الخميس, 29-ديسمبر-2005
المؤتمر نت - رئيس التحرير محمد علي سعد -
إنسان بحجم أماني المواطن
المنجزات العظيمة تبدأ بأحلام صغيرة تكبر مع الأيام وترافق صاحبها حتى تصبح بالنسبة إليه هماً إنسانياً ووطنياً يلتقي حول ضرورة تحقيقه كل الأناس الطيبين ويدافع عنه وعن ضرورة تحويله من حلم الى حقيقة واقعه كل شرفاء الوطن ومحبيه.
تذكرت هذه الخاطرة بمناسبة اختتام أعمال المؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام الذي احتضنته عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية لدولة الوحدة المباركة حيث مثل عقد أعمال المؤتمر العام السابع في عدن دلالة وطنية هامة ومع تلك الدلالة تذكرت كيف قامت دولة الوحدة؟ وكيف أنجز الحلم العظيم والأمنية العصي تحقيقها.. فموروث التشطير الكريه والتعبئة الخاطئة ومخلفات السياسات الاستعمارية والإمامة كانت ضمن المعوقات التي حالت دون تحقيق الوحدة في وقت مبكر، فالذين تحدثوا عنها في المحافظات الجنوبية والشرقية رفضوا قيامها في أكثر من مناسبة لأنهم أرادوا السلطة وسقطوا صرعى داء التسلط لذا فإن رفضهم الإسراع في إعادة توحيد الوطن كان وارداً لأنهم أرادوا السلطة على الوحدة وفضلوا التشطير عليها.
فمن هنا كان يرى الكثيرون أن إعادة توحيد الوطن قضية محفوفة بالأشواك وطريق إنجازها مزروع بالمخاطر.. إلا أن الرجال وحدهم من رفضوا الاستكانة لصوت التسلط الذي أدعى أن قضية توحيد الوطن مسألة شائكة وأن الشروع بها سيدفع اليمن بشطريه.. آنذاك – الى كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى – حسب ما أدعوه جماعة التسلط عبدة التشطير.
قلنا إن الرجال وحدهم رفضوا هذه الأطروحات ورفضوا أن يظل الوطن مشطراً والشعب مجزءاً، فبادروا بالعمل باتجاه الوحدة وعملوا من أجل تحقيقها وقبلوا شروط الإجحاف والتقاسم الأحادي الجانب وتحملوا تبعات الشريك الذي جعل قدميه بين السلطة والمعارضة.
أكرر فأقول: الرجال وحدهم هم من تواضع ليكبر الوطن وضحى كي تنتصر الوحدة وتحمل وعانى كي يعافى الشعب كل الشعب من أمراض التسلط والتشطير.
الرجال وحدهم يتقدمهم الرئيس القائد علي عبدالله صالح صاحب اليد البيضاء في قضية إعادة توحيد الوطن والقلب المفتوح والعقل المستوعب بأن القضايا الوطنية الكبيرة تحتاج جهوداً عظيمة وتضحيات كبيرة كي تتحقق الأحلام وتنجز.. وأغلاها حلم إعادة تحقيق وحدة الوطن.
وبعد تحقيق الحلم كانت مهمة الدفاع عنه.. فقد ارتبطت قضية إعادة تحقيق وحدة الوطن باسم فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح.. كما ارتبطت باسمه أمور كثيرة أخرى وقضايا متعلقة بهموم الوطن وأماني مواطنيه.
ويعرف القارئ الكريم.. كيف أبدى الرئيس القائد الكثير من المرونة وأظهر شجاعة متناهية للحيلولة دون اختلال رأب الصدع، وفوت مرات عديدة على المتأمرين إشعال فتيل الحرب بين أبناء الوطن الواحد بعد أن تحققت وحدة الوطن إلا أن الذين اضطروا اضطراراً أن يقبلوا بالوحدة ويدخلون بها وفيها مكرهين بسبب خوفهم من السقوط.. كانوا السباقين لضرب الوحدة من الداخل والالتفاف عليها بتآمراتهم التي ما انقطعت واعتكافاتهم التي ما عرفت انقطاعا وبارتباطاتهم مع دوائر أعداء اليمن ظلوا يتآمرون ووصلت دوامة الخيانة عندهم الى حد أنهم أطلقوا الصواريخ على قرى نائمة آمنة.. وأناس يبتهجون بالعيد وأطفال فرحين ووطناً يخطو خطواته الأولى نحو تعزيز بناء مؤسسات الدولة.
الذين تأمروا على الوحدة اعتقدوا أن مخططاتهم قد صارت قابلة للتنفيذ لدرجة النجاح وأن التآمر على الوحدة والعودة للتشطير قد صار أمرا مفروغاً منه.. إلا أن رجلا بمكانة الرئيس القائد.. وإنساناً بحجم أماني الوطن استطاع أن يحمل راية الوحدة مضيفاً الى الراية شعار (الوحدة او الموت) هذا الشعار بمجرد أن رفعه الرئيس.. التف حوله ومعه الملايين من أبناء هذا الشعب الذين حملوا أكفانهم على أيديهم وآخرون قدموا العون والمساعدة والتطبيب والعلاج وبدأت قوافل الدعم الشعبي تتواصل على كل جبهات القتال الذي أعلنه أعداء الوحدة و (وانفصاليو الاشتراكي) ويوما بعد يوم انتصرت إرادة الشعب في معارك الشرف من أجل الوحدة وانتصارها.. وانتصرت عزيمة القائد الذي وثق به الشعب وبحنكته وقدرته على إدارة دفة هذه المحنة الى بر الأمان.. فجاء أمان الوحدة بانتصارها على مخطط الانفصال في 7 يوليو 94م.
فالإنسان علي عبدالله صالح قائداً.. قاد الوطن للوحدة.. وانتصر للوحدة بإلحاقه الهزيمة بمخطط الانفصال.
هذا الإنسان القائد الرئيس علي عبدالله صالح قد قاد جزءاً من هذا الوطن زمن التشطير محققا فيه نماء واستقرارا.. وديمقراطية واستطاع أن يخرج اليمن يومها من خانات التبعية الدولية الضيقة الى مشارف العلاقات الدولية الاشمل مع الشرق والغرب مستفيداً من مقدرات تلك الدول لخدمة اليمن.
والرئيس علي عبدالله صالح، ارتبط بالوحدة وحققها.. ونصرها وانتصر لها.. لذا فإنه قائد بحجم احتياج الوطن وإنسان بحجم أمانيه ورئيس يحتاجه كل الوطن وكل مواطنيه.


تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 02:44 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/26929.htm