المؤتمر نت -
عبدالخالق النقيب -
رابعة العدَويَّة..وجبريل عليه السلام..!
• مدهش للغاية أن ينزل جبريل عليه السلام ليصلي العصر في رابعة العدوية تأييداً لمرسي ، ومضحك جداً أن يصادفك رجل عليه من الوقار ما يكفي لتصديقه ودون مقدمات يسرد رؤياه على الملأ بحماسة ، وليس يماريه الشك في أنك لن تؤمن بما يقول ، يا إلهي ..! لم أكن لأدرك يوماً أن أسمع شيء من ذلك ، إن الرجل ظل في يقينه وهو يجرد محمد الرسول صلى الله عليه وسلم من رسالته وكل ما يختزله من قيم واتصال رباني ، فيتأخر عن مكانته الإلهية ويهبها بسخاء لسي مرسي ، في إيحاء مقرف ومعايرة قذرة تنم عن السقوط ..

• وقتها أيقنت أن الرجل فقد عقله وصبأ عن دين محمد مؤمناً بالديمقراطية القادمة من أرض الفرنجة ، إنها الديمقراطية المدنسة بأهوائهم الطاغوتيه ، عجباً ..! وفيما العجب وقد صار الإخوان المسلمون أكثر إيماناً ويقيناً بالديمقراطية، وعلى الأرجح أنهم لن يفرطوا بها على الأقل في الوقت الراهن ، دونما اكتراث يقحمون سيد البشرية وجبريل عليهما السلام فقط لحشد التأييد الديمقراطي وموضعة مرسي في شرعيته المنتزعة ، ولك أن تتصور ما الذي بإمكانهم فعله إذا اشتد عليهم أمر أكثر جللاً ..

• ما الذي يدفع أحدنا لسماع مثل ذلك الشيخ المصري الذي ظهر على اليوتيوب بلحيته الطويلة متباهياً بشططه ومروقه، يزف التباشير لقومه المبشرين بديمقراطية يشارك بها أهل الأرض والسماء ، إنهم اليوم لا يتورعون بوصف الديمقراطية كما لو أنها رسالة سماوية يشحذون فتيانهم المؤمنين على الاستبسال والقتال لأجل ترسيخها وتثبيت دعائمها .. لربما أنهم غلبوا أو انتزع منهم حق نالوه ، إلا أن ما يبعث على الريبة والتوجس تلك القدرة الهائلة التي يتمتعون بها عند اللجوء لتوظيف الدين وتجريده ودون تريث أو مهل يبيعون أحاديث ونصوصه جملة وتجزئه تحقيقاً لمبتغاهم أياً يكن مساره أو أصل انحرافه عن المبادئ الشرعية التي يدعون تمثيلها ..

• لست بصدد الدفاع عن الديمقراطية كنهج أخطأ العرب فهمه وممارسته كما يجب ، ولست هنا أيضاً لأصب نقمتي على الإخوان المسلمون أو أشارك في انتزاع ما تبقى لهم ، او أسقط أمامهم محاججة منهم وفيهم ، فما أظنه هو أن الأمر قد تجاوز مهبط إدراكهم وليس بإمكان شيء أن يحط على مدارجهم الذهنية التي تضيق بمرور الوقت حتى أصبحت أضيق من خرم إبرة.

• ما يحصدونه اليوم ليست إلا خلاصة طبيعية ونتيجة حتمية لمعادلة إقصائية واستحواذية صنعها حكم المرشد من وراء ستار، وما كنت لأتخيل أن يتم استبدال تلك المعادلة بمعادلة رابعة العدوية وجبريل عليه السلام في سبيل البقاء فيما يقولون أنهم عازفون عنه...

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 09:40 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/109833.htm