة مصر و تونس، و سرعة تفاعلك و حكمتك و استجابتك، يجعلني كيمنية، أوجه لك رسالة أجدها مهمة في هذا الوقت.
فقد وجدنا أن استيعابك، فاق كثيرا استيعاب كثير من الحكام العرب، الذين توجه لهم رسائل مباشرة من شعوبهم. و دعني أؤكد لك أن تنازلك، و تلبيتك لمطالب المعارضة بالتعديلات الدستورية، و رفض التوريث و التمديد ، قد لقي ترحيبا في أوساط المثقفين و الصحفيين المصريين وقت إعلانك لذلك الأسبوع الفائت، كونهم كانوا ينتظرون ذلك من قبل رئيسهم الحالي "حسني مبارك" الذي لم يقدم وقتها أي تنازلات أو وعدا بعدم التوريث، و تشكيل حكومة وطنية، ولأني هنا في القاهرة فقد وصلني هذا منهم بالحرف، و هذا يشجع أن نتحدث معك الآن، مستندين على تفهمك، و عدم عنادك.

و يشجع أن نوجه لك رسالة مباشرة، و هي المرة الأولى التي افعلها، لأنني، وأنا هنا في مصر، أتلمس ما يحدث، من ثورة التي لم تعرفها مصر من قبل، و برغم اللامن و الفوضى، إلا ان الشباب مع التغيير و الإصلاح، و الرحيل للرئيس.
و كرئيس شرعي لليمن، فإنني كيمنية و إعلامية ، أتمنى منك إصلاح الاعلام اليمني الحكومي، و فتح أفق للحرية فيه، و أوجه نظرك لقراءة المشهد الإعلامي الحكومي المصري، و الخطاء الذي ارتكبه و سارع بتدهور الأمور.

يا سيادة الريس، ما حدث في مصر ، كان الاعلام المصري الحكومي كعادته ينفيه و يغلطه و يشوه الحقائق، و يزيد فتيل الأزمة.
فالشباب المصري، لم يكن مخربا، و لكنه كان يبدو كذلك في الاعلام المصري، الذي جاء اعترافه بشرف الشباب و شرف مطالبهم متأخرا جدا، و هذا أعطى فرصة للاعلام الخارجي للتفرد بالخبر، و مستوى مشاهده هذه القنوات عالي جدا في مصر و في اليمن أيضا.

الاعلام، يا سيادة الرئيس، الاعلام الوطني عليه هو أن يستوعب الشارع و الشباب، و هو من يقود الأمور ولا يترك فرصة للتدهور أو لإعلام أخر بقيادة الشارع، و هو من يمتص غضب الشعوب، و الآن يجب إصلاح الاعلام اليمني.
الآن التلفزيون المصري يستضيف المعارضين من الشباب و يعترف بالأخطاء، و تم إعادة إعلاميين مصريين مستقلين و معارضين كان قد تم منعهم من الظهور.
الآن تعلم الاعلام المصري، و استوعب رده فعل الغضب، بعد ثورة الشارع، و فتح لهم المنبر، بعد ان كان لا منبر لهم.
يا سيادة الرئيس، ان إغلاق المنبر الوطني الأول بوجهنا، يدفعنا لقنوات أخرى، مشاهدين و إعلاميين، وهذا هو الفتيل الأول لإشعال الثورة . و التضييق لنا في اليمن يجعلنا نفكر في ترك اليمن و هجرانها.

و أؤكد لك إننا حاولنا طرق أبواب هذا الاعلام، و لننتقد في التلفزيون اليمني كما ننتقد في الصحف، لان هذه ظاهرة صحية . لكن تم رفضنا، و عني لي تجربه في الاعلام الحكومي كصحافة مطبوعة و كتلفزيون جعلتني أواصل الكتابة في الصحف المستقلة، برغم أني موظفة في الاعلام الحكومي.

أتمنى، ان تعيد النظر في الاعلام الحكومي، و الحرية الإعلامية، فالذي يقف على هيكل الاعلام الإداري و الإعلامي اغلبهم موظفين ، و ليسوا إعلاميين مهنيين، و ليس لديهم حنكة اعلامية في امتصاص غضب الشارع، و قيادة الرأي العام.
يا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح ، جميعنا نريد الخير لليمن، و لا نريد الفوضى، و مصرون على التغيير، و نحن شباب اليمن لا غرض لنا في سلطة ولا منصب، نحن شباب لا ينتمي لأحزاب، و عني، قد كتبت نقدا في المعارضة، و قادتها، كما انتقدت الحكومة تماما، .. و أني قد تركت اليمن لضيق الأفق فيها، إلا ان تغييرها للأحسن مازل هدفا انشده و أمنية أتمناها. فهذه بلدنا و الأرض التي نورثها لأولادنا..
*صحفية يمنية مقيمة في مصر
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 02:43 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/88476.htm