المؤتمر نت - عبدالله الحسامي
عبدالله الحسامي -
لديما حلم كما لأطفالكم أحلام
"ديما" طفلتي الصغيرة التي لم تكمل عامها الثالث .. مع كل انفجار صاروخ أو قنبلة تلقى على صنعاء.. ترمي بنفسها مذعورة ومرعوبة تبحث عن أمان في حضني أو حضن والدتها وهي تصيح وتقول "قح قح قح" وتغطي على جسمها بالثياب، درعا لأي صاروخ قد يسقط.

قطعة الكيك التي تعودت "ديما" على تناولها منتصف كل ليل مع قليل من العصير.. أصوات الصواريخ في أكثر من مرة أجبرتها على عدم تناولها وأعجز عن أخراجها من تحت البطانية التي تغطي نفسها بها وكادت ان تختنق من شدة تشبثها بها.

رائحة الموت تفوح في كل حي وفي كل قرية ومديرية وفي كل مدينة ومحافظة.. ومع ذلك لم يشبع القاتل، بل تزداد شهوته بمزيد من ارتكاب حمامات الدم.

لم نقم يوما بهاجمة السعودية حتى يجن جنونها وتقوم بكل هذا العمل الهستيري والوحشي تجاه شعب فقير لا يملك قوت يومه.. ما يقارب التسعين يوما من القصف ..خلصنا .. وبنك أهداف العدوان لم تخلص. أبسط مقومات الحياة أصبحت حلما .. لا ماء لا كهرباء لا وقود لا خبز لا غاز..لا لا.....
في بلادي لم يعد متوفرا غير الموت.. وعويل النساء وصراخ الأطفال. لم نقم يوما بهاجمة السعودية حتى يجن جنونها وتقوم بكل هذا العمل الهستيري والوحشي تجاه شعب فقير لا يملك قوت يومه.

يجلد الضحية وينتصر العالم للجلاد في زمن انعدمت فيه الإنسانية وأصبحت بالمال تباع وتشترى يا قادة العالم الحر و يا شعوب البشرية طفلتي الصغيرة ديما مرعوبة أكثر من صمتكم عن دولاب الموت الذي يطحن الحياة في بلدنا البسيط المسالم لديما ابنتي حلم كما لأطفالكم أحلام و تحب ان تخلد مع لعبتها إلى النوم بهدوء وأمان أظافرها الطرية تقطعت
من التشبث المصعوق بجدار الحياة الزلق في مواجهة صواريخ العدوان الهمجي وقنابل طائرات الغطرسة السعودية.


*اليمن اليوم
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 10:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/123234.htm