الخميس, 08-ديسمبر-2005
المؤتمرنت- الخليج -
صادق أبو رأس: لن يتم استنساخ علي عبدالله صالح
لا تجد في أوساط المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن من يختلف معك في قضية التمسك بالرئيس علي عبدالله صالح رئيساً للسنوات السبع المقبلة، فالأجواء داخل الحزب الحاكم تؤكد أن ضغطاً شديداً ستمارسه قيادات المؤتمر من القمة إلى القاعدة لإثناء الرئيس صالح عن قراره عدم خوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر إجراؤها في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل. المسألة لا تبدو في سياق دعاية انتخابية مبكرة للرئيس صالح، الذي يبدو في وضع يجعل من قبوله ضغوطات رفاقه في الحزب أمراً وارداً، عندما يحتشد أكثر من خمسة آلاف مندوب ومندوبة في المؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام منتصف الشهر الجاري في مدينة عدن. هكذا تبدو الأجواء داخل حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، الممسك بزمام الأمور في بلد التناقضات منذ العام 1997 بمفرده، بعد أن تحول شريكاه في الوحدة “الحزب الاشتراكي اليمني” وفي الحرب “التجمع اليمني للإصلاح” إلى خصمين لدودين.

وسط هذه الأجواء جاء هذا الحوار مع أبرز رجالات المؤتمر الشعبي العام، الأمين العام المساعد للحزب، وزير الإدارة المحلية صادق أمين أبو رأس، الذي يؤكد أن أعضاء المؤتمر لن يرضوا عن الرئيس بديلاً، إنه الشخص الوحيد، الذي يستطيع التعامل مع متناقضات اليمن، هكذا هو تقييم أبو رأس، وهو انعكاس لجو ضاغط داخل الحزب. في حوار “الخليج” مع القيادي المؤتمري صادق أبو رأس نتطرق إلى العديد من القضايا المتصلة بالانتخابات الرئاسية ومرشحي المعارضة ومعارضي الخارج، وقضايا تتعلق بدور اللجنة العليا للانتخابات وما يوجه إليها من انتقادات من قبل أطراف المعارضة لدورها وانحيازها إلى الحزب الحاكم واتهامها بالتزوير، بالإضافة إلى الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي سيتبناها المؤتمر الشعبي العام في مؤتمره العام السابع. وتناول الحديث مع أبو رأس قضايا التعاون اليمني الأمريكي في مجال مكافحة الإرهاب وقضايا المدارس الدينية في البلاد، بالإضافة إلى موقف اليمن من مطالبات الولايات المتحدة تسليمها شخصيات يمنية لها علاقة بالإرهاب، وهنا نص الحوار:
إلى أين وصلت التحضيرات لانعقاد المؤتمر العام للمؤتمر الشعبي العام في عدن وما أهم القضايا المطروحة أمامه، وهل هناك دعوات لضيوف في الخارج للمشاركة في هذا المؤتمر؟
عقدت اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام العديد من الاجتماعات وتمخض عنها تشكيل عدد من اللجان للإعداد والتحضير لأعمال المؤتمر العام السابع الذي سيعقد منتصف ديسمبر/ كانون الأول الجاري في عدن.
هناك اللجنة السياسية ولجنة النظام الداخلي، واللجنة التنظيمية ولجنة الاستقبال وغيرها من اللجان الأساسية، وقد انتهت هذه اللجان من أعمالها وتستعد للانتقال إلى عدن للبدء في الإعداد والتحضيرات النهائية للمؤتمر.
المؤتمر القادم سيكون مميزاً وقد وجهت دعوات لحضور هذا المؤتمر إلى العديد من الأحزاب في الوطن العربي وبعض الأحزاب الأجنبية من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وروسيا والصين ومن معظم الدول، وجاءت الردود ايجابية حتى الآن بالمشاركة في أعمال المؤتمر.
هل تتوقعون التجديد لقيادات المؤتمر الحالية أم تتوقعون التغير؟
نحن بدأنا في إعادة الهيكلة بدءاً من الجماعات التنظيمية حتى انتخابات اللجنة الدائمة، وبلغ التغيير على مستوى قيادات فروع المحافظات بنسبة 30% 70 %، أيضاً في المديريات والدوائر جرت عمليات التجديد والتجديد سيستمر في كل المفاصل داخل المؤتمر بما فيها اللجنة العامة وبديمقراطية وشفافية.
يجري الحديث باستمرار عن مساع لتحويل المؤتمر الشعبي العام إلى حزب سياسي، هل يعني أن المؤتمر الحالي ليس تنظيماً سياسيا حقيقيا؟
المؤتمر الشعبي العام تحول إلى حزب سياسي منذ عام ،1990 بعد أن كان تجمعاً تنظيمياً في المحافظات الشمالية يضم عناصر من الأحزاب والتنظيمات السياسية التي كانت موجودة في هذه المحافظات قبل قيام الوحدة، وبعد الوحدة خرجت هذه العناصر وأنشأت لها أحزاباً عقب الإعلان عن الحزبية والتعددية، فقد كان هناك الناصريون والبعثيون والقوميون والإخوان المسلمون وغيرهم.
منذ ذلك الوقت اعتبر المؤتمر الشعبي العام حزباً سياسياً، وهو كبقية الأحزاب الموجودة على الساحة.
ترشيح الرئيس
هناك قضية مهمة مطروحة أمام المؤتمر تتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة، كيف ستحسمون قضية ترشيح الرئيس علي عبدالله صالح؟
الرئيس علي عبدالله صالح أعلن عدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية كرغبة شخصية له، ونحترم رغبته في ذلك، ولكن علي عبدالله صالح لم يعد ملك نفسه، فهو ملك بلده وشعبه، فإذا الشعب أراده أن يستمر فإنه يجب أن يخضع لرغبة الشعب.

نحن في المؤتمر الشعبي العام لدينا إصرار كامل على إعادة ترشيح علي عبدالله صالح للانتخابات الرئاسية القادمة، وهذا رأي كل مؤتمري على مستوى الساحة اليمنية، ابتداءً من أدنى تكوين في التنظيم إلى أعلى تكوين، أضف إلى ذلك أن المسألة ليست رغبة المؤتمر الشعبي العام وإنما رغبة أبناء الشعب اليمني أنفسهم، وإذا كان هناك آخرون يريدون أن يترشحوا فالفرصة موجودة والتنافس موجود، ولا نستطيع أن نحصر الترشيح على الرئيس علي عبدالله صالح وحده.
إذا أرادت الأحزاب الأخرى أن ترشح للمنافسة فعليها الالتزام بالقانون والدستور، ومن الأفضل أن يكون هناك مرشحون آخرون.
كيف سيعامل المعارضون في الخارج، بخاصة ممن ليس لهم قواعد داخل البرلمان؟
اليمنيون متساوون في الحقوق والواجبات، وإنما من الداخل، فمرحباً بهم لممارسة حقوقهم في الداخل، والقانون والدستور واضح في هذا المجال.
بمعنى آخر، الذين أعلنوا رغبتهم في الترشيح للرئاسة من الخارج ألن يقبل ترشيحهم؟
هذا أمر سيعرض على مجلس النواب، فهو صاحب القرار الأول والأخير في تحديد المرشحين.
هل تتوقعون خروج مسيرات لإثناء الرئيس صالح للعدول عن رأيه بعدم خوض الانتخابات الرئاسية؟
بالنسبة لموضوع المسيرات فإنها تأتي وفقاً لرغبة شعبية ؛ فإذا كانت هذه رغبة شعبية من الناس فلن نستطيع أن نمنع الناس من التعبير عن آرائهم، فالمسيرات تخرج في كل دول العالم، لكن الأمر يتغير من وقت إلى آخر ؛ فاليوم لم يعد وقت المظاهرات وإنما البناء المؤسسي.
في حالة أصر الرئيس على موقفه عدم خوض الانتخابات الرئاسية؛ فهل يمكن أن يرشح المؤتمر الشعبي العام مرشحاً من وسطه؟
لكل حادث حديث.
كيف ستتعاملون مع الوضع بعد 7 سنوات، هل سيتم استنساخ علي عبدالله صالح آخر؟
لا، خلال السبع السنوات سيكون الوضع آخر، الشعب اليمني مليء بالكفاءات، لكن الفترة القادمة لن تكون فترة سهلة، ستكون فترة صعبة، ولهذا السبب لا يوجد أي رجل يستطيع أن يتعامل معها بحنكة وحكمة سوى علي عبدالله صالح.
دور المعارضة
ماذا تتوقعون من الأحزاب المعارضة، كيف يمكن أن يكون موقفها، هل مع الموافقة على استمرار الرئيس أم مع ترشيح مرشح آخر؟
نحن لا نطلب من المعارضة الموافقة على ترشيح الرئيس علي عبدالله صالح، في المرة السابقة هي التي وافقت قبلنا، وأنا لا أتكلم عن حزب معين، لكن المعارضة هي التي رشحت الرئيس علي عبدالله صالح قبل أن يرشحه حزبه.
إذاً أنتم لا تخشون من منافسة المعارضة للرئيس؟
بالنسبة لنا في المؤتمر الشعبي العام ومن وراءنا الشعب اليمني لا نخشى من أية منافسة كانت.
هل سيكون هناك تعديلات دستورية لاستيعاب ممن هم في الخارج؟
في هذا الوقت لا لزوم لأي تعديلات دستورية.
العلاقة مع الإصلاح والاشتراكي
كيف تنظرون في المؤتمر إلى حزب الإصلاح والاشتراكي كشريكين سابقين في الحكم؟
نحن نعتبر الحزب الاشتراكي شريكنا في تحقيق الوحدة اليمنية بشكل كامل وله دور كبير في تحقيق الوحدة اليمنية، وحزب له جذور وطنية ونعتز بها كثيراً ولنا حوارات واتصالات معهم.
أما حزب التجمع اليمني للإصلاح فعلاقتنا به استراتيجية، وكما ترى فإنك تجد في الأسرة الواحدة من هو في المؤتمر ومن هو في الإصلاح.
بيننا علاقات وتواصل، لكن الديمقراطية تمارس على أن كل واحد له رأيه، لكن عندما نصل إلى المزايدات التي تكون خارجة عن النطاق ولاتعد مقبولة فإن لكل حزب موقفه.
العلاقات مع واشنطن
كثر اللغط حول علاقة اليمن بالولايات المتحدة وعن موقف اليمن من الإرهاب وغيره من القضايا، كيف تقيمون العلاقات اليمنية الأمريكية الخاصة بعد الزيارة التي قام بها الرئيس صالح للولايات المتحدة؟
العلاقات اليمنية الأمريكية متطورة وتزداد رسوخاً مع الأيام وزادت زيارة الرئيس علي عبدالله صالح إلى الولايات المتحدة الأمريكية دفعة في تحسين هذه العلاقات. أما موضوع وجود اختلاف فلا يوجد إلا بما يتماشى مع السيادة، الأمريكيون يطرحون علينا قضايا ونحن نطرح عليهم كذلك، ولا نقبل نحن ما يريدونه إلا في الحدود التي لا تمس سيادتنا.

موضوع العلاقات الثنائية ومكافحة الإرهاب وموضوع الشفافية والحكم الرشيد والكثير من الأشياء نحن متفقون عليها ولا يوجد فيها أي خلاف.
أما ما يتعلق بمكافحة الإرهاب فنحن شركاء وأمريكا في مكافحته، وقد بدأنا نتعرض للإرهاب قبل الولايات المتحدة أولاً في عدن ثم في حضرموت، وكنا نتكلم عن الإرهاب ولا يصدقوننا ثم جاءت أحداث 11 سبتمبر/ أيلول وبدأ من حينها تواصل مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب وأظن أن الولايات المتحدة تقدر الدور التي تقوم به اليمن في هذا المجال.
في قضية الإرهاب، هل طلب من اليمن تسليم شخصيات مثل الشيخ عبدالمجيد الزنداني؟
لم يطلب تسليم هذه الشخصيات التي ذكرتها واليمن أساساً ليست مستعدة لمخالفة دستورها والدستور واضح، ونحن مستعدون إذا كانت هناك أية اتهامات على شخص من أبناء اليمن عليهم أن يظهروا براهينهم والقضاء اليمني ممكن أن ينظر في هذه القضايا بشكل كامل وما نتج عن القضاء اليمني نحن على أتم الاستعداد أن نلتزم بها كاملاً.

حاوره: صادق ناشر
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 04:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/26357.htm