المؤتمر نت -
محمد حسين النظاري -
البيان الأول (للفُرقَة)
لم يأتي البلاغ أو ما يسمى بالبيان الأول ( للفرقة) بضم القاف ، لم يأتي بأي جديد على المشهد اليمني ، سوى تأكيده الصريح على نوايا من أصدروه على الانقلاب الواضح ، كون الجهة التي أصدرته انشقت عن القوة النظامية للجمهورية اليمنية ، وأخذت منحى مغاير للمبادئ والقيم العسكرية التي اقسم عليها كل منتسبٍ للقوات المسلحة والأمن ، والذين عاهدوا الله أن يكونوا حماة للوطن ومدافعين عن أمنه ووحدته واستقراره وتابعين للقائد الأعلى للقوات المسلحة بصفته وليا للأمر ، والخروج عليه لاسيما في القطاع العسكري يعد تمردا وهروبا من أداء الواجب بحق الوطن .
أبدا ليسوا سواء ، ويخدع نفسه من يساوي بين الشباب الطاهر المنادي بالتغيير الحالم بيمن أكثر تطورا يسوده الأمن والقانون ويستوي فيه الكل أمام هيبة الدولة وسيطرتها ، وبين أفراد القوات المسلحة والأمن الخارجين عن الإجماع والمفارقين لوحدة الصف العسكري ، يحق لهؤلاء الشباب أن ينادوا بما يروه مناسبا له في إطار النظام والدستور ووفق احترام عادات المجتمع وقيمه ومعتقداته ، في حين لا يحق البتة أن ينفرط العقد العسكري تحت أي مبرر كان لان هذا الجيش هو جيش الجمهورية اليمنية ، وينبغي ألا يكون تابعا لأي جهة كانت سوى تبعيته للوطن ، وما تبعيته للأخ الرئيس علي عبد الله صالح إلا لكونه القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن , ولو كان احد غيره يشغل هذا المنصب لكان تابع له بحكم المنصب لا بحكم الشخصية .
إن انقسام بعض الفرق من الجيش لم يكن في صالح الشباب إطلاقا بقدر ما كان عبئا عليهم ، فهم لم يحموا الشباب بقدر ما احتموا هم بالشباب وجعلوهم دروعا لهم في مخططاتهم التي انكشفت سريعا ، ولكنها توضحت اليوم بصدور ما يسمى بالبيان الأول ، مع البيان الأول كان يفترض أن يصب في عودة اللحمة بين أبناء القوات المسلحة والأمن ، لا أن يزيد هذا البيان من شرذمتهم ، نحن هنا لا نتكلم عن أشخاص ولكن عن سلوك غير شرعي ، وان كنا لم نرضه في عهد الأخ الرئيس ، فإننا أيضا لا ولن نقبل به في عهد أي رئيس قادم ، فالخروج على ولي الأمر نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان معظم الخارجين الآن عن طاعة ولي الأمر مع هذا الرأي إلى أن اختلفت مصالحهم معه ، فشذوا عن الجماعة وفارقوا الإجماع .
كنت ومازلت اقول لان لعنة الوساطات هي التي قزّمت الدولة ، وساوت بينها وبين جماعات ما كان لها أن تنزل ذلك المنزل الذي حلت فيه ، بسبب تقاعس الدولة عن تطبيق القانون على الجميع بما فيهم القبائل أنفسهم ، وعلى الدولة أن تعيد فرض هيبتها بالقانون فقط ، وعلى قوات الأمن أن يواصلوا تحليهم بالصبر وان يدركوا أن بوحدة الصف العسكري سيضل هذا الوطن موحدا وعزيزا .
تحية لكل شاب وشابة يحب هذا الوطن ويدافع عن وحدته ويحرص على أن ينعم بالأمن والاستقرار ، وهنا يمكننا القول أن الشباب التواق للتغيير بطرق سلمية أدرك اليوم أن الأمر قد اختلط عليه ، وان زُجّ به في وسط مستنقع من شهوة امتلاك السلطة أو المحافظة عليها ، ولعل الشباب يدركون ذلك عندما أزاحتهم الأحزاب حينما كانت المبادرة الخليجية وعادات إليهم عندما تضاءلت فرص نجاح تلك المبادرة ، مع دعوتنا هنا للأخ الرئيس لأنه أب للجميع للتوقيع على هذه المبادرة وفق اطر الشرعية الدستورية وما تنازله إلا حقنا للدماء ، وان كنا مصرين على دوافع الشباب للتغيير كانت في البداية ومازالت لدى البعض منهم تغييرا من اجل الاستجابة لمطالب هم في أمس الحاجة إليها كشباب ، غير أنهم وجدوا أنفسهم وقودا لصراعات حزبية وقبيلة وفئوية ومناطقية وطائفية ، هم بعيدون كل البعد عنها .
نسأل الله السلامة لكل شباب الوطن , وان يتغمد شهدائهم إلى جوار شهداء القوات المسلحة والأمن ، وان يلهم الوطن كل الوطن الصبر والسلوان على ما يجري في يمننا الحبيب الذي يتعرض لازمة سياسية شديدة نتج عنها العديد من الاضطرابات ، وأبانت الأيام أن هذه الأزمة فعلا دُبرَ وخُططَ لها منذ أن فشل البعض من الوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع ، فأرادوا اليوم الوصول إليها عبر صناديق ( توابيت) الشباب ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
باحث دكتوراه بالجزائر [email protected]
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 01:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/91272.htm