المؤتمر نت - الاستاذ عبدالقوي الشميري

الثلاثاء, 11-أكتوبر-2011
المؤتمرنت - حوار/محمد انعم -
الشميري:اصوات مدافع المشترك خروج عن الممارسة السياسية
أكد الاستاذ عبدالقوي الشميري- عضو الأمانة العامة رئيس دائرة التخطيط والدراسات والبحوث السياسيةبالمؤتمر الشعبي العام- أن على السلطة أن لا ترضخ لأي ضغط على حساب الدستور والقانون ولو كان في آخر يوم من عمرها، كما أن عليها أن تواجه الشعب بالحقائق وتعلن موقفها بوضوح لأنها لا تدافع عن حقوق شخصية وإنما عن حقوق الشعب.


وقال الشميري في حوار مع «الميثاق»: إن أحزاب اللقاء المشترك تعاملت مع القضايا الوطنية بانتهازية ولم تكن صادقة وكانت ولاتزال تتعامل وفق أجندة ومخططات لتحقيق مآرب ومصالح شخصية وحزبية، وتنصلت عن كل الاتفاقات والمبادرات ومضت في غيّها مستميتة نحو الفوضى والتخريب.

كيف تقرأون المشهد السياسي على الساحة الوطنية في ظل هذه التداعيات الخطيرة..؟
- أولاً شكراً لصحيفة «الميثاق» الرائعة التي استطاعت أن بطاقمها أن تقدم الكثير مما يجب تقديمه للقارئ الكريم في إطار ايصال رسالتها الوطنية والإعلامية والتنظيمية.. أما فيما يتعلق بالإجابة على السؤال فأنا في تصوري بأن المشهد اليوم قد تجاوز المفهوم السياسي وأخذ أبعاداً متعددة أمنياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.. الخ.. فعندما يتجاوز التباين في الرأي الى الخلاف وترتفع أصوات البنادق والمدافع والقذائف وتستهدف الآمنين حتى المصلين في بيوت الله وفي مقدمة القوم فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر وكبار رجال الدولة وتكرس ثقافة الكراهية وتتحول الساحات السياسية لدى البعض الى ساحات تدعو الى الجهاد تقودها عناصر متطرفة تغلب عليها النزعات الارهابية والتطرف الديني والمذهبي ويفقد الناس جراء هذه الاعمال غير المسؤولة مصالحهم وأمنهم واستقرارهم ..يكون المشهد السياسي بذلك قد أخذ منحى آخر من الصعب أن يندرج ضمن الممارسة السياسية وإنما علينا أن نقف على أحداث ووقائع وممارسات إجرامية إرهابية فوضوية إلى آخره.. وهذا هو المشهد الذي رسمت معالمه أحزاب اللقاء المشترك ولاتزال ماضية فيه وفي مقدمتهم حزب الإصلاح والانقلابيون والمتمردون على النظام والقانون.
صمام أمان
يقولون بأنهم يقومون بهذه الأعمال تحت دعوى المطالبة بالتغيير ومن أجل انتصار ما يسمونه بالثورة.. ما تعليقكم؟
- الثورة قامت منذ أمد بعيد ثورة 26سبتمبر و14 أكتوبر في بداية ستينيات القرن الماضي.. تلك هي ثورة الشعب اليمني والـ22 مايو 90م الذي تحقق فيه قيام الجمهورية اليمنية التي مثلت صمام أمان لديمومة الثورة اليمنية، أما فيما يتعلق بالتغيير فهو أمر طبيعي ونحن مع أي تغيير يؤدى إلى تطوير النظام السياسي ويحقق النهوض التنموي في شتى المجالات، لكن علينا أن نعي بأن أي تغيير يجب أن ينطلق من الاسس والثوابت الدينية والوطنية والحضارية.. الخ، وأن لا يرتهن لمصالح أو غايات أو نزعات طائفية أو شخصية أو حزبية، وأؤكد هنا بأن فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية هو قائد التغيير والتحولات في شتى المجالات كان ولايزال هو الأجرأ والأقدر على المواكبة والتغيير.. وأقولها بأمانة إن هذا القائد يملك فكراً متقدماً وإرادة قوية ورؤية ناضجة للتعاطي مع متطلبات التغيير والتطوير في شتى المجالات ويمكن القول بأن الإرادة السياسية والتطلع والطموح الوطني لدى فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في التطوير والتغيير الملبي لمتطلبات النهوض الوطني قد تجاوزت تلك المطالب مطالب السلطة والمعارضة لكن للأسف المعارضة لا تحمل المصداقية ويأخذ عليها اسلوب المكابرة والمناورة والمزايدة، والدليل على ذلك أنها رفضت كل المبادرات التي تقدم بها فخامة الاخ الرئيس والتي كانت بالفعل مبادرات متقدمة وملبية ومحققة للمصلحة الوطنية الا ان المعارضة رفضتها.. ومن ذلك المطالب التي كانت قد تقدمت بها المعارضة ووافق عليها فخامة الأخ الرئيس إلاّ أنها تنصلت عنها.
إذاً كيف تفسرون ذلك بأن المعارضة لا تستجيب للتغيير؟
- أقول لك بوضوح بأن أحزاب اللقاء المشترك تعاملت مع القضايا الوطنية بانتهازية ولم تكن صادقة وكانت ولاتزال تتعامل وفق أجندة ومخططات لتحقيق مآرب ومصالح شخصية وحزبية ودعنا لا نذهب بعيداً لقد تم التوقيع مع أحزاب المعارضة على الكثير من الاتفاقيات والوثائق الخاصة إلاّ أنها تنصلت عنها، فقبيل الانتخابات النيابية تم التوقيع على اتفاق المبادئ وتضمن جملة من البنود المتصلة بالاصلاحات السياسية والانتخابية وتم تنفيذ بعض البنود حسب الاتفاق قبل الانتخابات وكان المفترض أن يتم تنفيذ بقية البنود بعد الانتخابات الا أن أحزاب اللقاء المشترك تنصلت عن تنفيذ ذلك بعد الانتخابات.. ثم جاء بعد ذلك اتفاق قضايا وضمانات وضوابط الحوار وتم التوقيع عليه من قبل المؤتمر وأحزاب اللقاء المشترك وتضمن الكثير من القضايا المهمة للاصلاحات السياسية والانتخابية والاقتصادية وغيرها الا أن أحزاب المشترك تنصلت عنه بعد أن كان قد تم التوافق حول الكثير من القضايا.. ثم اتفاق 23 فبراير الذي بموجبه تم تمديد فترة مجلس النواب ، ناهيك عن المبادرات التي قدمها فخامة الاخ الرئيس والمؤتمر الشعبي العام الا ان المشترك رفض وتنصل عن كل الاتفاقات والمبادرات ومضى في غيه مستميتاً نحو الفوضى والتخريب وهذا كله يعطي مؤشراً واضحاً بأن أحزاب اللقاء المشترك لم تكن جادة وليس لديها أي نوايا أو رغبة في الاصلاحات أو التوافق على الاصلاحات ليس ذلك فحسب بل لقد اتخذت من الحوار وسيلة بهدف نقل السلطة من مربع الى آخر كل مربع يفاقم أزمة جديدة وبحسب المخطط الذي أعدته عقب الانتخابات الرئاسية والمحلية في 2006م بعد أن باءت بالفشل وقررت العمل بهذا الاسلوب غير المسؤول.
مواقف أخوية
< هناك مبادرة خليجية وتبذل مساعٍ إقليمية ودولية لاحتواء الازمة هل يمكن ان تضعونا أمام النتائج؟
- لاشك بأنكم وكل سياسي ومهتم بالشأن اليمني يتابع ذلك من البداية وحتى اليوم.. ولابد أن نسجل هنا لأشقائنا في مجلس التعاون الخليجي الشكر والتقدير وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ونثمن عالياً جهودهم وحرصهم على أمن واستقرار ووحدة اليمن ونؤكد بأن المبادرة الخليجية التي تقدم بها أشقاؤنا قد جسدت المواقف الاخوية الحريصة على بلدنا وأقول: إن موقفنا واضحاً من المبادرة الخليجية وليس هناك أي فيتو عليها منذ اللحظة الأولى، فقد أكد فخامة الرئيس مراراً وتكراراً وكذلك المؤتمر الشعبي العام ايضاً بأن هذه المبادرة محل ترحاب ولا يوجد خلاف عليها وبالفعل تم التوقيع عليها من قبل المؤتمر الشعبي العام وفخامة الاخ الرئيس لم يكن لديه مانع من التوقيع عليها الا أن قيادات أحزاب اللقاء المشترك حاولت أن ترسم مشهداً مغايراً لطبيعة الحال وأصرت أن يكون التوقيع في غرف مغلقة ورفضت حضور مراسم توقيع رئيس الجمهورية.. إذاً هي بذلك كانت تحمل نوايا أخرى ولا تتعامل مع الامور بمصداقية وجدية.. اليوم وبعد أن دارت حوارات ووساطات داخلية وخارجية لحل الأزمة رغم أن الكثير من الظروف قد تغيرت بعد الحادث الاجرامي الذي استهدف فخامة الأخ رئيس الجمهورية وكبار رجال الدولة في مسجد الرئاسة هذا الحادث بالتأكيد قد شكل مفترق طرق لدى العامة والخاصة سواءً بالمفاهيم أو بالممارسة وعكس الفارق الكبير بين القيادة السياسية التي تعاملت ولاتزال تتعامل مع أولئك المتمردين والانقلابيين بحرص وبمسؤولية وبين تعاملهم الدموي الارهابي المتطرف.
لكن ومع ذلك فقد برزت المصداقية والنوايا الحسنة لدى فخامة الأخ الرئيس والمؤتمر الشعبي العام حتى بعد الحادث وظل المؤتمر وفخامة الأخ الرئيس حريصين على الحوار والتوافق ليس خوفاً من أولئك المتمردين وإنما حرصاً على الوحدة..
تفجير الموقف
< عفواً.. نشاهد الكثير من الاعتداءات المسلحة على المعسكرات والممتلكات العامة والخاصة تقوم بها مليشيات علي محسن وعصابة أولاد الأحمر وعناصر الإصلاح والمواطن العادي أصبح يتساءل أين الدولة وموقفها من ذلك؟
- حقيقة أنا أتفق مع السخط الذي يعم الشارع اليمني إزاء هذه الجرائم لكن وبحسب تقديري أن القيادة السياسية والحكومة بأجهزتها المختلفة تحرص على عدم تفجير الموقف عسكرياً خاصة وان هناك أطرافاً يسعون لتفجير الموقف وإدخال البلاد في أتون حرب أهلية لأنهم يرون بأن أي اتفاق سياسي لن يخدمهم ولن يحقق مصالحهم وأهدافهم.
< من تقصد بذلك..؟
- أقصد الانقلابيين والمتمردين علي محسن وأولاد الأحمر والجناح الاخواني في الاصلاح ومن معهم في تنظيم القاعدة هؤلاء لا يريدون أي اتفاق.
< لماذا؟
- لأنهم يدركون حقيقة حجمهم وأهدافهم، فمثلاً علي محسن لماذا ذهب الى التمرد وهو جزء أساسي من النظام أقول لك، لأن علي محسن هو رجل عسكري وبقاءه أو عزله يتوقف على قرار من القائد الاعلى للقوات المسلحة.. طبعاً هو عندما شعر بالضغوط اتجهت نحو رئيس الجمهورية بعزل بعض القيادات العسكرية المقربة أدرك بأنه إذا عزل سيفقد ذلك الجاه، وهو الرجل الذي يرى نفسه في مصاف واحد مع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، كما أدرك أنه سيخضع للمحاسبة بعد أن استغل نفوذه في ممارسة الكثير من المخالفات وبالتالي فقد اختار التمرد بحجة الانضمام لما تسمى بالثورة حتى يحمي نفسه ، ومن جانب آخر استبق قرار إقالته لأنه إذا أقيل لن يكون له نفس المكانة والتأثير الى ذلك ايضاً أدرك أنه من الضروري أن يضع لنفسه موقعاً سياسياً خاصة وان الرجل ظل طيلة حياته عسكرياً على عكس الرئيس علي عبدالله صالح الذي لديه حزب سياسي حتى وان خرج من السلطة سيظل قائداً سياسياً لحزبه، وأيضاً أدرك أن فخامة الأخ الرئيس كان جاداً ومتمسكاً بالعملية الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ولم يكن يرفض انتقال السلطة وقدم مبادرات في هذا الجانب.. ووافق على مطالب ومقترحات قدمت من المعارضة في هذا الجانب كل ذلك اعتقد أنه قد أعطى مؤشراً للواء علي محسن بأن خروج الرئيس من السلطة سيترتب عليه خروجه من منصبه وما يتمتع به من جاه وسيفقد كل شيء في الوقت الذي يرى نفسه وكأنه الوريث صاحب الحق في السلطة معتبراً أن موضوع الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة مجرد شعارات..
وما يؤكد ذلك أن أول بيان صدر عن علي محسن عقب اعلانه التمرد قد حمل هذا المضمون بأن الديمقراطية غير مجدية أو مناسبة للأنظمة العربية.. ولذا فقد حاول علي محسن أن يصنع لنفسه غطاء سياسياً عندما انضم الى المعارضة.. طبعاً هو من قيادة الاخوان المسلمين وكان ينسق معهم منذ وقت مبكر وجاء الوقت الذي يحتاج اليهم ويحتاجون إليه.
< نعم لكن علي عبدالله صالح وعلي محسن كانا متلازمين.. ألم يكن علي محسن قادراً على التأثير حتى على بعض قيادات المؤتمر واستمالة المؤتمريين إلى صفوفه؟
- لا.. لا .. علي محسن لا يطيق المؤتمر ولا يحب المؤتمريين وهذه حقيقة.. الكثير من الزملاء حدثوني عن وقائع حول هذا الموضوع عاشوها.. كان إذا انضم أحد الشخصيات القيادية أو الاجتماعية الى المؤتمر وقابل علي محسن يقول له لماذا انضممت للمؤتمر انضم للإصلاح وسوف أعطيك المنصب التنظيمي الذي تريده في الاصلاح وهو ما يؤكد بأنه كان يملك نفوذه في الإصلاح ويعيش قلباً وقالباً مع الاخوان المسلمين.
أما من كانوا مزدوجين يعملون في المؤتمر ويعملون مع الاصلاح وتربطهم المصالح مع علي محسن عرفوا من الوهلة الأولى.. ونعتبر خروجهم من المؤتمر هو في حقيقة الأمر مكسب للمؤتمر..
ضغوط دولية
< عفواً كنت قد قلت بأن علي محسن اتخذ قرار التمرد خشية من إزاحته.. كيف يمكن توضيح صحة طرح كهذا خاصة أن الاخ الرئيس كان متمسكاً به؟
- نعم فخامة الاخ الرئيس كان يعتبر علي محسن من أوفى الاوفياء ومتمسكاً به لكن علي محسن ومحمد علي محسن هما من القيادات العسكرية ومحسوبان على الرئيس في إطار الحميمية.. أنا شخصياً استنتجت ذلك في بداية الازمة عندما دعاني أحد الاصدقاء من أعضاء اللجنة العامة شفاه الله الى منزله للمقيل مع أحد زملائي من أعضاء الأمانة العامة وبحضور عدد من الشخصيات السياسية والاعلامية المتميزة وكان المقيل بحضور مديرة إدارة الازمات بالشرق الاوسط واليمن- بحسب ما أتذكر أنها هكذا قدمت نفسها- وطرحت الكثير من قضايا اليمن وقالت إنها قد قدمت تقريراً حول الاوضاع في اليمن لكن المتغيرات كشفت لها مستجدات جديدة تقوم على مفاهيم جديدة واستعرضت لنا بعض ما طرحت ثم قالت: أنا في صدد إعداد تقرير جديد وسوف أرسله قريباً وأريد أن أناقشكم في بعض القضايا لأثرائه بعد أن جلست مع المعارضة وتفهمت آراءهم وأكدت بأنها تحب أن تسمع كل وجهات النظر الشخصية قبل الرسمية والحزبية وفي إطار الحديث قالت: كنت قد أوصيت في تقريري السابق والحالي بأن على الرئيس علي عبدالله صالح عدم التمسك ببعض أقاربه في القيادات العسكرية وأشارت تحديداً إلى علي محسن الاحمر ومحمد علي محسن خاصة وأنهما قد وصلا الى سن التقاعد فلماذا يظل متمسكاً بهما.. وأضافت: اعتقد أن هذا الأمر إذا تم سيكون هو بداية التغيير وسيحل الكثير من المشاكل.. هذا الحديث دار قبل أن يعلن علي محسن تمرده بأيام قلائل.. اقول اليوم وأمام تطورات الأحداث إن علي محسن قد استشعر هذا الموضوع وادرك أن هناك ضغوطاً دولية في هذا الاتجاه وانطلق من قاعدة المثل المتداول «اتغدى به قبل أن يتعشى بك» ناهيك عن عوامل أخرى.
عدم الخلط
< اليوم هناك ممارسات خطيرة سواء من قبل المتمردين أو من قبل بعض العناصر الحزبية.. فما موقفكم كحزب حاكم؟
- نحن نقول بأن على السلطة وأجهزتها التنفيذية أن لا تخلط العمل السياسي بالعمل التنفيذي وأن لا تجعل القانون والدستور مطية للسياسيين حتى لا يخضع للرغبات والنزوات السياسية بل يجب أن يكون القانون حاضراً في مختلف الظروف، ودون ذلك نكون قد سلمنا البلد والنظام لأصحاب الاهواء وللخارجين على الدستور والقانون.
< لكن البعض يرى بأنه لابد من استيعاب مطالب المشترك وتحقيق الهدوء؟
- نعم أمر طبيعي أن يتم استيعاب المطالب المشروعة للمعارضة وتحقيق اكبر قدر من التوافق معها في إطار الدستور والقانون والمصلحة الوطنية.. لكن أقول بأن أحزاب المشترك طرف في النظام وليست طرفاً في الحكم وبالتالي يجب عليها أن تعي دورها ومهامها وأن تحترم دور ومهام الآخرين.. على السلطة أن لا ترضخ لأي ضغط على حساب الدستور والقانون ولو كان في آخر يوم من عمرها، وعلى السلطة أيضاً أن تواجه الشعب بالحقائق وأن تعلن موقفها بوضوح أمام الشعب لأنها لا تدافع عن حقوق شخصية وإنما تدافع عن حقوق الشعب.
بلد ديمقراطي
< كيف تقيِّمون المواقف الخارجية إزاء الأزمة في بلادنا؟
- نقدر عالياً كل المواقف وفي مقدمتها الموقف الخليجي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية وكذلك الموقف الامريكي.. والاوروبي.. ومواقف روسيا الاتحادية والصين.. جميعهم في حقيقة الأمر متعاونون لكن يظل التفاوت بين هذا وذاك في استيعاب الحقيقة بشكل كامل مثلاً البعض يقول بأننا مع إرادة الشعوب ويفهم من ذلك بأن إرادة الشعوب تتجه نحو الثورات الانقلابية والفوضى والتخريب.. هكذا تفهمها المعارضة.. لكن نحن في المؤتمر الشعبي العام نقول ونؤكد بأننا مع إرادة الشعب بأغلبية ومع النظام والقانون.. على كل حال الاشقاء والاصدقاء متفهمون لوضع اليمن.. اليمن هو البلد الوحيد الذي قدمت قيادته للمعارضة اكثر مما تطالب من تنازلات ومبادرات وغيرها رغم كل الظروف والصعوبات التي تعيشها البلد، وأنا أؤكد أنه لا يوجد بلد عربي يتمتع بالديمقراطية والحرية اكثر من اليمن وكما قال لي أحد الاصدقاء الاوروبيين لا ينقصكم شيء في الحريات سوى إباحة الجنس والخمور.
< يقول البعض بأنه لايوجد فرق بين الرئيس علي عبدالله صالح، وعلي محسن.. ما تعليقكم؟
- فخامة الرئيس علي عبدالله صالح اختار الوطن حتى وإن كان ذلك على حساب الأشخاص لكنه بنى وعمر وشيد، أما علي محسن فقد ظلم الوطن لحساب الاشخاص.
< ما آخر التطورات في الأزمة بعد مغادرة جمال بن عمر اليمن؟
- في الحقيقة كانت هناك جهود طيبة بذلت من قبل المبعوث الأممي الاستاذ جمال بن عمر خلال جولة الوساطة وقد بذل جهوداً وكبيرة لتقريب وجهات النظر بين مختلف الاطراف من أجل وضع آلية لتنفيذ المبادرة الخليجية، وأنا اعتقد أن الأخ جمال بن عمر استطاع ان يستوعب طبيعة الظروف في اليمن وخصوصياتها وعمل بجد وجهد من أجل حل الأزمة اليمنية، وقد كرست جولة الوساطة الاخيرة حول مضامين آلية تنفيذ مبادرة الخليج مع بعض التعديلات التي فرضتها المتغيرات والمستجدات على الساحة ومنها مثلاً المواقيت الزمنية على أساس إجراء انتخابات مبكرة، ومع كل الجهود التي بذلت من المؤتمر الشعبي العام وجمال بن عمر حول التوصل الى توافق على الصيغة النهائية لتنفيذ المبادرة الخليجية الا أن اخوتنا في أحزاب اللقاء المشترك أراد بعضهم أن يجعل من المبادرة وسيلة لتنفيذ رغبات شخصية أو حزبية أو مناطقية، للأسف هم يتمترسون خلف نوايا ورغبات وأجندة ومخططات تقوم على أساس العدائية المطلقة دون تمييز أوحتى احترام التباين في وجهات النظر التي تتطلب دائماً التوصل الى رؤى مشتركة لكنهم يعتمدون على مبدأ «من ليس معي فهو ضدي».
نحن في المؤتمر نتمنى من اخوتنا في المشترك أن يصغوا الى صوت العقل وأن لا يتمترسوا خلف النزعات والأيديولوجيات التي عفى عليها الزمن وان يدركوا أن عالم اليوم غير عالم الستينيات والخمسينيات وأن التطورات تفرض على كل ذي لب وحكيم أن يتعامل معها بموضوعية وبمسؤولية.. اليوم لم يعد بمقدور أي كان ان يفرض نفسه وصياً على محافظة أو ان يشكك في الوحدة اليمنية أو يحاول إعادة عجلة التاريخ الى الوراء أو يفرض أفكاراً وأيديولوجيات لم تعد صالحة لأن المجتمع اليمني قد تجاوز هذا الجانب ومهما بلغت المحاولات فلن يكتب لها النجاح.
وعلى كل حال أقول لك وبالعودة الى ما بدأنا بأن جمال بن عمر قد غادر صنعاء ليقدم تقريره الى الأمم المتحدة، وهو بالتأكيد سيعود لمواصلة الجهود الرامية لحل الأزمة اليمنية ونحن متفائلون كثيراً لأنه قد تم قطع شوط كبير في هذا الجانب ولم يبقَ الا القليل وعلينا أن نستشعر جميعاً كيمنيين مسؤولياتنا في حل مشاكلنا بالطريقة الصحيحة خاصة وأن هناك إجماعاً دولياً بأن الأزمة اليمنية لن تحل الا بواسطة اليمنيين أنفسهم.
رؤى مختلفة
< هل هناك خلاف داخل المشترك حول الأزمة؟
- الاتفاق بين أحزاب اللقاء المشترك غير موجود أصلاً الا في قضية واحدة وهي محاربة السلطة واسقاط النظام، ولكن كل ينظر لهذا الموضوع من زاويته ومصالحه، دعني أقول هل إذا وصلت احزاب اللقاء المشترك ومن معهم من المتمردين والخارجين على القانون إلى السلطة فهل سيتفقون على حكم البلاد.. بالتأكيد لا لأن لكل طرف منهم مفهومه وله أيديولوجيته وله مواقفه من الطرف الآخر وبالتالي سيحل الصراع وتحل الحروب بدلاً من النظام والديمقراطية.. وعلى سبيل المثال وبحسب قراءتي ومعلوماتي بأن الانقسام الحاصل في صفوف المشترك اليوم رغم كل الجهود التي يبذلونها واضح، حيث تؤكد الشواهد والاحداث أن الجناح المتطرف في الاصلاح والمتمثل بالاخوان المسلمين ومعهم الجناح المتمرد المتمثل بعلي محسن وأولاد الأحمر هم يمثلون الطرف المسيطر والجناح المسلح الذي يقوم بعملية الفوضى والقتل والتخريب .. الخ، ورغم أن بقية القوى السياسية في المشترك بحسب فهمي تختلف معها من حيث المبدأ لكن تتفق معها من حيث الغاية وتعطي نفسها المبرر في الوسيلة.
< الخلافات التي تعيشها احزاب اللقاء المشترك هي نتيجة لهيمنة علي محسن وحميد الأحمر على قراراتها ومواقفها السياسية وقد خلقت مفاهيم جديدة لدى الكثير ممن كانوا يطالبون بالتغيير وكانت لهم نوايا صادقة في التغيير بصورة سلمية وأدركوا أنهم قد أصبحوا ضحية لمؤامرات المتمردين والانتهازيين والطالبانيين.. الخ، وأنا أحيي أولئك الشباب الذين فهموا وعرفوا طبيعة هذه المؤامرة التي يقودها الانقلابيون والمتطرفون وأدركوا أن ما يسعون اليه لا يمكن ان يتحقق عبر من يغتالون الوطن وأدعو من تبقى من المغرر بهم الى فهم ما يدور والنأي بأنفسهم خارج هذه اللعبة.
صنعاء عصية!!
< صنعاء تعيش فوضى بسبب الانقلابيين .. لجان الصلح لا حول لها ولا قوة.. في الحصبة، وفي حي الجامعة.. فما الحل؟
- صنعاء رائعة المدن وتاريخ الحضارة .. صنعاء ستبقى قوية وصامدة في وجه كل الطغاة والمفسدين والعابثين .. صنعاء روح اليمن.. وهي ان كانت قد تعرضت لسموم الأفاعي لكن مناعتها برجالها ومحبيها تقاوم كل الصدمات وتجعلها قادرة على التصدي لكل المؤامرات.. ودعنا نتحدث بصراحة إذا كان الموضوع يتوقف على المواجهة العسكرية فأنا أقول لك بأن الوطن لديه جيش وطني قوي مدرب وقادر على التخلص مما يقوم به المتمردون والانقلابيون خلال ساعات، لكن وكما يقول المثل لا يمكن أن يكون هناك اثنين مجانين في قرية واحدة.. إذا تعامل النظام بنفس العقلية التي يتعامل بها علي محسن أو أولاد الأحمر فسيكون ذلك على حساب الوطن وربما تقود الأمور الى حرب أهلية ثم أن النظام أمام مسؤولية وطنية وتاريخية وأمام الشعب، أما الانقلابيون فهم يريدون تفجير الوضع وفي النهاية السلطة مطلبهم لأنهم لا يرون في السلم والاتفاق ما يحقق أهدافهم.
< الوثيقة التي قدمها الاستاذ عبده الجندي في المؤتمر الصحفي قد كشفت نوايا المشترك والمنهجية التي يتعامل بها ليس مع الخصوم السياسيين فحسب وانما مع الوطن والمواطن.. هذه الوثيقة تبعث على الدهشة وتجعل المواطن يعيش حالة ذهول أن تصل الحالة الهستيرية بالمشترك الى هذا المستوى من التآمر والتنكر للقيم الوطنية والسياسية.
هذه الوثيقة يجب أن تؤخذ كبلاغ رسمي الى الشعب والى كل الاشقاء والاصدقاء والمنظمات المهتمة بالشأن اليمني حتى تعرف جيداً ما تعانيه اليمن جراء الممارسات غير المسؤولة التي تقدم عليها المعارضة.
عمليات هستيرية
< ولكن ماذا عن أسلوب المعارضة الجديد والمتمثل في الاختطافات؟
- لقد تطورت حالة الهستيريا لدى أحزاب اللقاء المشترك والانقلابيين فلجأوا الى عملية الاختطاف للقياديين والمواطنين وبث التهديدات بمختلف الوسائل ابتداءً بقذائف المدافع وانتهاءً برسائل التلفون معتقدين من خلال ذلك أنهم سيرهبون الشرفاء.. اليوم لايزال صهيب الصوفي عضو مجلس النواب مختطفاً وبالأمس يستهدف منزل الاستاذ عبده الجندي وقبله تقذف المدافع على منازل أعضاء مجلس النواب وغيرهم من قبل المتمردين والاخوان المسلمين وتحتل منازل قيادات آخرين ممن نزحوا وتركوا منازلهم خشية على الاطفال والنساء.
إذاً أين يجب ان يكون الموقف الوطني الصادق ألا يجب أن يكون مع النظام والقانون ومع الامن والاستقرار الذي يحفظ للجميع حقوقه ولا يسلبها..
اليوم نحن بدون كهرباء ولا ماء مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية هل السلطة هي من ارادت ذلك أم أولئك العابثون الذين فجروا الوضع وأحرموا المواطن العادي من ابسط حقوقه.. اليوم أكثر من 900 الف مواطن فقدوا وظائفهم وأغلقت المصانع والمنشآت.. من فجر هذا الوضع أليس المشترك ومن يقف خلفه هو السبب .. دعونا نكن صريحين.. اليوم مدينة تعز المدينة الثقافية تشهد مظاهر مسلحة لم تعهدها ولم يعهدها أهل تعز ..إذاً من فجر الوضع.. أليس من يقومون بذلك هم أتباع المتمردين مثل صادق سرحان وحمود المخلافي وأمثالهما.
حكومة مؤتمرية
< لماذا لا تشكل حكومة تدير المهام التنفيذية ونترك الجانب السياسي للأحزاب؟
- أنا اتفق معك .. كان يفترض أن تشكل حكومة في وقت مبكر وهذا كان واحداً من قرارات اللجنة الدائمة التي انعقدت عقب إقالة الحكومة وتضمن بيانها تشكيل الحكومة، لكن هناك مستجدات طرأت فيما بعد حول التوافق مع المعارضة وكان حينها قد تم التوصل الى توافق فيما يتعلق بحل الأزمة السياسية ومن ضمن ما تم الاتفاق عليه تشكيل حكومة ائتلافية ولأن هذا الاتفاق لم يتحقق اضافة الى ما تضمنته المبادرة الخليجية حول تشكيل الحكومة.. ولذا فقد حرص المؤتمر على أن يلتزم بمواقفه وأن لا يذهب منفرداً في تشكيل الحكومة، ومع هذا إذا ظل رفض المشترك قائماً لكل المبادرات فسيضطر المؤتمر لتشكيل الحكومة.
ختاماً نحن نتمنى من كل الاطراف والمشارب السياسية ومختلف الشرائح الاجتماعية أن تضع مصلحة اليمن في المقدمة وفوق كل المصالح وأن نصغي لصوت العقل من أجل اليمن لأن اليمن بلدنا جميعاً.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 03:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/94206.htm