المؤتمر نت - معين النجري
معين النجري -
كابتن المالية ومستشفى48
لقد استطاع مستشفى‮ ‬48‮ ‬في‮ ‬زمن قياسي‮ ‬أن‮ ‬يخلق كادراً‮ ‬طبياً‮ ‬بكفاءات عالية و نجح في‮ ‬بناء علاقات فعالة مع منظمات و مستشفيات ومؤسسات طبية عالمية واستغلها لرفد المستشفى بأحدث الأجهزة والأنظمة التي‮ ‬ساعدته على تقديم خدمات متميزة‭, ‬وبناء سمعة جيدة في‮ ‬الوسط الطبي‮ ‬اليمني‮. ‬
‮< يصر معالي‮ ‬وزير المالية على ممارسة هواياته المفضلة في‮ ‬تنفيذ رغبات الآخرين والمشاركة في‮ ‬تصفية حسابات خاطئة استدعتها تراكمات عاشوها فرادى وجماعات في‮ ‬فترات ماضية وهي‮ ‬الآن تضغط عليهم بطريقة مقززة‮. ‬
رغم عدم وجود أدنى رابط بين المتضررين اليوم من قرارات ومواقف و إجراءات وزيرنا وما‮ ‬يثقل كاهله من تعقيدات جمعها خلال الفترة الماضية‭, ‬إلا أن معاليه‮ ‬يتعامل بانتقامية‮ ‬غير مبررة سيجني‮ ‬المجتمع نتائجها الكارثية قريبا‮. ‬
لكننا نحن البسطاء سنتحمل حماقاته مثلما سنتحمل حماقات أبطال حكومة الوفاق في‮ ‬كل ما تقترفه بحق الشعب من سياسات تطفيشية ابتداء بلقمة العيش وضعف الخدمات الأساسية ومعاقبة صنعاء بقمامتها و‮...‬و‮..... ‬
لكن عندما‮ ‬يتعلق الأمر بصحة المواطن اليمني‮ ‬يصبح السكوت عنه جريمة تكاد تساوي‮ ‬جريمة صخر الوجيه ووزارته التي‮ ‬أوقفت ميزانية مستشفى‮ ‬48‮ ‬دون أن تخرج إلى الناس بأسباب مقنعة دفعتها لارتكاب هذا الجرم‮. ‬
حتى وإن حاول الوجيه أن‮ ‬يسوق أسبابه‮ ‬‭_‬مهما كانت كثيرة ومتعددة الأوجه‭_ ‬إلا أنها أعجز من أن تبرر عملية التدمير المنظمة التي‮ ‬يقودها بحق صرح طبي‮ ‬أثبت خلال عمره القصير نجاحاً‮ ‬غير معهود من خلال ما‮ ‬يقدمه من خدمات طبية لشريحة واسعة من أبناء المجتمع اليمني‮. ‬
لقد استطاع مستشفى‮ ‬48‮ ‬في‮ ‬زمن قياسي‮ ‬أن‮ ‬يخلق كادراً‮ ‬طبياً‮ ‬بكفاءات عالية و نجح في‮ ‬بناء علاقات فعالة مع منظمات و مستشفيات ومؤسسات طبية عالمية واستغلها لرفد المستشفى بأحدث الأجهزة والأنظمة التي‮ ‬ساعدته على تقديم خدمات متميزة‭, ‬وبناء سمعة جيدة في‮ ‬الوسط الطبي‮ ‬اليمني‮. ‬
كل هذا النجاح لم‮ ‬يشفع لـ‮»‬48‮« ‬عند وزيرنا صاحب السيمفونيات الوطنية العريضة‭, ‬بل ربما أصبح وبالا على المستشفى بعد أن تحول إلى هدف‮ ‬يجب تصفيته‭, ‬لا لشيء إلا لأن هذه المؤسسة الطبية تقدم خدماتها لأفراد وضباط الحرس الجمهوري‮ ‬بشكل أساسي‭, ‬بالإضافة إلى المحتاجين من أبناء الشعب مجانا‮. ‬
بينما‮ ‬يعاني‮ ‬وزير المالية وجماعته حساسية مفرطة من هذا الاسم‮ «‬الحرس الجمهوري‮» ‬ويستهدفونه بشتى الوسائل وعلى جميع الأصعدة‭, ‬سواء على الأرض من خلال محاولاتهم المستمرة للنيل من معسكراته أو عبر وسائل إعلامهم التي‮ ‬جندت كل إمكانياتها لتشويه صورته أمام الناس وكأنه جيش الغزاة الكفار‮.‬
طبعا لا نريد من الكابتن صخر أن‮ ‬يتمم لأفراد وضباط الحرس الجمهوري‭, ‬فهو حر في‮ ‬معتقداته وتقبل الاملاءات التي‮ ‬يصبونها في‮ ‬جمجمته صباحاً‮ ‬و مساء‮. ‬
لكن‮ ‬يجب أن‮ ‬يتعامل معه‮ ‬48‮ ‬بشكل سوي‭, ‬فهذا الجيش هو قوة الشعب ويدها‭, ‬وأفراده وضباطه هم أبناء الفلاحين والبسطاء‭, ‬جمعهم حب الوطن من كل زاوية بهذه الأرض‭, ‬ويتمتعون بكافة الحقوق الوطنية التي‮ ‬يتمتع بها صخر وجماعته‭, ‬والتي‮ ‬منها حق التطبب‮. ‬
يجب على وجيه المالية أن‮ ‬يتعامل مع مستشفى‮ ‬48‮ ‬بمسئولية كما‮ ‬يتعامل مع باقي‮ ‬المؤسسات الطبية في‮ ‬البلد‭, ‬وألا‮ ‬ينصت وينفذ التوصيات السياسية أو الصادرة من بعض أرباب النعم وأصحاب الأفق الضيق الحالمين بوطن‮ ‬يحمل أسماءهم‮. ‬
عليك‮ ‬يا صاحب الصوت العالي‮ ‬والشعارات الرنانة أن تعي‮ ‬فداحة ما اقترفته‮ ‬يداك‭, ‬فهذه المنشأة تداوي‮ ‬الجرحى‭, ‬وتخفف آلام المرضى‭, ‬وتهون من معاناة أبناء الفقراء والمحتاجين‮. ‬
لا تنظر‮ ‬يا خازن بيت المال إلى اسم من‮ ‬يقود هذه المؤسسة العسكرية اليوم فالأشخاص إلى الزوال مهما طال بقاؤهم سواء أساءوا أو أحسنوا‭, ‬وانظر إلى وجوه من‮ ‬يئنون في‮ ‬غرف الانتظار،‮ ‬وإلى جراح الأجساد الممدودة تحت مشارط الأطباء في‮ ‬غرف العمليات،‮ ‬وإلى فزع أهالي‮ ‬مرضى‮ ‬غرف العناية المركزة‮. ‬
لتستعيد شعاراتك الرنانة التي‮ ‬أتحفتنا بها في‮ ‬قاعات مجلس النواب وعلى صدور الصحف‭, ‬ولتتذكر أن إدارة المستشفى استدانت رواتب كوادره من البنك‮. ‬
أنا لا أستعطفك هنا ولكني‮ ‬أحاول توضيح حجم بشاعتك فيما تصنعه بهذا الوطن‭, ‬وشكراً‮ ‬لك معالي‮ ‬الوزير لأنك تكشف عن وجهك الحقيقي‮ ‬بسهولة‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 07-مايو-2024 الساعة: 01:39 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/98886.htm