| |
نائب رئيس تحرير الأهرام المصرية: مفاوضات الهدنة في اليمن ليست حول المرتبات
قال الصحفي المصري المعروف إبراهيم سنجاب نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام إن وضع الهدنة في اليمن يشبه الحال القائم في غزة وجنوب لبنان مع إسرائيل.
وأشار الى أن نقطة الانطلاق بين صنعاء والأطراف اليمنية الأخرى ليست واحدة ولن يلتقوا أبداً.
وأكد سنجاب أن الأزمة اليمنية كشفت ضعف فكرة الأمن القومي العربي وفكرة الجامعة العربية.
ورأى أن المفاوضات الجدية مع صنعاء ستكون على عدد القوات والصواريخ الباليستية والمسيرات.
وأوضح نائب رئيس تحرير الأهرام أن كلمة صنعاء موحدة إضافة إلى ثقة أبناء الشعب اليمني بموقفها نتيجة التحالف القوي الذي يمثله المؤتمر الشعبي العام والذي وفر حاضنة كبيرة للمدافعين عن اليمن والرافضين للحرب..
(المؤتمرنت) ينشر فيما يلي تفاصيل الحوار، نقلا عن اسبوعية الميثاق:
* في البداية كيف تنظرون لكل مايعتمل من أجل تثبيت الهدنة باليمن؟ - الهدنة ليست هدفاً بحد ذاته بل هي وسيلة لتصل الأطراف اليمنية للجلوس على طاولة حوار يتفاوض خلالها اليمنيين للوصول الى حلول مقبولة مرضية فيما بينهم، ولابد من اتاحة الفرصة لليمنيين فعلاً للحوار فيما بينهم، وقد كانت الاطراف فعلاً قريبة من التوصل الى حلول لولا التدخل الذي حصل. والمتمعن في الهدنة اليمنية يجد ان نقطة الانطلاق ليست واحدة، يعني هناك انصار الله وحكومة الانقاذ في صنعاء، وهناك المجلس القيادي في عدن وقبلها الشرعية، كل طرف منهم يقول عن الآخر ميليشيا مسلحة، وطرف جلب الاحتلال او التدخل، فنقطة الانطلاق ليست واحدة وبالتالي لن يلتقوا ابداً، وهذا يعطي مشروعية بأن يكون الحل من خارج ومن المعلوم ان موقف الامم المتحدة والجامعة العربية والمنظمات الدولية ليس مع جانب صنعاء، فبالتالي الهدنة هي اشبه بواقع الحال القائم في غزة او جنوب لبنان مع اسرائيل، بعد كل جولة قتال يطلع الطرفان يدعي الإنتصار، وفي الحقيقة ان الكل خاسر، ولهذا فأطراف الصراع اليمني خاسرون داخل اليمن وحتى من تدخل من الخارج خسر امواله واسلحته ولم يحقق اهدافه، بينما هناك قوى اقليمية ودولية تحقق اهدافها على حساب الجميع، وللأسف الدم عربي والمال عربي والقوى الإقليمية والدولية هي المستفيدة من هذا الصراع.
* هناك تشويه لمواقف صنعاء عبر الاعلام الخارجي ومحاولة اظهارها دوما بالمعرقل.. تعليقكم؟
- بالنسبة للاعلام، فالإعلام العالمي والعربي وحتى اليمني اضر الأزمة اليمنية كثيراً جداً، وعمل شرخ كبير وسوف يستمر للأسف زمن كبير لمعالجة ذلك، فالإعلام تعامل بصورة كبيرة من التضليل، والجميع يدعي انه على حق، وبالتالي يصعب على من هو في الخارج التفريق من هو فعلاً على الحق في نقل ما يجري، فحجم التضليل في الأزمة اليمنية كبير وبصورة غير طبيعية وللاسف بمساعدة يمنيين من الداخل ومن الخارج، ومن المؤسف اننا صرنا نستخدم هذا اللفظ يمنيي (الداخل والخارج)، فنحن تعودنا نقول فلسطيني الداخل والخارج وعراقيي الداخل والخارج، لكن اليمنيين صراحة امر محزن لان اليمني معروف بارتباطه ببلاده وعدم مغادرته اياها إلا في حالة الضرورة وسريعاً يعود، فنحن نعرف مدى الارتباط بين اليمني وبلاده، بالاضافة الى قساوة الهجرة الى الخارج ، هناك ألم كبير ومعاناة للنازحين في الداخل ايضاً.
* في نظركم ما ابرز ما أحدثته الأزمة في المشهد اليمني؟ - للأسف ان هذه الحرب تتم تغذيتها بالقبلية والطائفية والانقسام يتعدد في كثير من المواضيع..
* هذه نتاجات طبيعية للحروب؟ - في الحقيقة يمكن اعتبار الأزمة اليمنية ازمة سيئة الحظ، فالقبلية والاتهام بالطائفية ومأساة الفقر والتفاوت الاجتماعي الرهيب القائم، فاليمن لديه مشاكل كثيرة متجذرة، فالفقر والطائفية والقبلية رغم انها في دول أوروبا تعتبر ميزة بأنهم متعددو القبائل والأعراق، الا ان هذه القضايا في اليمن تعد مشكلة ومن السهل استغلال هذه القضايا لعمل مشكلات، بالإضافة للحصار ومطالب الحياة ومطالب الصمود وتكاليفه وحظ اليمن السيىء بسبب موقعه الاستراتيجي الخطير، فاليمن يؤثر على كل دول البحر الأحمر وهو يتأثر من ضمنهم، فمثلاً لو أغلق باب المندب فميناء الحديدة ستكون عديمة الجدوى وبالتالي ستختنق صنعاء.
|