الثلاثاء, 25-أكتوبر-2005
. -
الإرادة السياسية المشتركة!!
تعود الانطلاقة الحديثة للعلاقات اليمنية التركية إلى زمن تنفيذ مشروع إعادة بناء سد مأرب من قبل إحدى الشركات التركية.
- وذلك هو الزمن الذي يؤرخ للزخم الجديد والكبير الذي شهده التواصل بين البلدين والانتقال بعلاقاتهما نحو التعاون الأشمل ليغطي مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والبرلمانية والصحية والعلمية.
- وللمدلول التاريخي والحضاري لسد مأرب وزمن إعادة بنائه وانعكاساته وتعبيراته الواضحة في علاقات البلدين الشقيقين من حيث تاريخيتها وجوانبها الحضارية التي ازدادت عمقاً ومدى مع انطلاقة التاريخ الإسلامي وما قام على ضفافه وامتداده الزمني والجغرافي من حضارة شكلت إضافات حقيقية وفي غاية الأهمية إلى التاريخ الحضاري البشري القديم منه والمعاصر والذي استفاد أيما استفادة من إنجازاته العلمية على وجه أخص.
- وتشاء الأقدار الحديثة لكل من اليمن وتركيا أن تلتقيا في إطار مشترك لدور وعمل إقليمي متحضر يعنى بدرجة أساسية وكاملة بتأمين الانتقال نحو النظام الديمقراطي وهو ما توافر عليه البلدان من خلال عضويتهما في اللجنة الرباعية التي انبثقت عن أحدث اجتماعات قمة الثماني.
- وللأهمية الكبرى التي تمثلها العلاقات اليمنية التركية طابعها ومداها الجغرافي الذي يرتسم من حول خارطة البلدين والتي تظهر من خلالها تلك الروابط التي تصل تركيا بالقارتين الأوروبية والآسيوية والعالمين العربي والإسلامي معا بخطوط وضرورات استراتيجية تؤكد على وجود التأثير والارتباط المتبادل الذي في حين يفرض مستلزماته يفتح مجالاته الواسعة للاستفادة التركية وإفادة جيرانها وأمتها من خلالها.
- وكذلك من حول الخارطة اليمنية نلمس الامتدادات الاستراتيجية لمجالات الإفادة من موقع اليمن في إطلالته على البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي وما وراء ذلك من آفاق انفتحت أمام الخطوات اليمنية كي تتقدم في المسار التاريخي لتتمكن من إقامة روابط وثيقة بالقارتين الأفريقية والآسيوية على وجه الخصوص امتدت بجذورها إلى العمق الاجتماعي والروحي لصلة القربى وأواصر العقيدة.
- وكما تتيح الجغرافيا لتركيا أن تكون نافذة وسبيل اليمن والبلاد العربية إلى أوروبا تجعل الجغرافيا في مجال ووسع اليمن أن تكون نافذة تركيا إلى افريقيا وأقصى الشرق الآسيوي وهو الدور المثبت على امتداد التاريخ البشري أنهما أدياه.
- وعلى النطاق العربي وكذا الشرق الأوسطي الذي يجري الترتيب له تبدو تركيا من وجهة النظر اليمنية في أبرز المواقع ان لم تكن في قلب الصورة كطرف يحوز على مقومات الفاعلية والتأثير الإيجابي في اتجاه التأكيد على رسم خارطته الجديدة بمواد ويراع العدل والمساواة والعوامل الحافظة لواقع السلام الدائم.
- وتتجلى في إطار هذه الصورة المستوفية للملامح التاريخية والجغرافية ومجالاتها الشاملة للتعاون والتنسيق والتكامل في مواجهة تحديات العصر وتحولاته الفكرية ومهدداته السياسية أهمية الزيارة الأخوية التي يقوم بها رئيس وزراء تركيا الشقيقة رجب طيب اردوغان لصنعاء واللقاءات والمباحثات التي يجريها مع قيادات ومسئولي بلادنا وعلى رأسهم فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية .
- وتستمد الزيارة عوامل وأسباب نجاحها في تحقيق أهدافها وفي مقدمتها تعزيز الشراكة اليمنية التركية من الإرادة السياسية المشتركة لدى قيادتي البلدين في البلورة والتجسيد الواقعي الكاملين للمبادئ الإنمائية والحضارية المنشودة من إقامة الشراكة.


(عن الثورة)
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 09:22 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/25327.htm