المؤتمر نت - من تضاهرة لانصار المؤتمر

د. محمد حسين النظاري -
الافتراءات على المؤتمر
ما ان يحصل شيء في اليمن حتى تسارع القنوات الفضائية ومن تستعين بهم كمحليين يرددون ما تريد قوله، الى الحديث عن دور المؤتمر الشعبي العام في كل سيئ يحاك باليمن، تريد هذه الوسائل الاعلامية وهي تناصب العداء لليمن ان تجعل اكبر الاحزاب اليمنية شماعة لأخطاء الآخرين، وتريد تصوير ان ما يدور في البلاد منذ تسليم الزعيم علي عبد الله صالح السلطة في 21 فبراير 2012م، هو ارتداد عن التوجه الذي اعلنه وما زال يسير عليه المؤتمر وزعيمه في السير بالبلاد الى بر الامان.

هل يستطيع الجميع انكار أن وضع اليمن الفوضوي الذي تعيشه اليوم قد حذر منه المؤتمريون منذ رياح ما يسمى بالربيع العربي، وانه تنازل عن السلطة من أجل ان تسير سفينة اليمن بأشرعة الوحدة المباركة، وانه بذلك العمل الوطني تفادا سقوط الدولة بأكملها، ولو كان يريد اسقاط الدولة كما خرج البعض للشارع، لكان ذلك اسهل ما يكون حينها ولكن لأن رجال المؤتمر هم رجال دولة، فضلوا ان يقتسم الاخر معهم السلطة على ان يتم تدمير اليمن بأكمله.

واليوم وبعد ان غرق الوطن في البحر اللجي الذي حذر منه المؤتمر الشعبي العام، كان كبرياء البعض اكبر من الاعتراف بصوابية الخطوات التي اتخذها اكبر الاحزاب اليمنية، وعندما اراد البعض الغاء مجلس النواب، ناضل المؤتمر الى ارساء قاعدة الشرعية الدستورية، واعتبار ان مجلس النواب هو الممثل الشرعي لليمنيين، وقالوا حينها في المؤتمر ما لم قله مالك في الخمر.

ها هو مجلس النواب يصبح شرعيا في نظر من كان يعده غير ذلك، وبذلك يعترفون صراحة بأن توجهات المؤتمر هي توجهات مسؤولة من حزب مرجعيته يمنية، حزب تعاطى بايجابية مع الشأن الداخلي، ووطد علاقته بالمجتمع الخارجي، ورفض التدخل في شؤون الغير من قاعدة احترامه للدول الاخرى ككيانات مستقلة، وهو ما كان يريده من الاخرين عند تعاطيها مع اليمن.

ألم يتساءل اليمنيون من يدير الدولة منذ استقالة الرئيس والحكومة لغاية الان؟؟ اليسوا رجالات المؤتمر في الوزارات والمؤسسات الحكومية ومعهم الشرفاء الذي أبوا ان يسقط النظام كما ينادي البعض، وهذا من ابجديات ما يتمتع به المؤتمر.

رفض المؤتمر دعوات البعض لاستدعاء الشارع من جديد، معتبرا ان طاولة الحوار هي المخرج الرئيس للخروج من الأزمة، فيما تحضر الاجتماعات احزاب اخرى، وتجيش الشارع ضد ما تتحاور عليه، في تناقض كبير ينم عن رغبة تلك الاحزاب في اللعب من تحت الطاولة ومن الشارع، وهو أمر بدا مفضوحا اليوم.

نتمنى من وسائل الاعلام الداخلية والخارجية الفصل بين توجهات القائمين عليها السياسية وبين تناولاتها للشأن اليمني ، وان الافتراءات التي تحاول عبطا تسويقها لن تنال حزب جماهيري بحجم المؤتمر الشعبي العام وقياداته بقدر ما تخسر هذه الوسائل الاعلامية شريحة كبيرة من الشعب تنضوي تحت هذا الحزب الكبير انتماءا ومناصرة .

فمهما قلتم لن تنالوا من حزب كبير كالمؤتمر الشعبي العام، فمواقفه الواضحة المرتكزة على الثوابت الوطنية والوحدة المباركة التي كان شريكا في تحقيقها، كلها كفيلة بالرد الصريح والعملي على ما يحيكونه به.. وسيبقى المؤتمر الشعبي العام حزبا يدافع عن وطنه، ولن يسمح اطلاقا بأن يسلك به البعض بعيدا عن طرق الشرعية الدستورية..

*نائب عميد كلية التربية والعلوم بجامعة البيضاء
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 09:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/121254.htm