المؤتمر نت -

خالد السعيدي -
صمود الداخلية وهمجية الزعكري
ليس عملاً بطولياً أبداً ولا يمكن اعتبار احتلال منشآت حكومية خدمية معيار قوة لأي جهة كانت فمن المعروف أن مباني الوزارات الحكومية والمنشآت الخدمية هي أصلاً منشآت إدارية لقضاء احتياجات الناس وعدد حراسها لا يتجاوز في الغالب ثلاثة أشخاص يتناوبون فيما بينهم في غرفة صغيرة عند بوابة المنشأة الحكومية، وبالتالي فإن أي عصابة مسلحة لن يصعب عليها أبداً اقتحام مثل هذه المنشآت وإطلاق النيران من داخلها وإتلاف ونهب محتوياتها وهي ممارسة منبوذة وجديدة على بلادنا وفيها تقليد لما تقوم به عصابات إجرامية في أمريكا والغرب حينما تقوم تلك العصابات بالسطو على بعض البنوك والمؤسسات المصرفية والتجارية والمحال التجارية بقوة السلاح.

ولذلك كان من السهل على عصابة أولاد الأحمر السطو على مبنى وزارة الصناعة ووزارة السياحة ووزارة الإدارة المحلية ومبنى وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) والذي يمثل منارة إشعاع فكري وثقافي تعرض لأسوأ عملية تخريب همجية بكافة أنواع الأسلحة استشهد على أثرها حراس المبنى وأصيب عدد من الصحفيين والموظفين، وتعرضت محتوياته وأجهزته للتدمير والنهب.

وباستثناء الأستاذ نصر طه مصطفى نقيب الصحفيين السابق ورئيس الوكالة قبل استقالته من الحكومة والذي على ما يبدوا احترق قلبه ألماً وحَسْره على ما شيدته يداه "طوبة طوبة" من اعتداء على حقوق الإنسان والحريات الصحافية لم تكن ردود الفعل الاستنكارية عند مستوى الجريمة وخاصة من قبل الوسط الحقوقي والصحافي والذي هو من يتصدر الدفاع عن حقوق الآخرين ويترجم معاناتهم.. وحتى عندما أقامت نقابة الصحفيين فعالية تضامنية أقامتها على استحياء وذلك بعد إصدار الاتحاد الدولي للصحفيين بيان إدانة واستنكار للحادثة..

ولأن الاعتداء على وكالة سبأ جسد أنصع الصور الهمجية فلم تكتف العصابة المسلحة بضرب مبنى الوكالة بالأسلحة الثقيلة قبيل احتلالها أول مرة؛ حيث واصلوا إطلاق القذائف عليها وكأنها موقعاً حربياً متخماً بالمعدات الحربية وليس أجهزة الحاسوب وأوراق الطباعة وغيرها من أدوات الصحفيين.. ولذلك سمعنا وشاهدنا عبر القنوات الفضائية وموقع اليوتوب هاشم الاحمر وهو ينادي (يا زعكري لا عد تضربوا على وكالة سبأ قد أصحابنا فيها.. يا زعكري...إلخ) ما يبين أن مبنى وكالة سبأ تعرض لهجومين متتاليين .
وبالنظر إلى مواجهات الحصبة يبقى صمود موظفي وزارة الداخلية وخدمات النجدة ومكتب الوزير رغم عددهم القليل محل إعجاب مقارنة بحجم الهجمات وأنواع الأسلحة الثقيلة المستخدمة من قبل العصابات لاقتحام مبنى الوزارة.ورغم إدعائهم بوسائل الإعلام دخول مبنى الوزارة والسيطرة عليها، لكن المهارات القتالية العالية والخبرات الميدانية لموظفي الوزارة وخدمات النجدة ومكتب الوزيرالمصري حال دون تحقيق ذلك ودفعهم للاستبسال وضرب أروع الأمثلة في الصمود والدفاع عن قلعة حكومية بالرغم من مهامها إدارية أدرك أبطالها خطورة وتبعات سقوطها بأيدي (همج الزعكري) فكانوا لهم بالمرصاد.!
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 06:01 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/91498.htm