|
بن عمر: النموذج اليمني سيكون ملهماً لعمليات انتقالية أخرى في العالم ألقى مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر كلمة في افتتاح أعمال الجلسة العامة الثالثة لمؤتمر الحوار الوطني، هنأ فيها كل اليمنيين على بلوغ هذه المرحلة المتقدّمة من العملية الانتقالية، التي بدأت عام 2011، لتسير باليمن من شفير حرب أهلية إلى عملية تفاوضية وسلمية هي الوحيدة في جميع بلدان الربيع العربي. وقال :"إننا اليوم هنا لافتتاح الجلسة العامة الثالثة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي أطلقته سواعدكم في مارس الماضي. وها أنتم تجتمعون اليوم معاً للعبور به إلى حسن الختام". وتابع بعمر: "قلت في تقريري الأخير إلى مجلس الأمن في سبتمبر إن مؤتمر الحوار الذي بات محط أنظار المنطقة والعالم، هو العملية الأكثر أصالة وشفافية وتشاركية في تاريخ اليمن وفي المنطقة العربية على الإطلاق، وقلت إنه يمكن للنموذج اليمني من الحوار والنقاشات حول تأسيس حوكمة ديموقراطية مبنية على الإرادة الشعبية أن يكون ملهماً لعمليات انتقالية أخرى في العالم العربي وسواه، وهو فعلاً كذلك، إنه إنجاز فريد لا بدّ أن يفتخر فيه جميع اليمنيين، الذين أظهروا للعالم العربي ما يمكن تحقيقه عند التزام التغيير السلمي". واستطرد قائلاً: "إن ما أنجزه أعضاء مؤتمر الحوار في بضعة أشهر يستحق الثناء والاحتفاء فمعظم فرق العمل أنهت مهامها أو تكاد وما يظهر في التقارير المتفق عليها حتى الساعة يبشّر بمخرجات واعدة سوف تلقى استحسان اليمنيات واليمنيين التوّاقين إلى بناء يمن جديد مبنيّ على القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد". وتابع مساعد أمين عام الأمم المتحدة :"أنا فخور اليوم بكل من ساهم في بلوغ الحوار الوطني هذه المرحلة، فالفضل يعود إلى جميع الأعضاء المتحاورين والمكوّنات، بما فيها الشباب والمرأة والمجتمع المدني، والقيادات السياسية والأمانة العامة بقيادة الدكتور أحمد عوض بن مبارك، ويعود بدرجة كبيرة إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي أظهر التزاماً وإصراراً لا يتزعزعان على القيادة والمضيّ نحو إنهاء عملية الانتقال السياسي، رغم كلّ العقبات". واستطرد قائلاً :"وبالحديث عن العقبات، أرى أنها لم تزد المتحاورين إلا تصميماً على إنجاز مهامهم بنجاح، وأرى أنها ذهبت سدى لأن عجلة التغيير لا يمكن أن تعود إلى الوراء. ولا يعيش في الماضي إلا من كان واهماً. فالوقت يمضي إلى الأمام، وإلى الأمام فقط يمضي اليمنيات واليمنيون معاً". وتابع :" كلنا يعلم حجم التحديات التي تواجه اليمن، وتحديداً العملية السياسية. لكن بالإرادة والحكمة، تمّ تذليل الكثير منها. تعلمون اليوم أن اللجنة المصغرة حول القضية الجنوبية تسعى جاهدة منذ أوائل سبتمبر إلى إيجاد حلول توافقية ترضي الجميع. وتلبية لطلبها، تقوم الأمم المتحدة بدعمها. ويسعدني أننا لمسنا اتجاهاً للتوافق على مجموعة مبادئ ورؤية لبناء هيكل جديد ومنظومة حكم جديد لدولة اتحادية، مبنية على مقترحات قدّمتها مختلف المكوّنات. لكني عند هذا المنعطف الحاسم من تاريخ اليمن، أجدّد التأكيد أن اليمنيين وحدهم أصحاب القرار، وأنهم سيتحمّلون نتائج الخيارات التي يتخذونها". وأضاف: "ومهما كان الخيار المتوافق عليه، أنا على ثقة أنه في يمن المستقبل لن يكون هناك مكان للاستئثار بالسلطة، بل ستسود مبادئ التعددية والتشاركية والتداول السلمي، ولن يكون هناك مكان للاستئثار بالثروات الوطنية، بل للتوزيع العادل لجميع أبناء الشعب وفق محدّدات دستورية وقوانين". وقال مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن: "ستكون نسبة من المخرجات، التي ستناقشها الجلسة العامة النهائية وتقرّها، بمثابة موجّهات دستورية ترشد عملية صوغ دستور جديد لليمن. تستند هذه الموجّهات إلى مجموعة مبادئ متفق عليها حول القضايا التسع المحورية في مؤتمر الحوار. إذن هي خطوة أخرى في العملية الانتقالية تنطلق قريباً لتأسيس عقد اجتماعي جديد، ومعها يزداد الوضع دقة". واستدرك قائلاً :"لا يظنّ أحد أنه يمكن لليمن الاكتفاء بمخرجات مؤتمر الحوار مهما كانت واعدة. فهو جزء من عملية انتقالية وخارطة طريق لا تنتهي إلا بتحقيق التغيير الذي نشده ملايين اليمنيات واليمنيين في السنوات الأخيرة. وهذه لا تنتهي إلا لتنطلق مسيرة تحصين اليمن ليصبح أبعد ما يمكن من العودة إلى ويلات الماضي، وليندفع نحو مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً". وأشار بنعمر الى ان اليمنيات واليمنيون برهنوا مجدداً أنهم شعب عريق ذو عزيمة صلبة وخطى واثقة نحو التغيير السلمي. لذلك، نحن في الأمم المتحدة نطمئنهم أننا ومجلس الأمن والمجتمع الدولي سنواصل دعمهم بكل ما أوتينا من خبرات وإمكانات، لنساعدهم على بلوغ ذلك الهدف. وأنا على ثقة أنهم سيلقون دعماً مماثلاً من مجلس التعاون لدول الخليج العربية. واختتم كلمته بالقول :"أتمنى على جميع اليمنيات واليمنيين أن يدركوا أهمية الدعم العربي والدولي الموحّد لبلادهم في ظل ما تشهده المنطقة من اضطرابات، وأن يدركوا أن خارطة الطريق الواضحة التي يسيرون عليها سوف توصلهم إلى برّ الأمان. لكني أتمنى منهم أن يترفعوا عن صراعات الماضي والحسابات الحزبية الضيقة، وأن يسرعوا في مدّ جسور الثقة والتعاون من أجل إنجاح مؤتمر الحوار الوطني والعملية الانتقالية خدمة للمصلحة الوطنية العليا". |