بقلم-مطهر لقمان -
حالة الطلاق الأزلي بين التطرف والحقيقة..!
من المفارقات الساخرة، والملازمة لجميع نماذج التطرف بمختلف مدارسه واتجاهاته ومظاهره.. ،بينما يكون التطرف هو نتاج مباشر لحالة التصلب والتعصب الأعمى لفكرة، أو رأيٍ ما، على أساس أنها –بالنسبة لأصحابها- كبد الحقيقة المطلقة التي لا بديل لها لدى الآخرين..! يكون هو عند هذه اللحظة الذهنية والمادية على موقع النقيض للحقيقة بكل بديهياتها..، وكلما زادت مسافات التعصب للفكرة، أو الرأي، كلما زادت مسافات الابتعاد عن الحقيقة بكل شروطها.
وكما أثبتت جميع التجارب الإنسانية على مر التاريخ البشري؛ فإن التطرف بكل أشكاله ومضامينه وأهدافه.. هو من أقدر وأنجع أسباب ووسائل مصادرة العقل، وأسرع الطرق للنأي عن كل محيط الحقيقة برحابته المتسعة.
ولأن التطرف -وكلما يؤدي إليه من إرهاب وإجرامٍ، وشرًَ مستطير -لا يورث إلاَّ الألم، والأذى والضرر، والجريمة في حق الدين والأوطان والمجتمعات المبتلاة بهكذا بلاء.. يبدأ في انطلاق تشكله عادة من نقطة الخطأ فإن كامل مساره وإفرازاته، وآثاره لا تخرج عن دائرة الخطأ؛ وغالباً إلى الخطأ الأفدح.
هذا دائماً ما أراه منطبقاً تطابقاً صميمياً مع جميع حركات الانحراف والتطرف سُنِّيةً كانت، أم شيعية، وادعَّيةً كانت، أم حُوثَّية، فكلها تحمل مِعْول الهدم والخراب على حياة مجتمعنا اليمني، ونظام المجتمع القانوني، والسياسي والاجتماعي، ومهِّدد لكل مقومات ومكونات حياة كل فرد في المجتمع، لذا فإن الحزم في مواجهة هكذا ظواهر هي كمتطلب الإسراع والحزم عند مواجهة لهيب النار عندما يبدأ في الاشتعال في محيط حياة أي فرد أو جماعة أو مجتمع؛ لأن البديل هو استعار النار...، وهذا ما لايرضاه أي مخلوق: حيواناً كان أم إنساناً.. وحفظ الله اليمن وجميع أبناء اليمن من كل سوء.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 11:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/11861.htm