المؤتمر نت - علدالله الحضرمي
علدالله الحضرمي -
ايران اليمنية
ان كانت السعودية متيقنة ان حربها الضروس التي دخلت شهرها الرابع تستهدف تدمير ايران المجوسية لاغيرها وأنها ضبطت الاحداثيات بدقة على مواقع حساسة في عمق الاراضي الايرانية ، وان الاطفال والنساء والشيوخ الذين تقتلهم صواريخها وقنابلها وقذائفها في المدن والبوادي اليمنية هم الحرس الثوري الايراني وقوات الباسيج ، وان المنازل والجسور والمنشاءات اليمنية التي تنسفها على من فيها هي مفاعل المجوس النووية ومعامل الطرد المركزي ، فان ايران لاتحتاج الى اكثر من هذا الحَوَل العسكري والسياسي كي تستنزف السعودية نفسها بنفسها دون ان يكلف الخزينة الايرانية دولاراً واحداً.

في الحروب وفي السياسة يتيح لك العدو الغبي فرصاً لإسقاطه فهو يتكفل بإسقاط نفسه ذاتياً ، وليست الحرب السعودية على اليمن ، بإلحاحها وديمومتها ووحشيتها والإنفاق الخرافي المهول عليها ، سوى التجسيد والتجسيم والتمثيل والشرح بالصوت والصورة لمعادلة العدو الغبي الذي قالت فيه العرب قديماً: (لقد وترت قوسك ورميت نفسك ).

غير ان الدندنة بإيران ادخلها خطاب العدوان السعودي في وقت لاحق على مبتدئه الذي كان ينشد اهدافاً يمنية لا ايرانية ولا مجوسية ، وحين فشلت في انتزاع تلك الاهداف او بعضها غيرت اللحن بآخر طائفي يستهدف الشيعة الذين تسميهم الوهابية الداعشية روافض ومجوس وهو لحن يستحسنه الشعب السعودي المشحون ضد هذه الطائفة الإسلامية لحن جديد لأغنية قديمة على غرار استبدال عاصفة الحزم بإعادة الامل.

دعونا نمضي في اعتقاد ان السعودية جادة في التعاطي مع مخاوف من تقارير تقول ان ايران تخطط للانقضاض عليها وعلى دول الخليج بالصواريخ الباليسية والقنابل النووية وان الوضع على حال من الخطورة يقتضي احباط الهجوم

المحتمل بهجوم استباقي يؤدي الى تدمير القدرات العسكرية الإيرانية يكون من حق السعودية الدفاع عن نفسها بتنفيذ هجوم استباقي ولا خلاف في ذلك سوى ان ايران ليست اليمن.

ثم نمضي في اعتقاد ان للسعودية من الغباء والأغبياء الذين يرسمون سياساتها بما سمح لهم استبدال ايران باليمن بسبب ان الجرأة على ايران وخيمة العواقب واليمن اسهل منها! ، فهل أمنت السعودية على نفسها وعلى جيرانها من الصواريخ الايرانية بعد عملية الاستبدال العجيب ؟ .

وإذا مضينا في اعتقاد ان السعودية تعاني غفلة ( الزهايمر) وأعراضه التي لا تتيح للمصاب ادراك ان ايران تقع في حدودها الشمالية الشرقية بينما الطائرات والصواريخ تنطلق نحو حدودها الجنوبية الغربية التي تقع فيها اليمن ، فإن هذا النوع من المرض عضال جداً يتساوى مع الغباء الاعضل وكلاهما غير قابل للعلاج ، فما الحيلة في ظل شواهد اصابة النظام السعودي بهذين الدائين ؟.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 10:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/123401.htm