المؤتمر نت -
أحمد غيلان -
بقايا الإرهاب
أنعم بهم من شباب تمكنت حلقات الخيام ومحاشداً "الغرَّامة" وفلاشات سهيل ومعازف المهرجين من ترويضهم وتطويع نبضات قلوبهم وسلبهم إرادة التفكير وذرأت الكينونة، وأحالتهم إلى قطيع من الأنعام الطيِّعة التي يتحكم رعيان التطرف وتجار الرقيق بمائها ومرعاها ومصيرها...

أنعم بهم من شباب تنطفئ منهم كل جذوة حياة تحت بيادة جنرال الإرهاب وحملة مباخر أساطيره المنفوخة بأدخنة العُجب التي يحاول أن يصرف بها أنظار وأسماع وحواس الملأ عن روائح وأصوات غوائط الهزائم التي أحاطته وعكرت صفو كل ممر دلفه أو مر منه...
أنعم بهم من بقايا خيام كان السحت ساسها، وتسيدت البلادة غراسها ، وأذعن قاطنوها ومرتادوها "الشباب" لقبول مخلفات عصور الشمولية والتخلف قادتها وسدنتها وحُرَّاسها.
أنعم بهم من بقايا أوادم يسقطون على من حولهم عُقدة "مسلوبي الإرادة".. بدعاوى إرادة سحق كل شيء جميل على تراب هذا الوطن، على أمل في الخروج من حالة المسخ التي غدوها ، وأشكال الدُّمى التي تماهى كل شيء منهم فيها، لتتناولهم وتتناوب على العبث بهم أيادٍ ما عرفت لحظة طهارة من قبل...!

أنعم بهم - وأنعم فيهم - من بقايا إرهاب غدوا - وقد كان النفر منهم - قبل أن يرتاد خيام التدليس - يشكل رقماً قائماً بذاته وعدداً صحيحاً لا كسر فيه.. وتحولوا جميعهم في ساحات الصخب إلى مجرد غبار يرتفع في أجواء الصخب كلما نفخ نافخ بوق القبح من على منصة يتحكم في أنفاس مرتاديها "عُكفة" يعدُّون البشر المحيطين بها كما يعدُّون "الشوالات" التي ينصبون بها متارسهم ومخابئ سادتهم.
أنعم بهم من شباب متحضر مستنير.. كان التفكير والإبداع والابتكار خيارات تحيط بهم وترافق لحظاتهم قبل أن يدلفوا خيام التبعية والتعبئة المقيتة وساحات الخبال المركَّب .. التي جعلت من أفقه أفقههم مجرد ببغاء يردد ما يقوله أولو الأذقان المموهة .. وعتاولة الفجور وأدعياء التحرر والحداثة والتغيير...!
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 06:46 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/94142.htm