احمد الربعي - التطرف .. ركوب مَوْجة مكشوفة الرسوم الحاقدة على الاسلام والتي نشرت في أكثر من عاصمة أوروبية نزلت بردا وسلاما على قوى التطرف والكراهية في العالم الإسلامي، فبينما عبرت الشعوب المسلمة عن غضبها بلغة متحضرة ومؤثرة، وقام العديد من السياسيين والمفكرين باستثمار هذه الصور الحاقدة بشكل يساعد على تحسين صورتنا، وبشكل يجعل التهجم على المعتقدات الإسلامية أمرا صعبا في المستقبل، قامت القوى المتطرفة والمجنونة بأعمال لا تستهدف خدمة الاسلام ولا الدفاع عن النبي الكريم، بل تستهدف نشر برنامجها التكفيري الذي يستهدف الإثارة، وبث الكراهية بين أمم واديان العالم، واستغلال حادثة بهذا الشكل لخدمة أجندة ضيقة كريهة لا ترى أبعد من تعصبها وحقدها على الآخرين.
هذه القوى انكشفت في بيروت بشكل أفضل مما هو عليه الحال في دول عربية وإسلامية أخرى. فالمظاهرة اللبنانية تم التخطيط لها بشكل سلمي وتصدرها رجال عقلاء وسارت بطريقة متحضرة، وفجأة انقض التطرف اللبناني والإقليمي على هذه المظاهرة، وبدأ بالاعتداء على الشرطة اللبنانية وعلى الكنائس الآمنة، وتم حرق السفارة بطريقة همجية وهي محاولة لخلط الأوراق، وإعادة اللبنانيين إلى المربع الأول، بعد أن أنجز اللبنانيون وحدتهم الدينية والطائفية وخرجوا من عنق الطرح الطائفي.
في الكويت خطب داعية إسلامي معروف في حشد من الناس بعد صلاة الجمعة الماضية، وقال «حتى الذين يربون الأبقار ويبيعون اللبن أصبحوا يتهكمون علينا»، وهذا الجاهل يعتقد أن بيع اللبن أو تربية الأبقار من الكبائر، وهو ينسى أن إنتاج الدنمارك من اللبن ومنتجاتها اكبر من إنتاج الكويت من نفطها، بل ينسى أن النبي العربي الكريم، الذي يدعي هذا وغيره أنهم انتفضوا غيرة ودفاعا عنه، كان يرعى الغنم وكان يفتخر بذلك..!
الهجوم على الكنائس في بغداد وبيروت هو عمل يستهدف الفتنة ولا يخدم الدين، ولا يخدم استقرار وأمن المسلمين، والقيام بأعمال صبيانية في الشوارع وتحويل القضية وكأنها صراع حضارات، هو تنفيذ لبرنامج المتطرفين وليس دفاعا عن نبي المسلمين. ولكن المهم أن اللعبة في بيروت وفي غير بيروت أصبحت مكشوفة.
*نقلا عن الشرق الاوسط
|