المؤتمرنت -
نساء سعوديات: التغيير قادم ‚‚ والناس يريدونه
من وجهة النظر الغربية يبدو منع النساء من قيادة السيارات من اشد القيود التي يمكن ان يفرضها مجتمع ما على الاطلاق الا ان النساء هذه المسالة لا تعد من الاولويات بالنسبة لهن‚ وسمحت نسائم التحرر الخفيفة السعوديات يعتقدن ان التي هبت على المملكة المحافظة للنساء بان يطالبن علنا وبشكل لم يسبق له مثيل بلعب دور اكبر في المجتمع السعودي خاصة في اماكن العمل‚ الا ان تلك الدعوات اثارت انتقادات غاضبة من المؤسسة الدينية التي تفرض رقابة على السياسات والممارسات الاجتماعية مثل الاختلاط بين الرجال والنساء‚ وتعتقد بعض النساء اللواتي يقدن حملة المطالبة بمنحهن دورا اكبر في المجتمع‚ ان السماح لهن بقيادة السيارات سيصبح حقيقة واقعة في نهاية المطاف في اطار عملية الاصلاح التي تتم بهدوء بدعم من ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز‚ وقالت هيفاء جمال الليل عميدة كلية عفت الاهلية للنساء في جدة ان «التغيير سيحصل‚ والناس يريدونه‚ ولكن علينا الاعداد له»‚ وصرحت لوكالة فرانس برس ان «القيام بذلك بطريقة تدريجية» سيساعد في تخفيف الكثير من القلق في المملكة‚ مشيرة الى ان «الكثير من النساء لا يجدن قيادة السيارات»‚ وتقول هيفاء الليل‚ التي‚ كالكثيرات من بنات وطنها‚ وصلن الى اعلى المراكز من خلال التعليم العالي والاصرار‚ انها تقود السيارات عندما تكون في رحلات خارج السعودية‚ الا انها تقر بانه في بلد لا تستطيع فيه النساء السفر دون اذن من ازواجهن او احد افراد عائلاتهن من الذكور‚ فان مسالة قيادة السيارات لا تحتل الصدارة في قائمة اولويات المرأة اذ يعتبر التوظيف هو اهم الاولويات‚ اما سلوى الهزاع رئيسة قسم امراض وجراحة العيون في مستشفى الملك فيصل التخصصي فقالت ان «النساء سيقدن السيارات في نهاية المطاف ولكن يجب ان نكون مستعدين لذلك»‚ وفي منتدى جدة الاقتصادي الذي عقد الشهر الماضي قالت الهزاع ان «السعوديين ليسوا مستعدين بعد لرؤية النساء يقدن السيارات‚ وهذا لا يعني اننا لا نرغب في قيادة السيارات‚ بل اننا نرغب في ذلك»‚ واشارت الهزاع الى انه في بعض انحاء البلاد فان قيام المرأة بالسير لوحدها يتسبب في رعب حقيقي فما بالك لو قادت السيارة‚ واضافت ان «هناك مسائل اكثر اهمية علينا معالجتها»‚ ويمكن لاي شخص استمع الى ما قاله مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حول حقوق النساء اثناء خطبة الحج في 31 يناير ان يفهم ذلك‚ رغم ان السعودية من الدول الموقعة على الميثاق العالمي لحظر التفرقة بين الجنسين‚ وقال آل الشيخ في الخطبة «ان الدين الحنيف رفع من شأن المرأة وخلصها من ظلم الجاهلية وأعزها وأعلى من مكانتها في المجتمع»‚ واضاف «ان أعداء الاسلام يريدون ان تكون المرأة العوبة بيد الرجال لنيل شيء من الشهوات المحرمة» واوصى «المسلمات بتقوى الله والتأسي بما مضى من سلف صالحات هذه الامة» وحث «الفتاة المسلمة على طاعة الله والتمسك بالحشمة والعفاف والبعد عن مزالق الشيطان والنفس الامارة بالسوء»‚ وكان مفتي عام السعودية ندد قبل ذلك بشدة بموقف سيدات سعوديات ظهرن سافرات امام الرجال اثناء المنتدى الاقتصادي الذي نظم في جدة من السابع الى التاسع عشر من يناير الماضي‚ كما ندد رئيس مجلس الغرف التجارية السعودية عبد الرحمن الجريسي بقوة بموقف النساء في المنتدى وقال «ماذا سيقول عنا العالم الاسلامي اذا رأى مثل هذا المشهد من سيدات مع الرجال في صالة واحدة؟» وكانت مخاوف مماثلة من ان السماح للمرأة بقيادة السيارات سيقوض المجتمع التقليدي سمعت في دول خليجية اخرى في السابق‚ وقالت ثريا العريض مستشارة التخطيط في شركة ارامكو النفطية العملاقة «لم تتحقق اي من تلك المخاوف
أ‚ف‚ب
| 
2003-2024 