|
(العربية) تنشر خفايا محاكمة التنظيم السري للإخوان في الإمارات بثت قناة العربية مساء أمس الأحد الجزء الأول من الفيلم الوثائقي "الطريق إلى 2 يوليو.. خفايا محاكمة التنظيم السري في الإمارات"، والذي يقدم صوراً وشهادات للمرة الاولى عن تنظيم الإخوان المسلمين في الإمارات. وقد تابعت "إيلاف" الفيلم الذي انتجته المنظمة الدولية الخليجية، وأعده وأخرجه الدكتور علي الجابري من جزءين. ويتناول الجزء الأول الذي استغرق تصويره نحو 6 أشهر نشأة التنظيم بشكل عام وكيفية وصول هذا التنظيم السري إلى الإمارات وطريقة عمله خلال السنوات الماضية في الدولة حتى إلقاء القبض على أعضائه وبدء محاكمتهم. وذلك عبر مقابلات مع الدكتور علي النعيمي مدير جامعة الإمارات، وإخوان تائبين يروون خطط التنظيم وطرق تجنيد أعضائه. أما الجزء الثاني من الفيلم الذي سيعرض على قناة "العربية" التي حصلت على حقوق بثه يوم الأحد المقبل الثامن من ديسمبر 2013، فيعرض خفايا ما دار في المحكمة الاتحادية العليا أثناء محاكمة أعضاء هذا التنظيم السري، وما قدم من الأدلة والمستندات والوثائق واعترافات المتهمين وأقوال شهود الإثبات. هجرة التنظيم إلى الشام ومنطقة الخليج: تحدث الجزء الأول من الفيلم عن نشأة جماعة الإخوان المسلمين في مصر بعد سقوط الخلافة العثمانية، وكيف أنها كانت جماعة تكرس في فكرها مفهوم تخطي حدود الدول، فالفيلم عرض مقولة مسجلة لمؤسس التنظيم حسن البنا يقول فيها "إننا لسنا حزبًا سياسياً.. ولسنا جمعية خيرية.. ولكننا أيها الناس فكرة وعقيدة، ونظام ومنهاج لا يحدده موضع ولا يقيده جنس.. ولا يقف أمامنا حاجز جغرافي.. ولا ينتهي بأمر حتى يرث الله الأرض وما عليها". وأوضح المتحدثون في الفيلم ومنهم الدكتور علي النعيمي، مدير جامعة الإمارات، في شهادته كيف كانت بداية دخول الإخوان إلى دولة الإمارات، لافتًا الى أن "تنظيم الاخوان أنشأه حسن البنا عام 1928، وكان العالم العربي يعاني من الاستعمار والشعور بالهزيمة في ذلك الوقت، خاصة بعد سقوط الخلافة العثمانية، وظهور بعض الدعوات أنه لا بد للعرب أن يشقوا طريقهم لمواجهة الاستعمار، ولذلك استخدموا الإسلام كغطاء بعد سقوط الخلافة العثمانية". وأضاف النعيمي أن عمل تنظيم الإخوان انتقل من مصر إلى بلاد الشام في البداية وانتشر ونشط هناك في فلسطين والأردن وسوريا والعراق، ولم يكن هناك اهتمام بعمل نشاط في دول الخليج في تلك الفترة إلا بعد ظهور النفط والثروات في المنطقة، وهنا بدأ التنظيم يرسم خططه من أجل شد الرحال إلى بلاد النفط. حيث كان كل ما يربط التنظيم بمنطقة الخليج في البداية هو بعض التواصل المحدود في مواسم الحج والعمرة. وأشار النعيمي إلى أن الاخوان جاؤوا الى دولة الامارات عبر بعثات تعليمية كان على رأسها في البداية شخص يدعى "عبدالبديع صقر"، وهو من وضع اللبنة الأولى، وبدأ العمل لزراعة الأفكار التنظيمية. لافتًا إلى أن الإخوان سيطروا في البداية على وزارة التربية وعملية التعيينات التي كانت تتم لمصلحة عناصرهم، وكانوا يعملون على إعداد الطلبة في مراحل الإعدادية والثانوية، ودفعهم للدخول إلى وزارة الداخلية والقوات المسلحة وجامعة الإمارات. كما كان بعض الموجهين يستقطبون مدرسين ويدخلونهم في فكر التنظيم. وقال "عندما قامت جامعة الإمارات عام 1976 بدأوا يتوغلون فيها عبر المنتمين لهم عن طريق التعيينات، وذلك بهدف التأثير في الطلبة، وقد سيطروا على الأنشطة الطلابية، وعلى اتحاد الطلبة آنذاك وكانت لهم نشاطات طلابية". مؤكدًا أن التنظيم استطاع تجنيد بعض أبناء الامارات الذين بايعوا المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر، وعملوا على طمس الهوية الوطنية الإماراتية لديهم. لقاء أعضاء من التنظيم مع الشيخ محمد بن زايد: وكشف النعيمي عن أنه "في بداية التسعينات عندما بدأت تلك الأمور تظهر تم عقد لقاء بين مجموعة من المحكوم عليهم في التنظيم السري مؤخرًا وهم 5 اشخاص بينهم قائدهم الشيخ سلطان بن كايد القاسمي مع الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، وكان هؤلاء يريدون عمل فرع لجمعية الإصلاح في ابوظبي، وكانت إجابة الشيخ محمد وفق ما ذكره لي أعضاء التنظيم.. انا مستعد أن أفتح لكم فرعاً للجمعية في ابوظبي وأن أوفر لكم الدعم المناسب، ولكن بالدعوة والعمل الذي تقولون أنكم تدعونه، وبشرط ان تلغوا البيعة وتلغون الانتماء للإخوان المسلمين، وتعملون كمواطنين ينتمون لدولة الامارات وتعملون في العمل الخيري والدعوي.. وطالبهم بالقسم على أنهم لم يبايعوا مرشد الاخوان، ولكنهم رفضوا أن يقسموا على أنهم لم يبايعوا المرشد.. وقالوا له اعطنا فرصة ونرد عليك، وبعد عدة أيام جاء قائدهم (رئيس التنظيم السري في الامارات) الشيخ سلطان بن كايد القاسمي وقدم رسالة للشيخ محمد قال هذا ردنا والرد يرفض ما قاله الشيخ محمد، وانهم يصرون على مواقفهم ويجب تنفيذ كل مطالبهم، وكان الرد فيه تحدٍ، حيث قالوا إنه لنا في كل بيت في الامارات أنصار". أخواني لحاكم الشارقة: صبرنا عليهم 40 سنة: وأضاف النعيمي أن احد المحكوم عليهم في التنظيم السري في الامارات ويدعى "محمد عبدالرزاق الصديق" قال موجهًا كلامه للشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة في تغريدة على تويتر "نحن تحملنا 40 سنة وصبرنا عليهم 40 سنة.. خلاص لم يعد هناك وقت للصبر.. ونحن نعامل كمواطنين درجة ثانية في كل شيء بسبب العنصرية.. وانت تقول كل حقوقك بتحصلها.. بنحصل حقوقنا بأثر رجعي.. أقول لجميع إخواننا من عرب فارس و(العيم العرب) في الخليج كله أنتم الأكثرية (قطر والبحرين والكويت والسعودية عمان الامارات الظفيري الخليج)". ونوه النعيمي بأنه "عندما حدثت تحركات ما يسمى الربيع العربي في تونس ومصر، شعر إخوان الإمارات أن تلك هي فرصتهم وانهم... رأس حربة... وسافروا الى مصر وتونس والمغرب وعملوا تحركات نشطة وبدأوا الحديث علانية.. وهنا بدأت الدولة تتحرك واستدعت هؤلاء، وقالت لهم إنكم تضرون بالأمن الوطني للدولة، ولكنهم لم يستجيبوا، ولذا تم سحب جنسيات 6 من أصول إيرانية ويمنية حصل بعضهم عليها في أواخر السبعينيات وبعضهم في الثمانينيات.. وكان حصولهم على الجنسية وفق مرسوم صادر عن رئيس الدولة يلزمهم بأن يكون ولاؤهم للإمارات ولا أحد غيرها". اختراق مؤسسات الدولة : ومن جانبه، أوضح الشيخ أحمد الشحي، "عضو سابق في تنظيم الاخوان ومن أقارب نائب رئيس التنظيم السري بالإمارات"، أن "دولة الامارات كانت بحاجة الى مدرسين ومدرسات ودخلت مجموعة من المدرسين المنتمين للتنظيم وبعضهم درس في مصر، وهنا كانت اللبنة الأولى للجماعة في الامارات... وكان هناك مسؤول ملف طلاب الإعدادي في التنظيم من أجل استمرار المنتسب إليهم من أولى الى ثالث اعدادي، وبعدها يكون هناك التصنيف الثانوي الذي يحاولون فيه ادخال بعض الشخصيات في الخلايا". مضيفًا "الاخوان اوصوا بعض هؤلاء بالالتحاق في العسكرية والشرطة وبجامعة الامارات، وكانوا يتحكمون في سكن جامعة الامارات، وكان اتحاد الطلبة تحت سيطرة أفراد التنظيم... والمنتسب ينضم الى الجماعة منذ نعومة اظافره حتى يحصل على فرصة عمل وفق إرادة التنظيم وهنا يكون قد اصبح عنصرًا نشطًا داعمًا للتنظيم". وقال أحمد الشحي "انا رجل عسكري سابق، ولما رأيت أنه يتم تدريب الشباب على حمل السلاح واستخدامه، وتم عمل خنادق لهم وسير ليلي في معسكرات الكشافة التي كانت للتدريب، اقتنعت أن هذه الجماعة وراءها شيء وتهدف لعمل ما... وقد وجدت ان هذا التنظيم يسير في خطين أحدهما عام خاص بالأنشطة والمحاضرات والندوات والبرامج الثقافية والرياضية بهدف إيجاد عدد واسع من الشخصيات التي يمكن ان تصلح لتجنيدها في التنظيم بطريقة متدرجة... ومن هنا يتم التجنيد". وأضاف "من يتأمل في كلام تلك الجماعة واقوالهم يدرك أن هؤلاء يحملون ثقافة عدوانية طائفية شرسة ولا يرضون إلا بالوصول إلى السلطة والحكم، وما يؤكد هذا هو واقع التنظيم في السنوات الاخيرة". خطط السيطرة على الحكم: ولفت الشحي الى أنه "حضرت جلسات مع أعضاء منتمين للتنظيم، ومنهم نساء، تراجعوا عن فكر التنظيم وتابوا، وأطلعونا على أمور خطيرة كان يخطط لها التنظيم من حيث مخططات السعي للسيطرة على القوات المسلحة ودواوين الحكام والسيطرة على هم مفاصل الدولة.. وقد نشط أعضاء التنظيم بقوة قبل 5 سنوات من الربيع العربي، وبدأ يزداد نشاط الجماعة مع المنظمات الخارجية، وخاصة مع تنوع مؤسسات الجماعة في الامارات ودخلوهم في جمعية الإصلاح والإرشاد والحقوقيين والقضاء والتربية والتعليم والشؤون الإسلامية والاوقاف وحاولوا دخول النيابة وغيرها من المؤسسات". عملية اختيار وتجنيد طلبة المدارس : وعن آلية اختيار وانضمام الطلبة إلى التنظيم، قال "نايف الشحي"، الطالب في جامعة الإمارات، إنه انتمى للتنظيم وهو طفل في الفصل السابع في رأس الخيمة، حيث بدأ الأمر بلعب كرة القدم ورحلات إلى الإمارات الأخرى، مبينًا أنه لم يظهر على التنظيم أنهم جماعة حزبية في البداية أو جماعة ضالة أو جماعة فاسدة أو غير ذلك. وأوضح أنه "وصل في الجماعة إلى مساعد إشراف في نادي التمييز للناشئة، حيث بدأ في تلك المرحلة بحضور الاجتماعات الليلية التي تقام في وقت متأخر وبعد صلاة الفجر، وكان أحد المسؤولين عنّا كان يقف أثناء الاجتماع ويفتح النافذة (الدريشة)، وينظر للخارج حتى يتأكد من عدم وجود مراقبة.. ويقول لي عندما أقول له (شو صاير) ممكن أحد يراقبنا". ولما وصلت مرتبة الاشراف سلموني مجموعة من الشباب كانت تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عاماً. واضاف نايف أن "أفراد الجماعة أخذوه إلى منزل أحد المعتقلين مسؤولهم (صالح الظفيري) والذي كان قد ألقي القبض عليه قبل فترة ثم أطلق سراحه بعد أسبوعين وذلك لتهنئته، وهو الآن متواجد في السجن بعد إدانته في قضية التنظيم.. وكان بين حضور المجلس الدكتور محمد المنصوري نائب رئيس جماعة الاخوان في الامارات الذي كانت حركته سريعة جداً في المجلس، إضافة الى علي الحمادي وعيسى السري وسعيد ناصر الطنيجي وحسن ابن صالح الظفيري وابن سعيد ناصر". وأشار إلى أن صالح الظفيري قال لهم وقتها "هذه بشرى خير، عندما بدأت الاعتقالات عرفوا من نحن .. نحن وصلنا إلى القمة، ووقتها وضع أحد الحاضرين في الاجتماع ويدعى سعيد ناصر الطنيجي قدماً على أخرى وعلق قائلاً "تم الأمر". وأشار "نايف" إلى أنهم توجهوا بعد اسبوعين إلى رجل في التنظيم يدعى "فؤاد الحمادي" حيث أبلغهم أنهم يحملون الدعوة وشدد مرارا على كلمة "السرية"، والا يخبرون آباءَهم وأمهاتهم بشيء". التدريب على الأسلحة : واشار الطالب نايف إلى أن الإخوان كانوا يعلمونهم في مراكز الكشافة على كيفية التعامل مع الأسلحة منها "الآر بي جي" والقاذفة وغيرها، وأنهم كانوا يعلمونهم كيفية الاستجابة لمطالبهم عبر سماع صوت الصفارة، مبينًا أنه إذا أطلقت الصفارة 3 أصوات فهذا يعني أن هناك "اجتماعاً"، وإذا أطلقت صافرتين تعني "الاختباء"، وإذا صافرة واحدة تعني أمرًا "بالهروب". ومضى يقول أنهم كانوا في أحد المخيمات يحملون أنابيب على أنها أسلحة، وكان أحد المشرفين يأمرهم بالنوم على الأرض عندما تكون هناك طائرات في الجو، في إشارة إلى تعليمهم كيفية التصرف في وضع كهذا، وأنه تم تعليمهم استخدام اشارات الوجه كرفع الحاجب وتحريك طرف العين للدلالة على معانٍ معينة. واضاف أن الجماعة اصطحبتهم عام 2010 في رحلة إلى تركيا وتحديدًا الى مؤسسة خاصة بالعمل التطوعي، حيث جلسوا مع مديرها التنفيذي الذي أعطاهم درساً عن كيفية إدارة العمل الجماعي، ودائمًا ما كانوا يسمعون من هذا المدير كلمة السرية التي كان يشدد عليها كثيرًا". ونوّه الطالب نايف بأن عضو التنظيم "علي الحمادي" كان يقول له دائماً عبارة "مسدس وقرآن" فوق منضدة، لكنه لم يكن يعرف في البداية معناها، لكن عرف بعد ذلك أنها تعني "المبايعة للمرشد". مبينًا أن "التعليم كان غرضه التجهيز وقد كنت أعتبر المشرف هو الأب بالنسبة لي، وكنت مضطرًا دائمًا للكذب على والدي عندما يسألني عن مكاني، وقد حاول منعي من الانضمام للجماعة لكن لا حياة لمن تنادي". وعرض الفيلم كلمة مسجلة لسعيد ناصر الطنيجي الهارب الى تركيا قال فيها: "بفضل الله تعالى لم يثبتوا علينا مسألة انضمامنا للجناح العسكري للإخوان أو انتمائنا للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين". كما عرض أجزاء من اعترافات المتهمين بانتمائهم للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين. ومنها اعترافات احمد غيث السويدي وغيره من أعضاء التنظيم السري بالإمارات الذين صدرت ضدهم أحكام العام الجاري. نقلا عن إيلاف |