المؤتمر نت -
فيصل الشبيبي -
مــــاذا بعـــــــــد ؟!

سؤالٌ يترددُ على ألسنة وأذهان كل أبناء الشعب فضلاً عن المتابعين والمهتمين بالشأن اليمني ، عن الكيفية التي سيتعامل بها المعنيون من القوى السياسية بخصوص المبادرة الشجاعة التي أعلنها فخامة الأخ / رئيس الجمهورية ، وقطع من خلالها دابرَ الفتنة الذي كان يُنسجُ بعناية لجر اليمن إلى أتون محرقة لا يعلم نهايتها إلاّ الله..
لن أتحدَّثَ عن المبادرة ولا عن رَجُلِها ، وسنترك ذلك للتاريخ الذي لا شك سيُنصفُ العظماءَ ، ويكشفُ زيفَ الأدعياء ، وإن كانت قد نزلت على قلوبنا برداً وسلاماً ، بسبب ما تضمنته من إصلاحات ، إَضافة إلى تزامنها مع ما يعتملُ على الساحة العربية من تطورات متسارعة..
من حقنا أن نتفاءل بالحكمة اليمانية التي راهنّا عليها كثيراً ولا نزال في احتواء الأزمات قبل انفجارها ، لكننا ننتظرُ الكثيرَ من القادة السياسيين وزعماء الأحزاب والمعنيين بالحوار ، ونأمل منهم أن يكونوا عند مستوى المسؤولية التي يتحملونها ، وأن يدركوا أن من يتنازل لوطنه وشعبه بغية المصلحة العليا للوطن هم من يكسبون وِدَّهم ويحظون باحترامهم وتقديرهم ..
أقول لهم جميعاً : الشعب ينتظرُ الأمن والأمان والاستقرار والسلام والعدالة والتنمية والوفاق ، ويطمع ألاّ تتركوا لأيديولوجياتكم وأجندتكم الحزبية والجهوية تهيمن على عواطفكم وتوجهاتكم المستقبلية ، فلندع الحسابات السياسية جانباً ونفكر جميعاً بعقل السياسي الحكيم والمواطن الغلبان والشاب الطموح والمستثمر المتردد..
لقد تحققت جميعُ المطالب السياسية التي توقفّ الحوارُ بشأنها وأكثر ، فماذا سيُقدّم المتحاورون ومن تحققت مطالِبُهم لهذا الشعب ؟ أم أن الشياطين ستبقى في التفاصيل ؟ وسيبحث أمراءُ التأزيم عن فجوات جديدة للإبقاء على المشهد ضبابياً؟

علينا أن نفكر ملياً ، كيف تحوّلَ الحلفاءُ إلى أعداء في ليلةٍ وضحاها ! وكيف قال بعضُهم عندما رأى الكفة تميل إلى الجهة الأخرى « إنّي بريءٌ منك » وهاهي الإدارة الأمريكية الواحدة الآن منقسمة بين مؤيد ومعارض تميل مع الريح حيث مالت..
أخيــراً .. في إطار التعدد الديمقراطي والحقوق الدستورية ، من حق الجميع أن يطمح لمد تأثيره وتطبيق سياساته ، ما دامت غير مخالفة لذلك ، لكن الحكماء والعظماء هم من يستمدوا قوتهم من الله أولاً والشعب ثانياً باعتبارهما مصدرَ القوة الحقيقي ، كما أنهما مصدر الانتكاسة أيضاً لمن يُحلِّقُ في سماءٍ غير سمائه ويذهب بعيداً عما يريده الله والشعب ، والله من وراء القصد ..
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 06-مايو-2024 الساعة: 07:00 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/88619.htm