
- أجرى الرئيس بشّار الأسد تعديلاً وزارياً على حكومة المهندس محمد ناجي عطري, بعد نحو سنة على تشكيلها, تناول ثمانية وزراء, بينهم ثلاثة من حاملي حقائب السيادة وآخر في زيارة رسمية خارج البلاد. وأدى التعديل الى تراجع حصة البعث الحاكم من 18 الى 16 وزيراً, وارتفاع عدد المستقلين الى ثمانية من اصل 30 وزيراً.
وقالت مصادر سورية رفيعة المستوى لـ"الحياة" ان هدف التعديل الذي "طبخ منذ شهور, هو دفع الاداء الوزاري والحكومي لتنفيذ الخطط التنموية والاصلاح الاداري".
وفيما عيّن الرئيس الاسد رئيس شعبة الامن السياسي اللواء غازي كنعان, وزيراً للداخلية خلفاً للواء علي حمود, ذهبت حقيبة الاعلام الى رئيس صحيفة "البعث" مهدي دخل الله بدل السفير احمد الحسن. كما تسلم نائب رئيس مجلس الدولة والمستشار في القصر الرئاسي محمد الغفري حقيبة العدل بدل القاضي نزار العسسي.
وكان كنعان تسلم ادارة شعبة الامن السياسي التابعة لوزارة الداخلية في نهاية العام 2002, بعدما شغل منصب رئيس جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان لنحو عقدين. وكان الأسد عيّن نائباً لرئيس "الامن السياسي" هو اللواء محمد المنصورة الخبير في شؤون الجزيرة السورية والملف الكردي. يشار الى ان كنعان يبلغ السن القانونية لرتبته في بداية العام الجاري, الامر الذي لا يسري على المناصب السياسية.
وفيما يعتقد ان القاضي الغفري مستقلاً من الناحية السياسية, ذهبت حقيبتا السيادة الأخريين لعضوين بارزين في "البعث". اذ ان اللواء كنعان كان عضواً في المؤتمر الاخير للحزب الذي عقد في منتصف العام 2000. كما ان الدكتور دخل الله (57 عاماً) شغل منصب رئيس قسم الدراسات في مكتب الامين العام للحزب عبدالله الاحمر منذ العام 1983 حتى بداية العام 2001, عندما تسلم رئاسة تحرير الصحيفة الناطقة باسم الحزب.
لكن "البعث" خسر حقيبة الأوقاف التي ذهبت من الدكتور محمد زيادة الى الدكتور محمد زياد الأيوبي (58 سنة) الذي يحمل دكتوراه في الفقه الاسلامي من باكستان وعمل خطيباً في مسجد "انس بن مالك" في حي المالكي الراقي ومديراً لادارة الافتاء العام في وزارة الاوقاف. كما خسر الحزب حقيبة الصناعة التي ذهبت من عضو اللجنة المركزية محمد صافي ابو دان الى نقيب المهندسين السابق غسان طيارة. لكن حقيبة الصحة بقيت للمستقلين رغم انتقالها الى مدير "مستشفى الأسد الجامعي" الدكتور ماهر حسامي بدل محمد اياد الشطي الذي شغل هذا المنصب منذ العام 1987.
وخرج من الحكومة وزير الاقتصاد الدكتور غسان الرفاعي الموجود حالياً في واشنطن لتمثيل سورية في اجتماعات "البنك الدولي" وانتقلت حقيبته الى خريج جامعات بلجيكا والمدرس في جامعة حلب عامر لطفي.
وبعد التعديل الحكومي بقيت حصة النساء اثنتين, رغم انتقال حقيبة الشؤون الاجتماعية والعمل من سها دلو التي اصيبت بمرض قبل اسابيع الى ديالا الحاج عارف الاستاذة في جامعة دمشق.
من جهة اخرى, عيّن الأسد أمين فرع "البعث" في حمص تامر الحجة بدل صلاح كناج محافظاً لريف دمشق. كما عيّن اللواء محمد نمور محافظاً للحسكة بدل سليم كبول الذي صار محافظاً لطرطوس بدل آرام صليبا, علماً ان الحسكة كانت شهدت احداث شغب في منتصف آذار (مارس) الماضي.