المؤتمر نت - لم أكن أتوقع أن الفرصة التي سنحت لي لمشاهدة متحف الهدايا الخاصة التي منحها زعماء دول العالم للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي تم نقله من دار الرئاسة إلى جناح خاص بمسجد الصالح في صنعاء ستقودني لمشاهدة الشظايا التي اخترقت جسد

المؤتمرنت -
حوار الزعيم صالح لصحيفة عكاظ (3)
لم أكن أتوقع أن الفرصة التي سنحت لي لمشاهدة متحف الهدايا الخاصة التي منحها زعماء دول العالم للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي تم نقله من دار الرئاسة إلى جناح خاص بمسجد الصالح في صنعاء ستقودني لمشاهدة الشظايا التي اخترقت جسد الرئيس السابق صالح في حادثة تفجير دار الرئاسة في مسجد النهدين الذي نجا فيه بأعجوبة في الـ 3 من يونيو عام 2011م.

جناح المعرض الخاص احتوى على الهدايا القيمة التي تلقاها صالح طوال حكمه الذي استمر 33 عاما والذي تضمن مجسمات ودروعا وسيوفا ذهبية وشهادات وأوسمة، حيث وضع في وسط المعرض جناح خاص يعرض الساعة التي كان يرتديها لحظة التفجير، حيث وضع في برواز زجاجي مع ست شظايا في علب بلاستيكية مكونة من المسامير والقطع الحديدية التي اخترقت صدره وأذنيه وأماكن أخرى من جسده، والتي تم إخراجها في عمليات جراحية متعددة أجريت له بالمستشفى العسكري بمدينة الرياض خلال شهري يونيو ويوليو، بالإضافة لسجادته والساعة التي كان يلبسها لحظة التفجير.

"عكاظ" أثناء زيارتها للمتحف الذي يقع في الدور الثاني من مسجد الصالح الواقع في حي السبعين القريب من الرئاسة اليمنية والذي شيده صالح في العقد الأخير من حكمه لليمن بقيمة من 150 مليون دولار، وأطلق عليه مسمى جامع الصالح ومشاهدتها للمتحف شعرت بمدى التأثير الذي أحدثه التفجير على جسد الرئيس السابق، حيث يبدو أن التفجير أحرق الرجل اليمنى، مما يشير إلى أن تلك الرجل تعرضت لحروق شديدة وكسور إلى الفخذ، فيما لم تتأثر الرجل اليسرى كثيرا بالحروق وهذا يتضح من عدم التهام النار للرجل اليسرى.

قصة التفجير
وبحسب المصادر فإن سبع عبوات ناسفة شديدة التفجير تم إدخالها لدار الرئاسة في كرتون صابون ومنظفات أخرى، حيث تم دفع أحدها في منبر الخطيب فيما وزعت العبوات الست في الواجهة الأمامية للمسجد وربطت جميع العبوات بسلك مشترك خفيف وربطت هذه الأسلاك بشريحة جوال، حيث تم التفجير عبر الجوال من بعد. وأشارت المعلومات إلى أن ضباطا كبارا في الحرس الخاص متورطون في عملية تفجير دار الرئاسة.

وكشفت المصادر عن أن عبوة واحدة فقط انفجرت في المسجد وأحدثت هذا الدمار الشامل.

وضع الشظايا في المتحف
من جهته، أفاد المسؤول عن المتحف أن صالح قرر وضع الشظايا والساعة والسجادة في المتحف لكي يشاهده الزائر ويرى بنفسه قصة التفجير، موضحا أن جميع الهدايا والتحف التي حصل عليها الرئيس السابق تم نقلها من دار الرئاسة وتم تسجليها في بيانات رسمية.

ويرأس مجلس إدارة مجلس الصالح نجل الرئيس السابق أحمد علي عبدالله صالح، ويديره ابن عمه طارق محمد عبدالله صالح. وتقدر مساحة المعرض بحوالي مائة وخمسين مترا مربعا، وضع في بدايته مجسم لصورة صالح ولوحتين رسم على إحداهما شجرة توضح فيها حكام وسلاطين اليمن وأخرى توضح شجرة القبائل اليمنية.

كما اشتمل المعرض على هدايا من ملوك وأمراء المملكة من ضمنها مجسم للحرم المكي من إهداء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وآخر من المغفور له بإذن الله الملك فهد، ومجسم لأشجار النخيل من الذهب من الأمير سلطان (رحمه الله)، بالإضافة إلى رسالة وخنجر وسفينة وضعت في الأعلى كتب عليها الحوار الوطني. كما شاهدنا الدرع الذي قدمته «عكاظ» عام 2003 كإهداء للرئيس السابق صالح والذي تصدره صورة للعدد الأول من صحيفة «عكاظ» المرسوم على صفيحة ذهبية.

هدايا ودروع قيمة
واشتمل المعرض أيضا على هدايا مثل البندقية المحلية بالذهب وقلائد ذهبية وسيوف ذهبية من أمراء البحرين والإمارات وقطر وعمان الكويت والأردن والمغرب ورؤساء مصر والعراق وسورية وفلسطين والجزائر وتونس وعدد من مسؤولي الدول الأفريقية والآسيوية والأوروبية وأمريكا، كما شمل العرض مصاحف نادرة مكتوبة بالذهب. المتحف الذي على ما يبدو أنه لا يزال مغلقا أمام الزوار كان أشبه بتحفة جميلة وراقية تشد الناظرين.

وأفاد المرافق الذي اصطحبنا في الجولة أن فكرة إنشاء المسجد بدأت في عام 1998 انطلقت الخطوات التنفيذية للمشروع في العام 2001م واستمر العمل سبع سنوات بمساهمة مجموعة من أشهر دور الهندسة المعمارية والمدنية في الداخل والخارج واعتمدت خبرات وقدرات وموارد ومواد يمنية محلية مائة بالمائة الأخذ بأربعة معالم إسلامية محلية وهي (الجامع الكبير، وجامع البكيرية بصنعاء، وجامع العامرية برداع، وجامع الروضة بصنعاء) مع استنباط أهم التقنيات الحديثة من أهم المعالم الإسلامية في العالم الإسلامي ودمجت الأصالة بالمعاصرة وشكلت بذلك من أروع وأجمل معلم إسلامي في العالم بعد الحرمين الشريفين.

وأوضح مدير المشروع علي بن علي مقصع أن صالح كان يتابع عملية الإنشاء بشكل يومي ويدخل التعديلات عليها بما في ذلك تحديد حجم الجامع وسعته وارتفاع المآذن واستخدام الحجر كعنصر أساسي لبناء الجامع واستخدام الياجور الأحمر الطبيعي، وتغليف الأعمدة بالجرانيت، وأهمية الزخارف الخشبية في تلبيس الأسقف، وأهمية النقوش الخشبية للجدران والأسقف والقمريات وعلى أن تكون مستوحاة من الطراز اليمني وطابعها الأصيل في التنسيق والتلوين.

ويبقى مسجد الصالح شاهدا على تاريخ مضى يحكى للأجيال قصة اليمن الذي يسير نحو الاستقرار، لتبقى قصة محاولة اغتيال صالح غامضة مثلها مثل بقية قصص الاغتيالات التي وقعت لزعماء في دول أخرى والتي لم يكشف عن مرتكبيها حتى الآن.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 25-نوفمبر-2024 الساعة: 01:54 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/105333.htm