المؤتمر نت - الرئيس علي عبد الله صالح خلال مزاولته لعبة البليارد

فارس أصيل.. عاشق للخيل

الجمعة, 15-أكتوبر-2004
المؤتمر نت - محمد القيداني -
القائد سياسي من العيار الثقيل.. رياضي بدرجة امتياز

فارس أصيل.. عاشق للخيل المعقود على نواصيها الخير
بحنكة القائد وهمه الوطني كان لاعبو الوطن سباقون للتوحد
الكرة في عهد فخامته تصل إلى العالمية وتندرج تحت لواء الخليجية.

ظل القطاع الشبابي والرياضي أحد أهم قطاعات التواصل بين أبناء الوطن الواحد قبل الثاني والعشرين من مايو 1990م، وبضوء أخضر من قائد كان جل همه، بل وهاجسه الأكبر وقعا على الصدور، إعادة لحمة الأرض والإنسان وتحقيق هدف من أهداف ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر الخالدتين..
ورغم ذلك الهاجس الجلل ، وذلك الحمل الثقيل الذي يدك الجبال ويجعل من الصخر الصلد رطبا تتفجر منه الدموع أنهارا على وطن ظل كل شطر منه يبحث عن نصفه الآخر.
حوّل فخامته ذلك السهم الكبير برجاحة عقله وبعد نظره، وسعة صدره ، ونبل سجاياه إلى واقع أعاد للأذهان أمجاد اليمانيين الموغلة في حقب التاريخ بقدم حضاراته وشموخ مجدهم، مسخراً ، ومستغلاً لكل شاردة وواردة يمكن من خلالها إعادة زمن الوصل بين أبناء الوطن – سواء على الصعيد السياسي، أو الثقافي.. ومن ذلك القطاع الشبابي والرياضي.. فكان أبناؤه الرياضيين هم السباقون للتوحد .. ولكم في حكاية كأس اليمن ومنتخب اليمن الموحد ألف سطر وكتاب؟
كل ذلك أتضح لي بجلاء تام لا غبار عليه وأنا وكل أبناء الوطن نتابع إطلالة قائد عشية ذكرى السادس والعشرين من سبتمبر المنصرم على شاشة تلفزيون" MBC" وهو يعدد هواياته الرياضية، فأدركت مكمن الإعجاب عندما تسمرت والتصقت حدقات الأعين، وبشغف عظيم من التلهف لمتابعة قائداً أحب شعبة ، وأحبوه، فكان حديث مجتمع بكاملة، إعجابا به وبذلك البرنامج في حكاية قائد يحمل الكثير والكثير من الحنكة السياسية، ليضيف إلى كونه سياسياً من العيار الثقيل، وإذا به أيضا رياضياً بدرجة امتياز.

الفارس الحميري
الفروسية هي إحدى سجايا اليمنيين منذ حقب موغلة في التاريخ، فرحلت بهم ومعهم حتى عصرنا الحديث وليس بمستغرب علينا أن يكون الحميري المعاصر فارساً أصيلاً ، عاشقاً للخيل المعقود على نواصيها الخير، وممارساً لفن الفروسية التي تحولت في الزمن الحديث رياضة أولمبية لها قوانينها وقواعدها ابتداء من سباقات الخيول وانتهاءً بقفز الموانع، ورقص الخيل الإيقاعي..
نعم هذه الخيل المعقود على نواصيها الخير ..وإذا كان فخامته فارساً أصلاً فهو يهوي السباحة ويمارسها، ورياضة الفروسية والسباحة التي تمنح جسد من يمارسهما فوائداً عضلية وجمالية لمظهر وتناسق جسم السباح والفارس، وأتذكر من خلال مشهد تلفزيوني أنه أيضا يضيف إلى جانب هذه الرياضات رياضية أخرى وهو يمارس هواية الغطس في مياه المكلا وعليكم بالرجوع الشريط الذاكرة لذلك. كما أنه أيضا لا عب جيد الرياضة البولينج وما أجمل تفاعله أثناء تسديدة لرمية الكرة تجاه هدفها في اللقطة التي بثها برنامج " MBC" والتي توضح حماسته وتفاعله مع الرياضة، كما أنه أيضا يمارس رياضة البلياردو التي تعتمد على مضرب يدفع الكرة صوب كرات ملونة تحمل أرقاماً معينة صوب ست حفر ولها طريقة معينة في ممارستها، كما أن لها بطولات عالمية.
لست هنا بصدد سرد الهوايات الرياضية التي يمارسها فخامة الرئيس، ولكن ذلك السرد بهدف إيصال حقيقة واحدة هي: أن روح القائد الرياضية لم تأت من فراغ، وإنما من ممارسة وهواية.. هي نفسها الروح التي أدركت وشعرت بأهمية التواصل بين شباب الوطن الواحد ورياضييه، كونها إحدى أهم القطاعات في جمع شتات أبناء الوطن منذ بداية عهده..
فكانت روحه الرياضية ورجاحة عقله وحنكته السياسية وسعت صدره كلها عوامل صبت وبترابط منسجم في شخصية فخامة الرئيس ،الذي استطاع إعادة لم الشمل في الثاني والعشرين من مايو 1990م فجلد بحنكته السياسية ونظرته الثاقبة حواجز الفصل بين أبناء الوطن الواحد وأذاب جليد التباعد معطيا الضوء الأخضر لإقامة كأس اليمن لأول مرة في العام 1980م.

كأس اليمن
البداية في التواصل الكروي بين فرق الوطن كانت في العام 1970م ضمن احتفالات شعبنا بأعياد ثورة سبتمبر المباركة فأقيمت في العاصمة صنعاء بطولة خاصة حملت اسم "كأس الثورة اليمنية" بمشاركة ثلاث فرق منتخب الشطر الجنوبي ومنتخب الشطر الشمالي ومنتخب ليبيا، وقد مثل منتخب الجنوب فريق الشباب العائد من رحلته لبلاد الفراعنة والمطعم بأبرز نجوم المحافظات الجنوبية وترأس البعثة لمنتخب اليمن الجنوبي سابقا نصر عبد الرحمن شاذلي، وتحمل السكرتارية محمد أحمد المقبلي ، وشارك عمر السقاف كحكم من المحافظات الجنوبية ، وقاد الفريق المدرب المقتدر بعاس غلام ..واستطاع منتخب المحافظات الجنوبية من إحراز بطولة كأس الثورة اليمنية بعد فوزه على المنتخب الليبي وبهدفين مقابل هدف لمنتخب ليبيا وتعادل مع منتخب المحافظات الشمالية وحل المنتخب الليبي ثانيا وبنقطتين من فوز حققه على منتخب المحافظات الشمالية وبثلاثية نظيفة لتواصل الظروف السياسية و الاقتصادية والمؤثرات الخارجية بعدها على قطع جسور التواصل بين شباب الوطن وفرقهم الرياضية وبعد تولي فخامة الرئيس/ علي عبد الله صالح مقاليد الحكم كان الهم والهاجس الأكبر الذي يدور في خلده هو إعادة الوحدة اليمنية وتحقيق أحد أهم أهداف ثورتينا الخالدتين ونتيجة للقاءات الوحدوية بين قيادتي شطري اليمن وفي مقدمتها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح وعلي ناصر محمد كانت كأس اليمن هي إحدى ثمار تلك اللقاءات، وذلك لتواصل بعد كأس الثورة في العام 1970م حيث دشنت بطولة كأس اليمن الأولى في 27 سبتمبر 1980م من ملعب الظرافي بالعاصمة صنعاء والتي تابعها الجمهور لأول مرة عبر شاشة تلفزيون صنعاء في نقل حي ومباشر واستطاع التلال من الفوز في هذه المباراة وبأربعة أهداف نظيفة وقد شاركت في هذه البطولة منتخبات محافظات حضرموت وتعز والحديدة ولحج وإب وشعب صنعاء بطل الدوري في المحافظات الشمالية والتلال من عدن بطل المحافظات الجنوبية. واستطاع فريق التلال أن يحرز بطولتها كأول كأس لليمن جمعت فرق ومنتخبات المحافظات اليمنية من الحديدة وحتى حضرموت - وذلك لم يأت من فراغ وإنما إحساسا وشعورا بعظمة المسؤولية الملقاة على عاتق الرئيس في إعادة لحمة الوطن فسخر كل طاقاته مستغلاً لكل الظروف والعوامل التي ساعدت على إعلان قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م على طريق تحقيق الوحدة العربية والتي ما زالت تنتظر يوم الفرج.

السبق الرياضي في التوحد
وإذا كانت الحياة السياسية ومعتركاتها ودهاليزها يواصل فيها فخامة الرئيس دك حصونها ونسف سدود التباعد فقد استطاع أيضا أن يعمل على توحيد القطاع الشبابي والرياضي قبل إعلان الوحدة وذلك بتشكيل منتخب اليمن الموحد في الموسم الرياضي 1988م/1989م فعملت اللجان المشرفة على هذا الحدث الرياضي الهام من قبل اتحادي الكرة في الشمال والجنوب حتى تحول ذلك الحلم الرياضي الى واقع ملموس فقاد جهاز المنتخب الفني المدربين الدكتور عزام خليفة وسالم عبد الرحمن ومثل منتخب اليمن الموحد اللاعبون أمين السنيني "الزهرة" حارس مرمى وعبد الجبار عباس "الميناء" حارس مرمى وكامل صلاح "تلال عدن" وخالد العرشي "وحدة صنعاء" وشرف محفوظ "تلا عدن" وجمال حمدي "المجد من صنعاء" وعلى موسى " الشعلة" وحسين العرشي وياسين محمود "وحدة عدن" وأنور عديني "أهلي الحديدة" وأحمد مهدي الأحمدي "وحدة عدن" وإبراهيم الصباحي "شعب غب" ووجدان شاذلي "وحدة عدن" وفياض بغدادي "شعب صنعاء" وحسين صالح الشعلة وعادل الأشول "أهلي صنعاء" وأبو بكر الماس جوهرة اليمن "تلال عدن" ويحيى جعر "اهل صنعاء" ومحمد حسن أبو علا "الشعلة" وحسين جباري "الزهرة" وجلال الزهيري "تلال عدن".
يشاهد أبناء الوطن في عدن الساحرة وصنعاء الشامخة سنفونيتين كرويتين لأول منتخب يمني موحد قبل إعلان الوحدة المباركة في ظل صدى إعلامي خارجي لهذا الحدث الذي أوضح حنكة الرئيس فلعب منتخب اليمن الموحد أمام المنتخب الأثيوبي في محافظة عدن وتحديداً على ملعب الشهيد الحبيشي تمكن من خلالها منتخبنا الوطني من تحقيق فوز غالي وهام كون الحدث كان له صدى إعلامي كبير وذلك بهدفين نظيفين ليواصل المنتخب الرحلة والإعداد وهذه المرة في صنعاء وتحديداً على ملعب مدينة الثورة الرياضية حيث واجه منتخب اليمن الموحد نظيره المنتخب السوداني الشقيق في ظل زخم جماهيري كبير تابع أبناء الوطن وهم يمثلون لوحة كروية واحدة جمعت أبناء اليمن الواحد ليخرج منتخب اليمن أيضاً فائزاً وبهدفين مقابل هدف للمنتخب السوداني الشقيق وبعد تحقيق وحدة اليمن المباركة في الثاني والعشرين من مايو تسعين وإعادة الزواج للأرض والإنسان واصل القائد رحلته في التصدي لكل الأمور الجسام وأيضاً بصبر عظيم وراجحة عقل في تخطيه للصعاب والشدائد خارجا من كل مرحلة منها أيضا رافع الرأس محافظا على كل قيم الفارس النبيل.
وفي عهده -وتحديداً بعد الوحدة اليمنية- واصلت الرياضة اليمنية الإبحار قدما صوب مقومات البناء التحتي من ملاعب رياضي وصالات مغلقة في شتى محافظات الجمهورية ولكن هناك الأهم حدثين كرويين مرت بهما الكرة اليمنية.

العالمية وكأس الخليج
حققت الكرة اليمنية حدثين هامين في عهد القائد وذلك من خلال وصول منتخب الناشئين إلى العالمين في إنجاز غير مسبوق للكرة اليمنية على مستوى منتخباتها الثلاثة وثانيهما هو أيضاً ذلك الحسن وبعد النظر عند القائد بأهمية القطاع الشبابي والرياضي والذي من خلال عمله الدؤوب في لم الشمل العربي أو الإقليمي في زمن التكتلات السياسية في العالم فإنه استطاع الآن يحقق نقاط تواصل هام مع مجلس التعاون الخليجي في ظل نهج القائد المحب لإخوانه وجيرانه ولما تمثله روح التعايش السلمي خصلة في طريقه السياسي وسجية من سجايا طبعه الخلقي لتندرج بذلك الكرة اليمنية متمثلة بمنتخبها الوطني ضمن بطولاتها كأس الخليج وذلك ابتداء من كأس الخليج السادسة عشرة بدولة الكويت الشقيقة والتي شارك فيها منتخب الوطني لكرة القدم لأول مرة وستكون مشاركته المقبلة في 10 ديسمبر القادم من هذا العام هي المشاركة الثانية عندما يخوض منتخبنا الوطني منافسات كأس الخليج السابعة عشرة والتي تستضيفها دولة قطر الشقيق لتواصل الرياضة اليمنية في عهده السير قدما في شتى قطاعاتها وبقفزات متسارعة صوب الأمام وانظروا للفارق بين الحياة الرياضية في العام 1978م واليوم ونحن نعيش احتفالات بلادنا بذكر ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ونحن في العام الرابع بعد الألفين وستجدون الفارق بأم أعينكم... وكل عام ووطننا بخير ، ومن نصر إلى نصر.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 06:01 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/15789.htm