المخرج السينمائي العالمي بدر الحرسي لـ " المؤتمر نت":

الخميس, 04-ديسمبر-2003
المؤتمر نت -
يوم جديد في صنعاء القديمة سيشارك في مهرجان "كان" بعد عرضه في اليمن

يستعد حالياً المخرج العالمي بدر بن الحرسي للبدء بتصوير الفيلم اليمني الأول " يوم جديد في صنعاء القديمة" وذلك بمشاركة فريق عمل أجنبي و 68 ممثلاً يمنياً بينهم الممثل اليمني المحبوب/ يحيى إبراهيم.
ويتوقع المخرج اليمني الأصل أن يحقق الفيلم نجاحا كبيراً ويلاقي أصداء واسعة في العالم وذلك بعد أن قبلت العديد من مهرجانات الأفلام العالمية عرض الفيلم.
" المؤتمر نت" التقت المخرج الحرسي وطرحت عليه بعض الأسئلة المتعلقة بمراحل الأعداد للفيلم والمشاكل والصعوبات التي يواجهها وفكرة القصة ومستوى أداء الممثلين اليمنيين، والعديد من القضايا المتصلة بالإنتاج السينمائي في اليمن وكيفية النهوض بمستواه، والذي أوضحها المخرج بدر الحرسي في سياق التالي:
حاوره / جميل عبدالله الجعدبي
تصوير وترجمة/ إبراهيم الخياطي

- بداية سيد بدر نود أن يتعرف زوار الموقع عليك؟!
·الاسم/ بدر بن يحيى الحرسي، يمني من مواليد لندن، العمر 35 عاماً, عملت عدة أفلام عن اليمن والعالم العربي والإسلامي.
- بعض الأعمال التي قمت بها؟!
·اشتغلت أوقات كثيرة في التلفزيون، ومن أفلامي الخاصة، " الشيخ الإنجليزي والجنتلمان اليمني" وقصته تتحدث عن اليمن وكيف أن شخصاً يمنياً مولود بلندن يعود لوطنه فيقوم الكاتب الإنجليزي الساكن في مدينة صنعاء القديمة منذ عشرين سنة بتعريفه باليمن. وعملت كذلك فيلم عن جزيرة سقطرى، وبرنامج عن أحداث 11 سبتمبر بعيون سعودية وهو عبارة عن لقاءات خاصة مع أهالي المتهمين السعوديين ولقي البرنامج نجاحا كبيراً، و الآن أنهينا فيلم عن اليمن والحرب ضد الإرهاب، وعملت برنامجاً عن الحج في مكة والمدينة، وسوف نبدأ قريبا بعمل فيلم" يوم جديد في صنعاء القديمة".
68 ممثلاً يمنياً أمام 2 أجانب:
- متى يبدأ تصوير " يوم جديد في صنعاء القديمة"..؟ وكم عدد الممثلين الأجانب المشاركين فيه؟!.
يبدأ التصوير في منتصف ديسمبر الجاري، وأغلبية الممثلين في الفيلم يمنيين، وعندنا فقط واحد نمساوي ممثل جيد وعمل عدة مسرحيات في النمسا، والممثلة دانيا حمود من بيروت ممثلة جيدة وهي تناسب الدور، لكن الأغلبية من الممثلين هم يمنيون، وهناك من يسمع عن ممثلين أجانب فيفتكر كل الممثلين أجانب، والعكس هو الصحيح، أثنان فقط أجانب بينما يصل عدد الممثلين اليمنيين تقريبا 68 ممثلاً.
أردت عمل فيلم لكل واحد في العالم يستطيع الفهم.
- في حياة المجتمع اليمني عدد من القضايا الاجتماعية تحتاج إلى معالجة مثل الثأر، حمل السلاح، مضغ القات. فما الذي دفع بك لاختيار قصة " يوم جديد في صنعاء القديمة" دون غيرها؟!.
- أردت الابتعاد عن أشياء كثيرة تحدث في اليمن، وما أردت عمل فيلم كهذا عن السياسة، وابعد عن كل شيء مثل الإرهاب والاختطافات، أردت عمل فيلم لكل واحد في العالم يقدر يفهم، والقصة كلها تعبر عن سوء الفهم،
فكرة القصة
- وهل لقصة الفيلم علاقة بقصص الحب مثل" روميو وجوليت" وغيرها من الأفلام التي لا قت رواجا واسعا وحصدت العديد من الجوائز العالمية؟!.
- لا .. وأظن البعض حينما يسمعون عن القصة يفتكرون هذا هو الحب، لكن الأشخاص في الفيلم لايعرفون بعضاً وبالتالي لا يوجد حب، شخص خاطب لفتاة، فيشاهد أخرى ترتدي فستانها، فيبدأ يفكر ويخبر نفسه أن يحبها، ولكنه لا يعرفها، فالقصة ليست مثل روميو وجوليت، وإنما القصة تدور حول الناس الذين يكبروا القصة، وكيف أن كلام الناس في الحارات يغير صورة بأخرى.
- إلى أي حد سيحافظ الفيلم على عادات وتقاليد المجتمع اليمني ذات الطابع الإسلامي البحت وخاصة فيما يمس احتشام الفتاة؟!.
- طبعا أكيد أنا لي حوالي عشر سنين اشتغل أفلام عن العالم العربي واليمن والإسلام فلا يمكن أن أعمل آخر شيء عمل يغضب أي يمني وأي عربي ومسلم, وما فيه شيء في الفيلم حرام، والقصة عبارة عن أشخاص ساكنين في صنعاء القديمة وإنشاء الله الفيلم ينال إعجاب الجميع.
-ماذا عن تعاون الجهات الرسمية معك؟!.
·حصلت على مساعدة كبيرة من وزارة الثقافة والسياحة، وأمين العاصمة الأستاذ/ أحمد الكحلاني ساعدني كثيراً، والصندوق الاجتماعي والوزير الارحبي، ووجدت تشجيعاً ومساعدة وما كنت أقدر أعمل الفيلم بدون مساعدة هؤلاء.
سعيد بمستوى الفنانين اليمنيين.
·كيف تقيم أداء الممثلين اليمنيين؟!
·أنا حبيت الممثلين اليمنيين كثيرا، وآلمني حينما الناس وكثير من الصحف يتحدثون عن الممثلين الأجانب أكثر من اليمنيين، والممثلين اليمنيين ممتازين وحبيت كثير يحيى إبراهيم.
وأستغرب كثيرا لمواعيد العمل هنا في اليمن، فحينما يعطيك أحدهم موعدا الساعة العاشرة فإنه يحضر الساعة الثانية عشرة، وهذا كان يقلقني إذا حدث مع ممثلين نشتغل معهم هنا في اليمن، وفي التصوير الخارجي مثلا نرغب في التصوير الصباح الساعة 7 والممثلين سوف يحضرون الساعة، وهذا يعمل مشكلة، ولكنا خلال خمسة أسابيع استطعنا تدريبهم، لأن الممارسة لديهم كانت للمسرح والتلفزيون، لكن الفيلم شيء ثاني فأحضرنا مدرب فرنسي لتدريبهم، وأنا بصراحة سعيد جدا بكل الممثلين اليمنيين ويناسبوا الأدوار والفيلم سيكون جميل جدا.
يوم كامل لتصوير دقيقتين في الفيلم.
وأظن التمثيل في اليمن عادة يستعجل، نحن نجلس لمدة ستة أسابيع نصور فيلم ساعة ونصف، والممثلين اليمنيين عندهم ممارسة يصوروا في يوم واحد لبرنامج نصف ساعة، ونحن نستمر طوال اليوم لتصوير دقيقتين من الفيلم وهم يستغربوا لهذا لكنا نرى أنه لازم كل شيء يكون 100% فهذه تجربة جديدة لهم، وسوف تكون إن شاء الله تجربة ممتازة لهم وأنا لاحظت بعض الممثلين يفكروا يمثلوا الدور، وأنا لا أريدهم يمثلوا الدور بل أريدهم حينما يمثلوا يكونوا هم الشخص ويتناسوا أنهم ممثلون.
من اليمن إلى مهرجان " كان":
-" يوم جديد في صنعاء القديمة" من سيشاهده أولا، المشاهد اليمني أم الأوربي؟!.
· سيعرض أولا في اليمن خلال شهر مايو في العام 2004م حيث تنظم وزارة الثقافة والسياحة حفل افتتاح للفيلم تعرضه للمشاهد اليمني، ثم يعرض بعدها خلال نفس الشهر في مهرجان " كان" حيث يشترطون في المهرجان أنهم لازم يكونوا أول ناس يشاهدوا الفيلم بعد البلد الذي تم التصوير فيه، ومادام الفيلم يمني وصورناه في اليمن فلا بد أن نعرضه أولا على المشاهدين اليمنيين.
- توقعاتك بنجاح الفيلم في المهرجانات العالمية؟!
·بصراحة في البداية الناس حينما يسمعوا عن أول فيلم من اليمن، وبحكم خبرتي في المهرجانات العالمية، أظن الناس يضحكوا، ويقولوا الفيلم لن يكون جيد من كاميرات وتصوير، ممثلين، ثياب، وأظن بعض المهرجانات سوف يقولوا نقبل الفيلم كونه أول فيلم يمنى من باب التشجيع، ولكن إن شاء الله حينما يشاهدوا الفيلم أظن سيشكل لهم صدمة، وسوف يستغربون أن كل شيء في الفيلم سيكون درجة أولى.
مدير شركة خليجية: أبرد لك من اليمن
·هل تفكر في الإقامة الدائمة في اليمن؟!
·أنا وجدت عدة شركات حول العالم يريدون اشتغل معهم في عدة مدن عربية وفي أوروبا، لكن دائما أقول لهم: أنا أريد اشتغل في اليمن، لأني شعر أنه لازم أقوم بهذا العمل لمساعدة بلدي، فبعض الناس يضحكوا، ومنهم مدير شركة كبيرة ضحك وقال لي أبرد لك من اليمن..! اليمن عمرها ما تساعدك، وتعال عندنا ونحن نساعدك، وهو خليجي من شركة كبيرة "لا أريد ذكر أسمه"، لكن شركته معروفة وكبيرة قال لي: دعك من اليمن لأن اليمن عمرها ما تساعدك، وأنا قلت له لكن لا يهمني، الذي يهمني كيف أساعد بلدي، ثم أن البلدان الأخرى لم يتبق فيها قصص لعمل أفلام لكن في اليمن ممكن الواحد يشتغل خمسين سنه وما يكمل القصص وغيرها من الأفلام الوثائقية والروائية.
وأظن أنا يمكن لأني من مواليد لندن، وعشت في لندن طول حياتي، حينما أرجع لليمن أشاهدها بصورة رائعة وهي فعلا جميلة، وهناك أشياء كثيرة جميلة يمكن الناس الذي في صنعاء ما يشاهدوها، لأنهم موجودون هنا ولذلك يتهافت الأجانب ويتسابقون على السكن داخل مدينة صنعاء القديمة.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 03:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/4564.htm