|
السلال:اليمن قطعت شوطاً كبيراً على طريق التسوية السياسية أكد المندوب الدائم لليمن لدى الأمم المتحدة السفير جمال عبد الله السلال إن اليمن قطعت شوطاً كبيراً على طريق التسوية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقراري مجلس الأمن رقم 2014 و2051. وقال السلال في كلمة اليمن أمام جلسة مجلس الأمن التي عقدت حول اليوم :" لقد قطعت اليمن شوطا كبيرا على طريق التسوية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقراري مجلس الأمن رقم 2014 و2051، ويمثل مؤتمر الحوار الوطني الذي انطلق في الثامن من شهر مارس 2013 حجر الزاوية في تلك العملية والسبيل الوحيد لمعالجة كافة القضايا والملفات الهامة ورسم ملامح اليمن الجديد". وأضاف :" وقد أحرز مؤتمر الحوار تقدما كبيرا خلال الفترة الماضية بالرغم من الصعوبات التي اعترضت طريقه بفضل الإدارة الحكيمة للأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية – رئيس مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومتابعته الحثيثة لأعماله". وتابع مندوب اليمن قائلا:" ولا شك أن ما تحقق يبعث على التفاؤل ويبشر بالخير حيث سادت أعماله أجواء من الشفافية والمصارحة والتفاهم بين مختلف الأطراف الذين وضعوا خلافاتهم جانبا واجتمعوا لأول مرة على طاولة واحدة واضعين نصب أعينهم مصلحة البلد والخروج به إلى بر الأمان".. مبينا أن الجلسة العامة الأولى لمؤتمر الحوار عقدت بنجاح خلال الفترة 18 مارس وحتى 3 إبريل 2013. وأستطرد قائلا:" وأبرز ما تحقق في الجلسة العامة الأولى هو تشكيل فرق العمل الرئيسية التسع التي تعنى بالقضايا المطروحة على طاولة الحوار والتي أعدت خطط عملها، وقامت بالنزول الميداني واللقاء بمختلف الجهات والمواطنين بغية تلمس همومهم وآرائهم بما يحقق أوسع مشاركة مجتمعية ممكنة". وأوضح السفير السلال أن الجلسة العامة الثانية للمؤتمر بدأت السبت الماضي برئاسة رئيس الجمهورية بعد مضي نحو ثمانين يوما على انطلاق المؤتمر في 18مارس الماضي.. وستستمر لمدة شهر لبحث ومناقشة التقارير الأولية المرفوعة من قبل فرق العمل التسع المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني والتي شكلت في الأول من شهر إبريل الماضي وذلك لمناقشة تسع قضايا وطنية تشمل القضية الجنوبية، قضية صعدة، العدالة الانتقالية، بناء الدولة، الحكم الرشيد، بناء الجيش والأمن، استقلالية الهيئات، الحقوق والحريات، والتنمية الشاملة .. لافتا إلى أن الجلسة العامة الثانية ستناقش النتائج التي توصلت إليها تلك الفرق ومشاريع القرارات والتوصيات التي استخلصتها في ضوء مداولاتها لمحاور المؤتمر على مدى شهرين ونصف، ونزولها الميداني لأمانة العاصمة وإلى 17 محافظة في أنحاء الجمهورية وما أجرته من لقاءات مع ما يقرب من أحدى عشر ألف شخصية من مختلف فئات المجتمع ومكوناته من الجهات الرسمية والأهلية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني. وبين السفير السلال أن رئيس الجمهورية عمل وما يزال يعمل على اتخاذ جملة من الخطوات الرامية إلى بناء الثقة وخلق مناخات تساهم في إنجاح الحوار والخروج بالنتائج المرجوة، موضحا أن تلك الخطوات المنجزة والقرارات التي اتخذها حظيت بارتياح شعبي وترحيب دولي. وتابع :" لقد أصدر الرئيس هادي في الـ10 من أبريل 2013م عدداً من القرارات المتصلة بتقسيم مسرح العمليات العسكري للجمهورية اليمنية، وإعادة تشكيل وتسمية المناطق العسكرية وتعين قياداتها، وذلك في إطار استكمال إعادة هيكلة الجيش وبما من شأنه الإسهام في إعادة توحيده وبنائه على أسس علمية سليمة ومتطورة، تعمل على حماية الشرعية الدستورية والحافظ على سيادة الوطن". وأردف :" كما صدرت توجيهات رئاسية بتوفير الدعم اللازم لنجاح اللجنتين اللتين شكلتا لمعالجة قضايا الأراضي وقضايا الموظفين المبعدين عن وظائفهم في المجال المدني والأمني العسكري بالمحافظات الجنوبية، بغية عودة الحقوق ورفع المظالم في أقصر فترة زمنية ممكنة.. وإلى جانب ما سبق صدرت توجيهات رئيس الجمهورية بالإفراج عن عدد من السجناء من المتهمين بقضايا تخص الحراك السلمي الجنوبي". ومضى مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة قائلا:" على الرغم من الانجازات التي تحققت إلا أن اليمن مازال يواجه العديد من التحديات في مختلف المجالات وفي مقدمتها الاختلالات الأمنية ومواجهة الإرهاب، والأعمال التخريبية المتمثلة في ضرب خطوط نقل الطاقة الكهربائية وأنابيب النفط والغاز، الأمر الذي يكبد الاقتصاد الوطني المنهك الكثير من الخسائر، ويؤثر سلباً على حياة المواطنين، وهو ماتعمل الحكومة جاهدة على وضع حد له بكافة السبل". وقال :" لقد أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي العديد من القرارات الشجاعة والحكيمة بغية تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقراري مجلس الأمن ذي الصلة، ولا شك أن التسوية السياسية في اليمن قد دخلت مرحلة حاسمة ومفصلية تتطلب من المجتمع الدولي استمرار دعم جهود الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني والمساعدة الإنجاز ما تبقى من المرحلة الانتقالية بنجاح من خلال الوقف ضد أية أطراف تحاول إعاقة تنفيذ متطلبات المبادرة الخليجية" . وأضاف :" كما أن الدعم السياسي الذي تحظى به اليمن ينبغي أن يترافق مع دعم تنموي من قبل المجتمع الدولي حتى يتسنى لليمن تنفيذ خطته الانتقالية للاستقرار والتنمية 2012م-2014م وبما ينعكس على تحسن الأوضاع المعيشية للمواطنين ". وعبر السفير السلال عن تطلع اليمن إلى سرعة الوفاء بالتعهدات التي تم الإعلان عنها في مؤتمر المانحين الذي عقد في الرياض، واجتماعي مجموعة أصدقاء اليمن اللذان عقدا في نيويورك ولندن لما من شأنه إنجاح جهود وبرامج الحكومة والتي تمثل عنصراً هاماً من عناصر الاستقرار في اليمن. وناشد المجتمع الدولي بالوقوف الجاد لدعم خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2013م كون الوضع الإنساني في اليمن مايزال يمثل تحدياً حقيقياً للحكومة اليمنية، موضحا أن تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإقليمية العاملة في المجال الإنساني تشير إلى هول الكارثة الإنسانية التي يواجهها اليمن، وبخاصة الأوضاع المأساوية التي يعيشها النازحون في محافظتي أبين وصعدة. وجدد المندوب الدائم لليمن التزام الحكومة اليمنية بالمضي قدماً في استكمال تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ولاسيما استحقاقات المرحلة الثانية من العملية الانتقالية وفي مقدمتها مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وصياغة الدستور والاستفتاء عليه، وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في فبراير 2014م وبما يلبي تطلعات الشعب اليمني في التغيير وتحقيق الأمن والاستقرار والإزدهار والعيش الكريم. وأختتم كلمته بتوجيه الشكر والتقدير للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ولمبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر على جهودهما لدعم اليمن لاجتياز المرحلة الانتقالية بنجاح، فضلا عن توجيه الشكر للدول الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وفي مقدمتها الدول الخمس دائمة العضوية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وكذلك إلى جميع الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت إلى جانب اليمن في هذه الفترة العصيبة. |