|
حمامة فؤاد الحرازي وعصا سبأ القوسي..!! قبل انتشال جثث ضحايا جرائم العدوان السعودي على بلادنا(اليمن) كان الزميل المصور الصحفي المبدع فؤاد الحرازي (قبل نحو 7 شهور) ينطلق بدراجته النارية الى مواقع القصف ليساهم بعدسته في التقاط صور آثار الدمار وتوزيعها بعد ذلك على جميع الصحف والمراسلين الصحفيين .. فجأة انقطعت رسائل زميلنا فؤاد عن بريدي الالكتروني سألت عليه وفهمت من زملاء صحفيين انه تعرض لمضايقات متكررة من اللجان (الثورجية) التي تسارع لتطويق مواقع القصف لإجراءات أمنية بالدرجة الأولى وبالتالي تمكين لجان قناة المسيرة الفضائية من توثيق أثار الدمار وتوزيعها لاحقا ، مضايقات فؤاد نجحت في التشويش على معنوياته وتعطيل مفعول طاقاته الابداعية فلا شئ باعتقادي اقسى عقوبة على المبدع والفنان من التشكيك في ولائه الوطني .. لكنها حتما لم تتمكن من تدمير عنفوانه . .... لا أُقلل هنا من جهود الزملاء في قناة المسيرة وآخرين غيرهم ،يكفي انهم يخاطرون بحياتهم تحت نيران قصف الطيران ولا احد يستطع يفيهم حقهم من الشكر والثناء .. فالقضية هنا ربما تتعلق بطريقة ادارة (انصار الله) لشئون الدولة والمرحلة بشكل عام وطريقة إدارتهم لمعركة مواجهة العدوان وهي الطريقة التي يشوبها – باعتقادي - نوع من الريبة والشكوك(المشروعة) والرغبة في الاحتكار أيضا لكن هذا الأمر قد يبدوا متفهما في غير (الساحة الإعلامية اللحظية) والتي تتطلب استغلال أمثل واستثمار جيد لكافة الطاقات والخبرات والامكانيات المتاحة وتنويع التناولات والمخرجات – هذه الساحة – من المهم الإدراك أنها باتت في ظل تطور وسائل التقنية الحديثة والاتصال الاجتماعي – باتت ساحة مفتوحة لجمهور المواطن الذي أصبح هو الآخر يؤدي وظيفة المصور الصحفي التقليدية (توثيق آثار الدمار) وبالتالي فان وظيفة الصحفي والمصور الصحفي تطورت هنا الى التحقق من صحة الصورة وتوثيق مابين وما حول وما وراء آثار الدمار وبما يخاطب أعماق الوجدان الانساني أولاً والزميل المصور الصحافي فؤاد الحرازي واحدا من أنشط الكوادر الاعلامية الاحترافية والقادرة على توظيف اللحظة بدرجة عالية من الاتقان والحس الفني الهادف لاستفزاز الضمير الانساني الذي يتعرض منذ 9 شهور لموجة ترهيب وترغيب وتخدير موضعي غير مسبوقة عبر التاريخ سقطت معها كل شعارات وقيم ومعاني الإنسانية وحقوق الإنسان وبدت فيها ساحة حقوق الإنسان سوق عكاظ (نخاسة ) عصرية يرتادها تجار قريش لابتياع احتياجاتهم من السلع الأساسية المعروضة بما فيها الأعضاء البشرية والضمائر المتنوعة. .... صحيح ان العدوان السعودي استطاع تنويم الضمير العالمي ، وان مهمة الإعلاميين في اليمن في ساحة مواجهة العدوان مهمة شاقة مقارنة بالامكانيات والأسلحة الذكية وفي ظل غلبة (منطق القوة) الحاصل ، لكنها بالتأكيد ليست مهمة مستحيلة فهي أيضا تمتلك قاعدة صلبة وثابتة من( قوة المنطق) والإيمان بالقضية وثروة بشرية محلية من الطاقات الابداعية في مختلف المجالات كأسلحة (وطنية ذكية) لايستهان بها .. لاحظوا مثلاً يوم ( الثلاثاء 5 يناير 2016) نجح الزميل المبدع فؤاد الحرازي في كسر العزلة والحصار القسري الذي فرض عليه .. رفض الاستسلام .. شعر بالخيانة حينما قرأ خبر قصف طيران العدوان السعودي (الاعمى) لدار المكفوفين .. طار فؤاد مبكرا الى مبنى الغرفة التجارية التقط صورة حمامة تقف على حطام عش صغارها المتناثر بين حطام بقايا نافذة للمبنى المرصع بالنقوش والأشكال الهندسية الفنية لأحجار تاريخية يفوق عمرها تاريخ دولة العدوان بآلاف السنين .. كان فؤاد محاربا مهيئا لأداء مهامه باحترافية عالية لم تصل اللجان بعد لتتصايح مع فؤاد وتطير الحمامة ..حتى الأحجار المفترض أنها قصفت بأقوى أسلحة الدمار الشامل أظهرتها (منصة) فؤاد من زوايا تبقى للأحجار المدمرة شيئا لافتا من انسيابية وجمال الفن المعماري ومعالم ارث حضاري لتراث إنساني عالمي يبقى قيمة هذه الحجرة المدمرة أغلى من سعر الطائرة التي قصفتها ، ويبقيها في نفس الوقت شاهد حال على إيذاء اعرق حضارة (عربية) قامت في أقدم مدينة سكنها الإنسان على وجه الارض تحت ذريعة حمايتها من التمدد (الفارسي) فيا للمفارقة ..! ...... منذ 9 شهور تنشر صور اثار الدمار وجثث الضحايا ومناظر الدماء ، وكانت صور أثار الدمار في قصف سكن المكفوفين ربما ماكانت لتختلف عن هذا السياق .. حضور فؤاد المبكر وتمكينه من التقاط صورة الطفل (الكفيف)مصطفى عبدالباري وفي يديه جثمان عصفوره (المقصوف بطائرات f16 ) وصورة الطفل الآخر المنهك حزنا فوق أمتعته باحثا عن ملجأ دافئ لزملائه يقيهم شر نيران المبصرين ، وصورة احتضان المناضل القدير يحيى سرور لأحد الأطفال ..جميعها شكلت لوحة بالغة التأثير والقسوة استجابة لها تلقائيا ريشة الفنانة التشكيلية المبدعة سبأ القوسي والمفعمة بالمشاعر الوطنية ومعاني القيم الإنسانية خلدتها اللحظة بلوحة تاريخية ومبادرة إنسانية في غاية الروعة والابداع بمنح مصطفى حمامة (دافئة) عوضا عن عصفوره ( المتهم بالانقلاب على الشرعية..!).. إبتسم مصطفى .. انهمرت دموع حوله .. أبصرها مصطفى بوضوح .. قاومها بابتسامة عريضة ابتسامة حارة لسعت جلد قاتل عصفوره .. وبدت الصورة في مجملها (عدسة فؤاد وريشة سبأ وعصفور مصطفى وحضن يحيى سرور ) بدت جميعها كما لو انها قاعة محاكمة مفتوحة وعصا سحرية يجلد بها العدوان .. ..... انها تشبه انفجار قنبلة فراغية ارتجت لها مشاعر الانسانية وما حالة الجدل المحتدمة حول مسمى ومفهوم ( الحياد – مع تحفظي على المصطلح) وكذا موجة النزوح الملحوظة الى ساحة (الانحياز للسلام والسلم والحلول السياسية والحوار ) كمبادئ سامية وقيم نبيلة إلاَ واحدة من صور ألاثار الارتدادية لما يمكن تسميتها( قنبلة فؤاد الحرازي وعصا سبأ القوسي ) كأسلحة ذكية اجزم ان تاثيراتها طالت عدد كبير من مؤيدي العدوان ومن يمكن وصفهم بـ( المغرر بهم) طالما وقد استفزت الجريمة مشاعرهم الانسانية ووخزت روحهم الوطنية وقالوا شيئاً ممنوعا من النشر ..! تحيا الجمهورية اليمنية تحيا الجمهورية اليمنية تحيا الجمهورية اليمنية |