السبت, 25-ديسمبر-2010
المؤتمر نت - الدكتورة/ رؤوفة حسن الدكتورة/ رؤوفة حسن -
توابع خليجي عشرين
نجاح خليجي عشرين تنظيماً وإدارة وأمناً وحضوراً جماهيرياً لم يمسح من ذاكرة اليمنيين جرحهم المؤلم وصدمتهم المبكرة بخروج منتخب بلادهم المضيفة من هذه البطولة قبل أي فريق آخر. يعرفون أن محاسبة ومراجعة الأخطاء قصة أبدية الواقع في اليمن فلن يزيد الضحية عن الشخص الذي لم يتسبب فيها وهو المدرب الذي دفع الثمن دون تحقيق ودون تثبت من مسئوليته الوحيدة عما حدث.

الذاكرة الجماعية تسجل شهادات كل الدول التي شاركت بأن خليجي عشرين تميز بزخم جماهيري لا تعرف مثله دول الخليج في أي من بطولاتها التسع عشرة السابقة. وكان هذا الحضور مجرد عينة صغيرة لمجمل جماهير اليمن التي تابعت كل مباريات بطولة خليجي عشرين. وسبحنا بنجاح البطولة ككل وسكتنا عن جرحنا البليغ فلم يسمع الضيوف نهدة ألم أو تأوه حزن، فالمضيف يظهر لضيفه بوجه بشوش وأحزانه يكتمها في القلب.

وجاء سباق خليجي آخر وكان درة اليمن وصوتها العذب وألحانها الشجية فؤاد عبد الواحد والأغاني التي اختارها بذكاء، فرصة مباشرة للتعويض. إنه الزخم الجماهيري نفسه، المجروح الذي يحاول الحصول على بلسم يشفي قليلا جراحه أو على الأقل يبدأ بتخفيفها.

لو كانت اليمن حققت المستحيل في خليجي عشرين وفازت بالبطولة لما اهتم أحد بهذه المسابقة النجومية الفنية، وكانت ستلقى مصير المسابقات المختلفة المماثلة حيث يفوز ممثل اليمن كأقصى حد بالموقع الثاني رغم أن أصوات الناس هي التي حددت موقعه لا موهبته ولا قدرته الفائقة وتميزه.

خليجي عشرين يصنع نجم الخليج:

حسنا تم للجمهور أن يظهر نفسه، ليست الحزبية ولا الطائفية ولا المناطقية ولا الخلافات والثأر التاريخي هو ماجمع كل القلوب من المكلا إلى تهامة ومن صعدة إلى عدن، على متابعة خليجي عشرين أو التصدر للفعل في نجم الخليج بل الجرح النازف دوما، لأسباب مختلفة.

فمتابعة خليجي عشرين والجهد الجماهيري لإنجاحه كانت لتغطية جرح التقليل من شأن قدرة اليمن على إنجاح البطولة وقدرة اليمن على استضافته وإدارة يومياته. كانت أيضا لتغطية جرح عدم القبول في العضوية الكاملة لهذا المجلس الذي يجمع بلدان صغيرة ترى الكبر في نفسها الناتج من المال والبترول ما يدفعها للتعامل باحتقار مع اليمني الباحث عن فرصة عمل شريفة لا يملك سوى قوة عمله ليبيعها.

وأثبت اليمنييون تلك القدرة ونجحوا في كل شيء إلا حماية مرماهم الكروي. وبقي هذا الجرح للعلاج فكان هذا النجم موعودا بالولادة واللمعان في سماء الخليج بطلاً للجماهير اليمنية التي أخذت الفعل بيدها وصوتت له.

توابع أخرى في الطريق:

نجم الخليج بداية لتوابع أخرى. سيثأر الجمهور لجرحه وسيحاول أن يتعافى. لن يستسلم أو يسلم فهو يعرف الآن طريقه. سيحسن الاختيار كما فعل مع نجم الخليج حيث أجمع هو ولجنة التحكيم على عذوبة وقوة صوته. بقي عليه وعليهم أن يحسنوا اختيار الألحان الجديدة له بحيث تتناسب مع روح الأغاني اليمنية التي أجاد الإطراب بها.

وسوف يتحدون أنفسهم بأن ينجح في اليمن أولا كما حدث لأبوبكر سالم ومحمد سعد عبد الله وغيرهم من نجوم المنطقة بكاملها، نجاحهم بدأ في اليمن ومنها استمر وساندهم في اغترابهم بعدها.

سينجح فؤاد بصوته العذب وبألحان وكلمات تصاغ من أجله، لا تؤدي الى أفوله قبل الأوان بل تزيد من لمعانه ونجوميته لأنه نجم اليمن أولا ثم نجم الخليج ثانيا. وستأتي في الطريق فرصة أخرى تكون فيها الجماهير صاحبة الكلمة الأولى في رسم الصورة الحقيقية عن اليمن لسنا شعب الحفاة العراة الإرهابيين والمسلحين بل نحن شعب الحضارة و الرياضة والسياحة والمحبة والفن، وسنفوز من الآن فصاعدا لن نلقى مصير كرة القدم المتردي بل الأصوات المذهلة، والعمارات القديمة الشاهقة المتميزة، والمناظر الطبيعية المتنوعة الخلابة المذهلة، والخصوبة الفكرية والتعددية، وشراكة النساء كجزء من صانعي الحضارة وشركاء الإنسانية.
ستأتي فرص أخرى وسيأخذون المبادرة، لن تكون هزيمة المنتخب في خليجي عشرين هي البداية والنهاية بل هي النموذج الذي سيتم اثبات عكسه، وتصحيح نتائج دماره، وغسل آثار جرحه. توابع أخرى للهزيمة في حدث ناجح بكل معنى الكلمة سوى عن حماية المرمى، ستأتي وستعوض الخسارة.

توابع أخرى لا تزال في الطريق نجوم للخليج سيكونوا من اليمن، وأبطال جدد للخليج سيكونوا من اليمن، طالما كان الحكم للجمهور، فرغم الفقر والإمكانات الشحيحة فقد غلبت الكثرة المتشاركة الأهواء والهدف كل أموال البترول قليلة الجماهير.
أنا شخصيا تخفف مرضي ليلة فوز فؤاد. فالبقية آتية دون ريب.
[email protected]

عن الثورة
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 09:19 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/87084.htm