المؤتمر نت - الشيخ  يحيى جمعان الجدري
الشيخ يحيى جمعان الجدري -
هل صارت الأمم متحدة على اليمن ؟
يتوقع أن يتلقى المؤتمر الشعبي العام خلال الأيام المقبلة ردا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول رسالة اعتراض قدمها الأول على استصدار قرار عقوبات تستهدف الزعيم علي عبد الله صالح رئيس المؤتمر ويمنيين آخرين.
بقدر ما عبر الشارع اليمني عن مناهضته لهذا التدخل السافر في الشأن الداخلي واعتبار القبول به خيانة وطنية عظمى فانه أبدى انذهاله الحقيقي من هذا التناقض الجوهري الذي نراه اليوم .. هل من المعقول أن الأمم المتحدة صارت متحدة على خراب اليمن وتدميره؟ .
افترض أن على أحدهم في مجلس الامن ان يُفهمنا جميعا الأسباب التي أدت إلى ذلك .
بغض النظر عما إذا كان بان كي مون سوف يلجأ في رده لمشاركة أميركا وآخرين لعبة التواطؤ والبحث عن ذرائع لم تعد تخدع أي شخص .. مثلما يؤدي مستشاره ومبعوثه الخاص لليمن جمال بن عمر دور شاهد الزور ،إلا ان المجتمع الدولي وشعب اليمن لا يلائمهم مجاراتهم في لعب دور مشاهد الزور حتى يقبل بالظلم .
أبسط الأسئلة المثارة هنا هو .. كيف تمكن الإخوان من الوصول إلى أروقة مجلس الأمن وتمرير مشروع قرار بهذا الحجم من الخطورة وما الصفقة التي عقدوها مع أميركا كي تتوحد معهم في محاولة استصدار قرار أممي ضد الزعيم علي عبدالله صالح الذي لم يشفَ بعد من عقوبات سابقة نفذها الإخوان في أبشع عملية إرهابية وجريمة اغتيال سياسي يعرفها اليمن والمنطقة حين قرروا في 3 يونيو أول جمعة في رجب العام 2011م تفجير مسجد دار الرئاسة في إثناء تأديته الصلاة .
أسفرت هذه الجريمة عن استشهاد عدد من كبار مسئولي الدولة أبرزهم الشهيد عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى .. كما كادت أن تودي بحياة الرئيس علي عبد الله صالح لولا عناية الله وحفظه.
ولا يزال الإرهابيون يواصلون تربصهم بحياة الزعيم لدرجة قيامهم بالحفر تحت الأرض بغية الاقتراب من منزله واستعدادهم تفخيخ حي بأكمله..
مع ذلك وبعد كل ذلك نفاجئ أخيرا بأن هناك من يريد منح جرائمه الإرهابية في اليمن طابعا رسميا عبر استصدار قرار أممي كوّنت لأجله – وللمرة الأولى في تاريخها - لجنة للعقوبات في مجلس الأمن الدولي تستهدف رئيس المؤتمر الشعبي العام وكل من يحمل الجنسية اليمنية.
تبدو الحيثيات الواهية لقرار هذه اللجنة المشبوهة كما لو كانت صيغت بإياد حاقدة على اليمن وأهله رغم أنها لا تجيد الكذب الماكر.
لعل واحدة من المفارقات العجيبة والمزعجة ان لجنة العقوبات استندت في إحدى حيثياتها إلى مزاعم " ان رئيس الجمهورية السابق علي عبد الله صالح استخدم تنظيم القاعدة الإرهابي لتنفيذ عمليات اغتيالات واسعة واعتداءات لإضعاف الرئيس هادي وإثارة السخط داخل الجيش".
أقرب تفسير لهذه الفقرة ان يقال " قتل نفسه وهرب"
أظن أن عبارة " إذا كان المتحدث مجنون فالمستمع عاقل "
كافية لإسقاط كل الذرائع التي أوردتها لجنة عقوبات الأمم المتحدة والتي لم يعرها القضاء اليمني أي اهتمام ولم يتخذ أي إجراء يعزز سريان مفعولها ما يعني ان لجنة الأمم المتحدة لا تمتلك الأدلة الأمر الذي يمكن من محاكمتها بتهمة الحماقة.
التفكير المنطقي في هذا الموضوع - العقوبات – يؤكد أن دول مجلس الأمن لو وضعته في إطاره القانوني لرأت انه لا يستحق إثارة النقاش حوله حتى في "مجلس قات" فما بالك بالتمادي وإصدار عقوبات.
# عضو الامانة العامة للمؤتمر الشعبي العام
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 09:41 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/120352.htm