حمدا لله على سلامتك يا شيخ محمد كان عندي يقين دائم بأن محنة الشيخ محمد المؤيد ورفيقه محمد زايد ستنتهي مع نهاية العهد الأسود للرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، وأن نهاية المحنة ستصبح مسألة وقت مع وصول الديمقراطي باراك أوباما إلى الحكم... فالتهمة الموجهة للرجلين كان واضحا منذ اللحظة الأولى أنها تهمة ملفقة ومفبركة من مخبر عديم الضمير يعمل مع أجهزة سوداء تعمل في ظل عهد أسود بدا كما لو أنه أحد الأنظمة الثورية الاستبدادية التي عرفها العالم في خمسينيات وستينيات القرن الماضي والتي كانت تحاكم وتسجن وتقتل بدم بارد وقلب ميت... ومنذ اللحظات الأولى التي نقل فيها المؤيد ورفيقه من ألمانيا إلى الولايات المتحدة تأكد للأجهزة العدلية الأمريكية أن القصة برمتها ملفقة وأن فضيحة تنتظر بلد الحرية والديمقراطية والمؤسسات، إلا أنه اتضح أن كل شيء ممكن مع رئيس مثل بوش الإبن والمحافظين الجدد الذين يحكمون باسمه فالتلفيق ممكن والتعذيب ممكن والسجون ممكنة والتجسس على الناس ممكن وانتهاك حرماتهم ممكن وبث الرعب في أوساطهم ممكن وتغييب المؤسسات ممكن... وهكذا كانت الأجهزة العدلية الأمريكية بل والاستخبارية أحيانا تعبر أكثر من مرة في لقاءات مغلقة عن حرجها البالغ مما جرى للشيخ المؤيد وقناعتها ببراءته لكنها تبدي في الوقت ذاته عجزها عن فعل أي شيء أمام سطوة المحافظين الجدد الذين يمسكون بمفاصل الحكم ويهددون شعبهم والعالم بالإرهاب الذي صنعوه وجعلوا منه أسطورة وبعبعا يضربون باسم محاربته الأبرياء والمجرمين على السواء! لذلك عندما ظل المرشح الديمقراطي باراك أوباما يردد بأنه سيعمل على تحسين صورة أمريكا في العالم إن فاز برئاستها فإن ذلك لم يأت من فراغ بل كان ناتجا عن حقيقة صعبة أدركها ومعه الكثير من الساسة الأمريكان بأن صورة بلادهم في العالم كله وليس العالم الإسلامي فقط تحتاج إلى تنقيتها من شوائب عهد المحافظين الجدد الذين أساءوا علاقات بلادهم بمعظم بلدان العالم بصورة غير مسبوقة... وبالفعل فقد بدأ الرئيس أوباما بالعمل على الوفاء بوعده لأنه يعلم جيدا أن ما كان يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان بدعوى محاربة الإرهاب لم يكن قائما على أسس دستورية وقانونية بقدر ما هو منطلق من نزعات عنصرية وعصبية دينية وهما أمران لا يليقان ببلد قام على أساس التعدد العرقي والديني واعتبار الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة رسالته المثلى للعالم... وفي هذا الإطار جاء قرار الإفراج عن الشيخ محمد المؤيد ورفيقه محمد زايد بعد أن أعاد عهد الرئيس الجديد قراءة الملف وثبت لديه يقينا حجم التلفيق الحاصل في القضية، فلم يكن أمامه سوى البحث عن وسيلة للحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه من ماء الوجه لهذا البلد الكبير الذي تورط في فضيحة تدينه وتدين قيمه بصورة يصعب معها التخلص منها أو تجاوزها. المهم نحمد الله على سلامتك يا شيخ محمد وعلى سلامة رفيقك الوفي محمد زايد وعلى عودتكما بين أهليكما بصحة وعافية بعد انتصاركما على هذه المحنة المؤلمة... والشكر كل الشكر للرئيس الوفي النبيل علي عبدالله صالح الذي بذل كل الجهود للإفراج عنكما وتبنى قضيتكما على أعلى المستويات في الولايات المتحدة قياما بواجبه الدستوري تجاه مواطنيه ولم يفرط ولم يضع أي اعتبارات سياسية سوى أنكما مظلومان ويجب الإفراج عنكما عاجلا أم آجلا... والشكر كذلك لطاقم المحامين البارع الذي اجتهد وأصاب ولكل من آمن بعدالة قضيتكما ووقف معكما حتى لحظة الحرية التي عدتما لاستنشاقها في وطنكم العظيم. |