بقلم/ صادق بن أمين أبوراس - رئيس المؤتمر يكتب عن يوم الصمود وعام النصر خمسة أعوام اكتملت منذ انطلاق عدوان التحالف الغاشم بقيادة السعودية والإمارات ضد شعبنا ووطننا دون أي مبرر وبشكل عكس حقيقة ان مشكلة هذا العدوان وتحالفه منذ اليوم الأول كانت وضعه حسابات واهية لأهداف اعتقد ان بمقدوره تحقيقها بمجرد شن طيرانه غارات تدمر مقدرات الجمهورية اليمنية وان اليمنيين سيرفعون راية الاستسلام بعد اسبوعين او شهر على اكثر تقدير وبدون أدنى قراءة واعية لأبعاد التاريخ ومتطلبات الحاضر ورؤى المستقبل.
لقد ظهرت تلك القراءة الخاطئة بوضوح وجلاء في تعاطي العدوان عسكريا واعلاميا مع الحرب التي لم يكن يتوقع ان اليمنيين سيتعاطون معها بشكل يجسد ما جاء في تاريخهم بأنهم شعب اولو قوة وأولو بأس شديد ،وان اليمن كانت وستظل مقبرة للغزاة الذين ما ان تطأ اقدامهم أرضها وتدنس ترابها إلا ويخرجون منها وهم مذمومون مدحورون وامبراطوريات متهالكة وهو ما تقوله كتب التاريخ عن الغزاة لليمن من الرومان الى الفرس والبرتغاليين والبريطانيين والعثمانيين، وغزاة اليوم ليسوا بأقوى منهم ولا الشعب اليمني بأضعف مما كان عليه مع كل اولئك الغزاة.
وهكذا يتجسد المعنى والمضمون الذي يمثله الصمود الأسطوري المعبر عن حقيقة وعظمة هذا الشعب الحضاري العريق الذي ما كان يوماً يقبل أن تدنس أرضه اقدام الغزاة والمحتلين وعبر تاريخه كانت أرض اليمن تبتلعهم فيذوبون كالملح ويتلاشون ليتحولوا إلى سراب ، وهذا المصير هو ما سيلاقيه الغزاة الجدد بقيادة السعودية والامارات وداعميهم الدوليين.
عام خامس اكتمل بصمود اسطوري وانتصارات ملحمية جسدت إيمان الشعب اليمني العظيم بعدالة قضيته في مواجهة عدوان وحشي ظالم وحصار جائر، وخمس سنوات مرت شاب ايامها الدمار والخراب والموت الذي حملته مقاتلات تحالف الحرب العدوانية الشاملة لليمن وشعبه ، وبالمقابل استطاع شعبنا تحويل حسابات الحزم إلى أوهام واضغاث أحلام ، واستبدلها بغرق لهذا العدوان ليصبح اليوم عاجزاً عن الخروج منه..
صحيح ان عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين الأبرياء معظمهم من النساء والشيوخ والأطفال سقطوا لكن الاصح ان دماءهم وأشلاءهم هي التي ستنتصر على كل هذا التوحش الإجرامي.. ستنتصر لسيادة اليمن ووحدته واستقلاله ، ستنتصر لاستقلالية القرار الوطني الذي لا مكان فيه للهيمنة والوصاية الخارجية .. انتصاراً لن يكتمل إلا ببناء الدولة اليمنية المدنية الموحدة المحققة للعدالة والمواطنة المتساوية..
إننا في المؤتمر الشعبي العام نثق بانتصار شعبنا في هذه المعركة الوطنية العادلة التي أرادها تحالف العدوان لإخضاع شعبنا وتقسيم ارضه وتحويله إلى كانتونات متناحرة .. لكننا ومعنا كل القوى الوطنية المنتمية إلى هذه الأرض المؤمنة بحق هذا الشعب العظيم في الثورة والجمهورية والوحدة والسيادة والاستقلال حولناها إلى يوم للصمود الوطني والنصر، وسيكون هذا اليوم عنواناً يؤكد عظمة هذا الشعب وقدرته على تحقيق المعجزات ..ويوماً تاريخياً خالداً في ذاكرة أجيالنا القادمة والتي ستنهل منه معاني الوطنية الحقة وقيم الولاء والانتماء لوطن وشعب عظيم.
كما اننا نكرر اليوم ما سبق وقلناه بأن القوى الوطنية المناهضة للعدوان وفي المقدمة منها المؤتمر الشعبي العام ستظل ايديهم ممدودة للسلام وحريصة على السعي لتحقيقه وبما يضمن تحقيق كرامة وعزة شعبنا، والحفاظ على وحدته وسيادته واستقلالية قراره بعيدا عن أي تدخلات خارجية في شؤونه وبما يجعل من اليمن دولة مساهمة في ترسيخ امن واستقرار المنطقة وتحقيق المصالح المشتركة لشعوبها جميعا بعيدا عن لغة الاستعلاء والهيمنة ،واساليب الظلم واللجوء الى القوة للتدخل في شؤون الآخرين ،فاليمن كانت وستظل حريصة على أمن جيرانها طالما كانوا حريصين على امنها واستقرارها واستقلالها.
* رئيس المؤتمر الشعبي العام |