داوود باشا - من وحي (همي همك) سقط طفاح .. فمتى يسقط آل طفااااح !؟ انتهت حكاية همي همك بسقوط (طفااح) .. ذلك الشيخ المتسلط الذي مارس بحق أبناء قريته شتى صنوف القهر والتعذيب وأستغل مكانته الاجتماعية للتسلط عليهم وسلبهم حقهم في العيش الكريم ونهب أراضيهم ومصادرة ممتلكاتهم ، ومعه سقط ولده (عوض طفااح) وهو نموذج للكثير من الأقيال الذين ولدوا وفي فمهم \"ملعقة ذهب\" فلم يقدروا ولم يشكروا ولم يحمدوا ، بل أستعلوا وتكبروا وتجبروا واستغلوا ما بيدهم من نفوذ للبطش بالآخرين والتنكيل بهم ليصل بهم الحال لهتك الأعراض وانتهاك الحرمات وإزهاق النفس التي حرم الله دون اكتراث أو وازع ديني وأخلاقي . وإذا كانت هذه هي النهاية الطبيعية لـ طفاح في بلاد (شوتر وزنبقه) .. فإن غير الطبيعي في بلادنا نحن (أرض السعيدة) أن يخرج علينا آل طفاح بثياب التقاة ولباس الواعظين المجددين الفاتحين ليحدثوننا بكل وقاحة عن (الخير والشر) .. عن العدل والنظام القانون وعن المواطنة المتساوية والدولة المدنية ، وأكثر من ذلك أن يقود آل طفاح (في بلاد السعيدة) ثورة على ضابط الشرطة (يد العدالة ورمز النظام والقانون) لبترها والتفرد بالقرية وأهلها المغلوبين على أمرهم .
طفاح حكى وطوال حلقات المسلسل كما رسمه لنا المخرج العراقي نموذج يحاكي طفاحي آل الأحمر في (المنطق والشكل) في (الفعل والجهل) ، وجميلة تلك النهاية (نهاية طفاح) ، لكن المؤلم وما يحز في النفس أن يبقى (آل طفاح) طليقي اليد رغم أنهم (تجاوزوا طفاح ونجله في طفحاتهم وغيهم) وما زالوا حتى اليوم ، وما أحداث الحصبة واعتداءات مليشياتهم المسلحة على المواطنين ونهبهم وتخريب الممتلكات العامة والخاصة إلا خير دليل . وإزاء هذه المفارقات العجيبة بين (قرية زنبقه) و(بلاد السعيدة) .. يحق لنا جميعا ان نسأل ونكرر السؤال : سقط طفاااح .. فمتى يسقط آل طفااااح !؟
|