المؤتمر نت - فائز سالم بن عمرو

فائز سالم بن عمرو -
سلطتنا .. وثقافة المقص
غياب الإدارة الصحيحة سبّب الكثير من مشاكلنا ، فما زالت ثقافة الفوضى والوراثة البيورقراطيه تسيطر على عقولنا وترسم سلوكنا وتصرفاتنا . إذا تتبعت وسائل إعلامنا المكتوبة والمسموعة والالكترونية ستجد فيها الرئيس افتتح ، رئيس الوزراء وضع حجر الأساس ، أكد الوزير حين افتتح مدرسة أو ربما دكانا أو بقاله . وكأن سلطتنا وحكومتنا ووزراءنا ليس لهم عمل غير حمل المقص وتتبع المشاريع الحقيقية والوهمية من منطقة إلى أخرى ومن مديرية إلى قرية .
تمر المحافظة وأبناءها في هذا الوقت الشديد والمرحلة الحرجة بحالة فراغ قاتل وضياع وطني يتطلب تكاثف الجهود وتصحيح الخطأ لتجنيب المواطن مآسي وتراكم المرحلة والأزمة اليمنية الطويلة ولكننا نشهد فراغا إداريا وثقافيا يتسبب في تراكم المشاكل وتطورها .
تشهد الساحة الحضرمية كل يوم تقريبا احتفالات وورش عمل وافتتاح مدارس وجمعيات ونحوها مما تشهده دول العالم جميع تأكيدا على سير الحياة وتطور النمو والبناء ، ولكن هذه الاحتفالات والمشاريع تمر بدون ضجة وضياع للأوقات والطاقات كما تشهده دولتنا ومحافظتنا ، فتجد هذه الاحتفالات متروسة بالوكلاء والمدراء والمسؤولين ممن لهم صلة بهذا الموضوع أو لا صلة لهم إلا الحضور والظهور في نشرة الساعة السابعة في القناة اليمنية ، بينما المواطن العادي يعاني الأمرين ويتعذب من مكتب إلى مكتب ومن مرفق إلى آخر يريد انجاز معاملته أو مقابلة احد هؤلاء المدراء دون جدوى .
هذه الثقافة للأسف مرسخة في ذهنيتنا الإدارية وفي سلوكنا اليومي وموروثة من مراحل سابقة ساهمت في إبعاد ذوي الشأن من قضايا الناس ونشأت فجوة بين المواطن والمسؤول وكثرت المشاكل وتتراكمت مع الأيام ، نطالب محافظة حضرموت بوأد هذه العادة السيئة والمأساة المريرة ، وان تتفرغ السلطة المحلية ومكاتبها وفروعها إلى عملها اليومي وحل مشاكل المواطنين ، فمن غير المقبول ان تبدد أوقات المحافظ والسلطة المحلية في مشاريع عادية ويومية وفي التنقل من قاعدة إلى صالة ويتكرر الكلام نفسه والوعود ذاتها ثم نعود في اليوم الآخر لنكرر نفس المشهد الدرامي النمطي . يحق للمواطن العادي ان يسأل : متى يعمل مسؤلينا ومدرائنا ؟! ، إذا كنا نشهدهم اغلب أيام الأسبوع مرابطين في القاعات والصالات وربما تمر عليهم أسابيع لا يحضرون إلى مكاتبهم لانشغالهم بهذه المجالس والمشاريع .
إذا عدنا إلى وسائل الإعلام في الدول المجاورة في العالم جميعا حتى الدول المتخلفة لا نجد هذه الأخبار العادية والبسيطة بان المسؤول أو المدير افتتح هذا المشروع أو ذاك ، وإنما يترك الأمر للجهة المختصة ، فإذا تم افتتاح مدرسة يفتتحها مدير المديرية بإدارة التربية ، وإذا تم انجاز مشروع تجاري يحضر مدير غرفة الصناعة والتجارة وهكذا تمشي الأمور ادريا . ومن عجائب التزاحم والتدافع لحضور هذه الفعاليات بأنك تجد ورشة تخصصية عملية أو تقنية يحضرها شخصية عامة ويتحدث في قضايا تخصصية لا يفهمها وحتى لم يقرا عنها يوما من الأيام . اعترض رئيس وزراء دولة أوربية على أداء المنتخب الوطني فهاجمته الصحف بشدة وذكرت بان رئيس الوزراء تجاوز صلاحياته وتحدّث فيما لا يعنيه مذكرة الوزير بان وزير الرياضة هو المخول بالحديث في هذا الموضوع التخصصي ، فما بال مسؤلينا وقادتنا يتحدثون في علم الغيب وفي جميع المجالات ويلعبون بالبيضة والحجر بكفة واحدة ؟! .
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 09:40 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/99145.htm