الأحد, 03-أكتوبر-2004
المؤتمر نت - الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية المؤتمر نت -
القربى العلاقات اليمنية الكويتية في حال تعاون ووفقا
اجرت صحيفة الرأي العام الكويتية حواراً مع الدكتور ابو بكر القربي وزير الخارجية "المؤتمرنت"يعيد نشره لاهمية ما جاء فيه
كيف تصنف العلاقات اليمنية - الكويتية الآن؟
- في حال من الصحة والعافية المتناهية، أضف الى أن اليمن والكويت هما الآن في حال تعاون ووفاق في مختلف المواقف سواء تلك المتعلقة بالعمل العربي المشترك أو القضايا الدولية.
هل طوى البلدان أزمة ما سمي بـ «نصيحة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح»؟
- في الحقيقة نحن في اليمن لم نأخذ الموضوع بالضجة نفسها التي حصلت في الكويت، لأننا نعرف تماما انها معلومات غير صحيحة، وكانت تهدف الى الاساءة للعلاقات بين اليمن والكويت، ونحن نعرف أيضا ان هناك جماعات دائما «تتحسس» عندما تتحسن العلاقات اليمنية - الكويتية ولهذا اعتبرناها قضية ستعالج في اطار الكويتيين، وفعلا عولجت في هذا الاطار، كما في اطار التحقيق الذي تم والذي أظهر ان هذه المعلومات غير صحيحة، ونحن في الحقيقة مع ان يكون هناك حرص من الكويتيين وخصوصا الحكومة الكويتية على العلاقات الكويتية - العربية لأننا نعرف الآن ان هناك من يحاول دائما أن يستهدف أي تحسن في العلاقات العربية - العربية.
من تقصد؟
- مجموعات لها أجندة سياسية، ومجموعات لها أهداف، ربما حتى شخصية، في اطار تصفية حسابات وكلها موجودة في عالمنا العربي مع الأسف، وليست القضية ان كانوا يمنيين أو كويتيين، انما هناك في الجانبين من يحاول ان يسيء الى هذه العلاقات.
هل حصلت اتصالات ديبلوماسية بينكم وبين الكويت للاستفسار عن صحة هذه المعلومات؟
- لا، لم تحصل اتصالات مباشرة اطلاقا ولم نتصل لأننا كما أشرت نعرف تماما ان هذه الادعاءات غير صحيحة، كما اننا نعرف انه لا يمكن بأي حال من الأحوال اذا جرى تحقيق الا ان يثبت عدم صحتها.
زرتم بغداد قبل الحرب الأميركية على العراق والتقيتم شخصيا بالرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، ماذا حصل في هذا اللقاء؟
- موقف اليمن كان على الدوام التأكيد على العراق بالتعامل مع الأمم المتحدة والتعاون مع القرارات الدولية، ومن هذا المنطلق نقلت رسائل ايجابية الى صدام حسين على مدى السنوات الثلاث الأخيرة، وليس فقط قبل الحرب، وكنت من بين الذين نقلوا رسائل، كما ان آخرين قاموا بنقل رسائل مماثلة تؤكد على هذا المضمون في المقام الأول و مفاده ان من مصلحة العراق ان يتعامل مع قرارات مجلس الأمن وأن يقبل بتنفيذ هذه القرارات.
وبماذا رد صدام حسين؟
- شرح هو طبعا مخاوفه من أن هذه ليست هي الحقيقة وبأن قرارات مجلس الأمن لا تهدف، كما يدعون، لنزع أسلحة الدمار الشامل، لأن العراق لا يملك أسلحة دمار شامل، وانما تستهدف العراق ككيان.
أين وصلتم في حملتكم على «القاعدة» في اليمن؟
- الجميع يعترف ان اليمن خطا خطوات كبيرة في محاربة الارهاب، واستطاع ان يضع حدا لأي أنشطة لـ «القاعدة» حتى الآن،و لكن هذا لا يعني انه لا توجد هناك احتمالات بعمل «القاعدة» في اليمن، وكما هو الحال بالنسبة لأي دولة أخرى بأن هناك عناصر ربما تكون «نائمة» ولكن الأجهزة الأمنية قادرة الآن على التعامل معها وتأخذ الأمور بحرص وبدقة، واعتقد ايضا ان الأحداث الأخيرة التي حدثت في «سعدة» أظهرت ان لدى اليمن الامكانات لمواجهة هذه الأعمال الارهابية التي تعتمد على العنف للاخلال بالأمن والاستقرار في اليمن.
إذا كان اليمن قد استطاع أن يضع حدا لأنشطة «القاعدة» فيه فهل ترى ان نشاط «القاعدة» سينتقل الى العراق اذن بعد تحوله الى مناخ صالح للارهاب بفعل عوامل عدم الاستقرار فيه؟
- بالتأكيد فإن العراق أصبح الآن منطقة لا تستغلها «القاعدة» فقط بل كل العناصر المتطرفة التي دائما ما تستغل مناخات الفوضى وعدم الاستقرار وغياب الأمن والخلافات الداخلية ايضا في أي قطر من الأقطار، كما حدث في افغانستان، ولهذا السبب فإن «القاعدة» والفلول الارهابية الأخرى الموجودة في العراق الآن تستغل الفوضى ووجود الاحتلال كمبرر للقيام بأعمالها الارهابية، وهذا وضع طبعا مزعج جدا لأن ما يحدث في العراق له تأثيره على كل دول الجوار ودول المنطقة بصورة عامة.
فنحن نشاهد يوميا عمليات ارهابية في العراق يتفاوت حجمها من يوم لآخر، لكنها تظل كلها اعمالا ارهابية تلك التي نشهدها سواء في اطار محاولة استغلال هذا الوضع أو في اطار المقاومة المشروعة للاحتلال.
في تقديرك كم ستستمر العمليات الارهابية في العراق؟
- هذا من باب الرجم بالغيب لكن في تصوري فإن الاستقرار في العراق لن يعود الا بتحريك عاملين، الأول قدرة الحكومة العراقية على بناء قوات أمن وقوات جيش عراقية فاعلة وقادرة على الحفاظ على الأمن العراقي، والعامل الثاني هو انسحاب قوات الاحتلال من العراق.
ومتى ستذهب قوات عربية الى العراق؟
- اعتقد ان الموقف العربي الذي عبرت عنه عدد من الدول في اطار الجامعة العربية هو طالما ان هناك قوات احتلال في العراق فلن ترسل قوات عربية الى هناك.
حتى بعد قرار نقل السلطة؟
- حتى بعد قرار نقل السلطة، لأن نقل السلطة لا يعني غياب القوات المحتلة من العراق، وبالتالي فإن ارسال قوات عربية في غياب الاجماع العراقي أولا على وجود هذه القوات، في غياب الشرعية الدولية وغياب الموقف العربي الموحد كلها عوامل تجعل لارسال قوات عربية الآن آثارا سلبية أكثر من الايجابية.
حتى في حال إحلالها محل قوات الاحتلال؟
- كما ذكرت سابقا، الحل الأول هو في يد العراقيين اذ من المفترض ان يتولى العراقيون قضية الأمن في العراق بأنفسهم، وعلينا ان نعمل جميعا على تعزيز هذه القدرة وهذه الفاعلية ستكون أكثر وأقوى وأكبر قبولا لدى الشعب العراقي مع انسحاب القوات المحتلة.
في اطار التعاون الأمني مع السعودية هل قمتم بتبادل تسليم بعض المتهمين؟
- في اطار التعاون والاتفاقية الأمنية بين المملكة واليمن هناك تبادل لمعلومات وهنا كتبادل لتسليم بعض المتهمين من الطرف السعودي أو من الطرف اليمني وهذا الأمر ساعد على تحقيق الكثير من النجاحات الأمنية في المملكة العربية السعودية وفي اليمن.
ما مساهمة اليمن في المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب الذي دعت اليه الرياض في فبراير 2005؟
- طبعا سنشارك، والمؤتمر هذا كما فهمت سيضم اجتماعا للأجهزة الأمنية والفنيين المعنيين بمكافحة الارهاب وبالتالي فإن اليمن سيشارك في هذا المستوى والاطار.
كيف ترى الوضع في المنطقة بشكل عام مع وجود بؤر توتر في ايران وفي سورية ولبنان وفي العراق وفي دارفور؟ واي الاوضاع اكثر قابلية للانفجار في تصورك؟
- هذا من الأسئلة التي تصعب الاجابة عنها لأن قراءة المستقبل أحيانا صعبة، ولكن اذا أخذنا نحن الآن تداعيات الاحداث وقلنا ان ما نبه اليه اليمن بأن غزو العراق قد ينهي نظام صدام حسين لكنه سيفتح أمام المنطقة صراعات وعنفا قد لا يمكن السيطرة عليه وهذا ما حدث الآن في العراق، للأسف الشديد بعض المحللين السياسيين الأميركيين يعتقد ان الوضع يعطي المجال للولايات المتحدة لأن تفتح مناطق أخرى بالصراع كإيران وسورية والسودان في اطار تصفية حسابات مع أنظمة في هذه الدول لا تحل وفقا لتوجهات السياسة، وهذا سيكون خطأ كبيرا جدا لو سارت عليه الادارة الأميركية, لذا اعتقد ان ما تحتاج اليه الولايات المتحدة الأميركية الآن هو التركيز على الرغبة التي ظهرت لدى جميع الدول العربية في عقد شراكة مع أوروبا ومع الأمم المتحدة في اصلاحات سياسية واصلاحات اقتصادية لأنها ستكون المدخل الحقيقي لتغيير الكثير من الأمور في المنطقة العربية، وتعالج الكثير من هذه القضايا التي يظن البعض انها يمكن ان تحل باستعمال القوة، فاستعمال القوة قد يحقق نصرا عسكريا لكن لا يمكن ان نصل من خلاله الى معالجات سياسية.
هل تجد مخرجا لسورية في الوقت الحالي؟
- اعتقد ان سورية بدأت تتعامل مع قرارات مجلس الأمن بموضوعية وهي تدرك ان هذه القرارات رغم انها من وجهة النظر العربية قرارات خاطئة، انما علينا ان نتعامل مع قرارات مجلس الأمن، وسورية ولبنان يعملان الآن على فتح أبواب النقاش حول هذه القرارات، وكيف يمكن ان يكون الموقف السوري - اللبناني ينطلق من البعد الذي ينطلق من سيادة لبنان وسيادة سورية.
هل ترى الوضع بالنسبة لايران أكثر صعوبة؟
- بالنسبة لايران فإن الوضع أكثر صعوبة في ما يتعلق بالمواقف الأميركية، اذ اعتقد ان السياسة الايرانية أظهرت درجة عالية من البراغماتية والتعامل مع طلبات الولايات المتحدة ووكالة الطاقة النووية، واعتقد انهم سيستطيعون تجاوز هذه المشاكل.
هل ترى الفرصة مواتية للانظمة العربية للقيام بالاصلاح حاليا؟
- اعتقد انها مواتية جدا، مواتية أولا لأن كل الأنظمة العربية والقيادات أدركت الان أهمية وضرورة الاصلاحات، وهناك ايضا ادراك من منظمات المجتمع المدني واحزاب سياسية وبرلمانات، وكلها أيضا تتطلع نحو تحقيق الاصلاحات، والاشكالية اننا في العالم العربي عندما نتحدث عن هذه الاصلاحات ننطلق من ثلاث قضايا رئيسية، أولا ان هذه الاصلاحات يجب ان تأتي بإرادة شعوب وحكومات المنطقة في الوقت نفسه، وأن يكون الدور الأوروبي والأميركي والأفريقي داعما لهذه الاصلاحات، لا فارضا لها، والنقطة الثانية ان هذه الاصلاحات سواء كانت ديموقراطية أو اصلاحات اقتصادية في حاجة الى تمويل كبير جدا لتحقيقها، وبالتالي لا يمكن ان نتكلم عنها من دون ان تتوافر لدينا الموارد الكافية لذلك، والقضية الثالثة التي أكدت عليها كل الدول العربية هي ان جزءا من مشكلة تخلف العالم العربي في مجال الاصلاحات هو انشغالهم بالصراع العربي - الاسرائىلي، وانه ما لم تعمل الولايات المتحدة للوفاء بالتزاماتها لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي فإن مصداقيتها فيما يتعلق في مجال الاصلاحات ستكون موضوعا تثار حوله الأسئلة.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 03:40 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/15334.htm