المؤتمر نت -
محمد عقلان -
الإصلاح.. خارج الإجماع الوطني
المتابع للمشهد السياسي في اليمن والتحرك الشعبي اليوم وموقف التجمع اليمني للإصلاح من هذا الحراك الشعبي يتبادر إلى ذهنه سؤال واحد مفاده هو بماذا يفكر من يدعون أنفسهم بالسياسيين من منتسبي جماعة الإخوان المسلمين؟! فهم يعشقون دائما معاداة أي توافق أو إجماع وطني تحت أي راية ولأي مبرر ودائماً ما يقفون في الجهة المعاكسة لذلك الإجماع.

فبعد الموقف المشرف للبرلمان اليمني وخصوصاً تصريحات ومطالبات النائب البرلماني الإصلاحي منصور عزيز الزنداني مساعد رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح يوم أمس بطرد السفير الأمريكي ومبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بنعمر جراء تدخلاتهم السافرة في الشأن الداخلي اليمني ومخالفتهم لكل الأعراف الدبلوماسية والدولية .. ها هي اليوم قيادات الإسلام السياسي تطل على الشعب اليمني ببيان اقل ما يوصف به هو انه بيان ذل وتبعية واستهتار بدماء شهداء ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر و 30 نوفمبر الذين ضحوا بدمائهم من اجل الانتصار لسيادة وكرامة البلد وتحريره من أي نوع من أنواع الوصاية الأجنبية.

ففي حين ينتفض الشعب اليمني بكل فئاته وأطيافه ومكوناته السياسية للمطالبة بطرد السفير الأمريكي والاعتذار للشعب اليمني ورفض أي عقوبات دولية ضد أي جهة أو فرد من أي جهة كانت .. وتأتي هذه الانتفاضة والمطالب نتيجة تدخل السفير الأمريكي السافر ومطالبته للزعيم علي عبدالله صالح بمغادرة البلد والتهديد بفرض عقوبات دولية عليه وعلى اثنين من قيادات أنصار الله (الحوثيين).. يطل علينا حزب التجمع اليمني للإصلاح ببيان اعتذار للسفير الأمريكي وسفارته ومبعوث الأمم المتحدة وتنصل فيه من كل ما صرح به النائب الزنداني.. بالرغم من أن الزنداني لم يقل إلا ما يدور في قلب وعقل كل مواطن يمني شريف وغيور على بلده ووطنه وعلى كل تلك الدماء والتضحيات التي قدمت من اجل الحرية والسيادة.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن وبقوة هو هل من المعقول أن حركة الإسلام السياسي لم تتعلم من كل ما جرى لها خلال السنوات الأخيرة نتيجة سياستها الخاطئة في التعامل مع توجهات الشعوب ومتطلباتها.. ألم يكفيها حالة الرفض والعزلة التي فرضتها عليها الشعوب.. وهل لهذه الحركات ثوابت أو مبادئ ثابتة معلنة أو مخفية أخرى غير الثوابت الوطنية التي جُبلت عليها الشعوب العربية حتى باتوا يفرطون في كل شي ؟!.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 09:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/119881.htm