المؤتمر نت -
عبده الجندي -
ألإرهاب آفة العصر
الاعتداء الإرهابي الذي استهدف رئيس الجمهورية السابق وكبار رجال دولته في جمعة رجب سوف يتحول إلى مناسبة مؤلمة تذكرنا بالأعمال والذكريات المأساوية المثيرة للألم والحزن على ماحدث من مؤامرات سياسية عنيفة وإرهابية تتنافى مع كافة الحقوق والحريات والأساليب والوسائل السلمية الموجبة لاتخاذ العقوبات القانونية والدستورية الرادعة بحق المشاركين في هذه المؤامرة الانقلابية التي لاتتفق مع الديمقراطية القائمة على التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة.. نظراً لما تنطوي عليه من قناعات شمولية مجردة من كل المقدسات الوطنية والدينية للأسباب التالية:
- لأنها انتهاك واضح وسافر لدستور الجمهورية اليمنية وكافة القوانين النافذة وللشرعية الدستورية المستمدة من إرادة الهيئة الشعبية الناخبة للشعب اليمني.
- لأنها استهدفت قتل مئات المصلين في مسجد دار الرئاسة مع سبق الإصرار والترصد.
- لأنها انتهكت قدسية جمعة رجب وحرماتها الموجبة للامتناع عن القتل والعدوان.
- لأنها انتهكت قدسية بيت من بيوت الله الذي أعد لعبادته والبحث عن رضاه.
- لأنها انتهكت حرمة الصلاة وماتوجبه من الهيبة والجلال والتجرد من الأمور الدنيوية.
- لأنها انتهاك سافر لكافة الحقوق والحريات الديمقراطية التي نصت عليها الشرائع السماوية والقوانين والاتفاقات والمعاهدات الدولية والإنسانية.
أقول ذلك وأقصد به أن هذا النوع من الإرهاب السياسي الناتج عن الطمع في السلطة سيظل محفوراً في ذاكرة الشعب اليمني جيلاً بعد جيل لايمكن التعامل معه من زاوية العفو والتسامح حتى لايجد به اللاحقون سلوكاً يحتذون به في التداول العنيف والعدواني للسلطة،ولابد أن يكون المخططون والمنفذون له عبرة لغيرهم من الانقلابيين والإرهابيين أعداء الحياة والحرية والأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي.
وإذا كان قتل مؤمن جريمة لاتغتفر حسب قوله تعالى«ومن قتل مؤمناً متعمداً فجزاءه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً» صدق الله العظيم.
فما بالك أخي المؤمن بمن قتل مئات المؤمنين وهم يعبدون الله في جمعة رجب وفي بيت من بيوت الله وهم يعلمون سلفاً قوله تعالى«من قتل نفساً بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً» صدق الله العظيم.
وهكذا تذكرنا جمعة رجب أنها قد تعرضت لعدوان لم يسبق له مثيل في تاريخ الشرعيات الدستورية في كافة التجارب الديمقراطية الناشئة والناضجة.

أخلص من ذلك إلى القول إن الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب اليمني لازالوا بانتظار المحاكمة العلنية لهؤلاء القتلة الذين أقدموا على هذا العمل الإرهابي الجبان الذي حرمته كافة الشرائع والأديان والقوانين الدولية ونظر إليه مجلس الأمن الدولي في القرار 2014م.. بأنه جريمة من الجرائم الإرهابية غير القابلة للمساومة والتسويات السياسية..وفي الوقت الذي كان يتم فيه استعراض طلبة الكليات العسكرية وكتائب رمزية من أبناء القوات المسلحة والأمن المركزي في ميدان السبعين ،استعداداً للعرض العسكري الذي سيقام بمناسبة الذكرى الـ22 للوحدة اليمنية، ، إذا بالإرهابيين ينفذون عملية انتحارية فاقت في بشاعتها كل التوقعات ، أسفرت عن مقتل مالايقل عن مائة جندي وجرح المئات من الأمن المركزي الذين هم في عمر الزهور في مجزرة أغضبت الشعب اليمني والعالم بأسره من حيث البشاعة والوحشية التي أكدت مدى خطورة الإرهاب ، إلى درجة جعلت محاكمة الإرهابيين واجباً وطنياً وقومياً ودينياً وإنسانياً ،نظراً لما يمثلونه من خطورة على الحياة والأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي.
هذه الجريمة التي حولت هذه المناسبة الوطنية إلى سحابة داكنة من الأحزان أبكت كل عين وأدمت كل قلب بصورة حشدت الملايين وعشرات الملايين وربما مئات الملايين من الرافضين للإرهاب بكل أشكاله وأنواعه ودوافعه السياسية والجهادية المزعومة.

أخلص من ذلك إلى القول إن الإرهاب آفة العصر لامكان فيها لأنصاف الحلول، إنها جريمة لاتسقط بالتقادم على الإطلاق إلا بمحاكمة المخططين والمنفذين لها الذين تجردوا من كل القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية، باعتبارهم حفنة من الأشرار لاتستقيم الحياة إلا بموتهم وإلحاق أقصى مايستحقونه من العقاب حتى يكونوا عبرة لغيرهم.

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 04:05 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/99495.htm