حذار من الرقصة الاخيرة لاشك ان تنظيم القاعدة -في اليمن- رغم هزيمته وخسائره في محافظة أبين، سيسعد كثيراً بوصول ذراعه الى مسؤول أمني في المكلا وقائد عسكري كبير في عدن خلال اقل من ثمان واربعين ساعة، وان سعادته تلك تساوي حزننا وألمنا بفقد قائد كبير كاللواء سالم قطن- قائد المنطقة الجنوبية.. بعد الحادثة الموجعة اعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها، وان عمليات مماثلة على الدولة ان تتوقعها رداً منه على العمليات العسكرية في أبين، كما اوضح التنظيم في بيانه ان منفذ العملية في عدن جهادي صومالي.. في اشارة واضحة الى مالديه من جهاديين انتحاريين عرب وغير عرب، وعلينا ان نفهم ماذا تعني الرسالة، او عمليات انتحارية لانتحاريين غير يمنيين، خاصة عندما ننظر الى العمليات الانتحارية في العراق وسوريا لأنهم غير عراقيين او سوريين. ان ما قام به تنظيم القاعدة وما سيقوم به من اعمال انتحارية تستهدف أمنيين وعسكريين ومدنيين ومنشآت.. ليس بالامر غير المتوقع بل هو في حكم المسلم به كنتيجة طبيعية لهزيمة مرة وضربة موجعة تلقاها في معقله الرئيس في اليمن، حيث كان يظن انه حصنه الحصين، الامر الذي جعله يعلن فيه اقامة ولاياته الاسلامية، وهذا مالم يحدث في اي بلد يتواجد فيه التنظيم السري العمل والتحرك.. ان الهزيمة المؤلمة في عقر الدار كنزع الروح التي لا يستسلم الجسد لفراقها بسهولة، بل يبدي مقاومته الاخيرة غير المتزنة واللاارادية، وهذا ما يحدث حتى لدى اضعف الكائنات كطائر الدجاج وغيره، وهذا ما رأى فيه احد الشعراء رقصة الوداع، وقال: «والطير يرقص مذبوحاً من الألم».. وهنا نقول للمعنيين من عسكريين وأمنيين -للتذكير فقط- فهم اعرف وادرى وافهم من المدنيين، يمثل ردود الفعل تلك، ودوافعها وعواملها النفسية قبل العسكرية والسياسية.. نقول لهم حذار من الرقصة الاخيرة ان صحت هذه التسمية الشاعرية.. او من ردود الفعل الاخيرة والبائسة التي لا يحكمها عقل ولا ادراك، وحساب لأي نتيجة كانت.. من المعروف في اي مواجهة عسكرية مع اي حركة او جماعة سرية، او تنظيم لا يمتلك المقدرة على المواجهة العسكرية، ان الحزام الناسف على انتحاري والسيارة المفخخة، والعبوة المزروعة، هي السلاح الاستراتيجي بالنسبة له، وهي الطلقة الاخيرة المدخرة للضرورة القصوى، فكيف لا يتيقظ المعنيون عن حماية انفسهم وحماية الآخرين لذلك، وهذا ما ننبه له حماية للافراد والمنشآت بمختلف مراتبها واهميتها سواءً كانت حكومية او استثمارية. ان ردود الافعال اللاارادية لنزع الروح، لا تختلف عما يحدث عند تلقي الهزائم العسكرية وغير العسكرية، ان التيقظ لما بعد الحسم، قد يفوق يقظة ما قبل الحسم في امور وحالات كثيرة.. اذ لا نريد الدخول فيما دخلت فيه بلدان نعرف جيداً ما تعانيه، خاصة وقد ظهرت بوادر تبعث على ما يقلق اذا ما اضاع المعنيون الحزم في اوقاته، وما الاعمال الانتحارية والتفجيرات التي شهدتها محافظات صعدة ومأرب والجوف وامانة العاصمة وغيرها إلّا مؤشرات تدعو لليقظة، اما كيف تكون الحيطة فهذا متروك لمن هم اهل لذلك وكيفية التعامل مع السيارات والدراجات النارية المشبوهة، وكذلك المتسللين والاجسام الغريبة في المجتمع.. ولا اخفي الخشية من ان تبدأ العملية بالرقصة الاخيرة، وتنتهي بحفلات الزار. عن 26 سبتمبر |