المؤتمر نت - لقد كان للسعودية اليد الطولى في إيصال اليمن الى مرحلة الفوضي ماقبل 17 يوليو 1978م وباءت كل محاولاتها بالفشل بما في ذلك عدوانها الاخير المستمر على بلادنا وشعبنا.
فهي من تورطت بقتل الرئيس السابق ابراهيم الحمدى ومن ثم زعزعة الامن داخل الشطر الشمالي

إعداد ومتابعة : علي الشعباني -
الزعيم الصالح .. حنكة قيادية ومشروع حضاري.. الفارس الحميري في وجه المؤامرات
انتخب الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام -حفظه الله- في 17 يوليو 1978م، ليسجل التاريخ اليمني ان هذا اليوم هو اول يوم وصل فيه أول رئيس للجمهورية في اليمن بشطريه الشمالي والجنوبي آنذاك إلى السلطة بطريقة سلمية عبر الانتخابات من السلطة التشريعية، في وقت كان فيه مجرد التفكير بالجلوس على كرسي الحكم مغامرة قاتلة خاصة وأنه في أقل من عام قُتل رئيسان في الشطر الشمالي الذي كان يعيش حالة من الاضطراب السياسي والفوضي بعد مقتل الرئيس الحمدي وأعقبه مقتل الرئيس الغشمي وتآمر السعودية على الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 اكتوبر عبر مرتزقتها الذين لايزالون يمارسون نفس الدور منذ ذلك الحين..

لقد كان للسعودية اليد الطولى في إيصال اليمن الى مرحلة الفوضي ماقبل 17 يوليو 1978م وباءت كل محاولاتها بالفشل بما في ذلك عدوانها الاخير المستمر على بلادنا وشعبنا.
فهي من تورطت بقتل الرئيس السابق ابراهيم الحمدى ومن ثم زعزعة الامن داخل الشطر الشمالي وظلت تشن حربها على الشطر الجنوبي للمزيد من الصراعات والفوضي والتخريب ولكن كل محاولاتها فشلت والفضل يعود بعد الله في ذلك للزعيم علي عبدالله صالح حفظه الله..
لقد تجسدت شجاعة الزعيم علي عبدالله صالح الذي أثبت حبه الصادق لوطنه واستعداده الكامل للتضحية في سبيله..

فكان يوم 17 يوليو 1978م اليوم الفاصل في تاريخ اليمن المعاصر فقد تحمل الزعيم علي عبدالله صالح- رئيس الجمهوريه السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام- على عاتقه مسؤولية إدارة دولة كانت تعاني من ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وعسكرية شديدة التعقيد والصعوبة، فتحمل الزعيم مسؤولية قيادة الوطن بجدارة واقتدار..
حاملاً على عاتقه احلام الشعب اليمني العظيم في التنمية والتطور والازدهار والتوحد وهو حلم الشعب الذي يعكس تطلعات اليمنيين فالزعيم علي عبدالله صالح حفظه الله هو من حقق اهداف الثورة اليمنية التي ضحى من أجلها مناضلو ثورة سبتمبر واكتوبر وبذلوا دماءهم وأرواحهم رخيصة من أجل تحقيقها.
وبفضل حنكته القيادية وعبقريته الفذة ومشروعه الحضاري والوطني الكبير الذي كان يحمله، غدت اليمن في عهده دولة لها كيانها ومكانتها بين الدول، لذا نستطيع القول ان يوم الـ17 من يوليو أحد أهم المحطات التاريخية المهمة في تاريخنا الحديث والمعاصر، ونقطة غيرت وجه التاريخ اليمني وحققت الكثير من المنجزات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية، ومن خلاله تم إرساء دولة النظام والقانون ووضع الأسس المتينة لأركان الدولة اليمنية الشامخة

مايحدث اليوم في اليمن من ازمات سياسية وعدوان خارجي يحاول إذلال اليمنيين وتدمير ما تم تشييده من مكاسب خلال ثلاثة عقود يجعلنا نتذكر ماسبق 17 يوليو لعام 78م من القرن الماضي العديد من الانقلابات العسكرية التي كانت الوسيلة الوحيدة للوصول إلى السلطة وبسماتها وأساليبها الضيقة المتمثلة بالاغتيالات السياسية التآمرية التي زجت بالشطرين في سلسلة من الحروب الأهلية، التي لا نتذكر عنها سوى الدماء والدموع التي ستبقى قصصها المأساوية محفورة في ذاكرة الشعب اليمني جيلاً بعد جيل ما بقيت الحياة على الأرض.. إن أحداث نهاية السبعينيات أودت بحياة رئيسين محولة زوابع خلافات النظامين إلى إعصار كاد أن يقذف باليمن إلى مهاوٍ لا قرار لها من الفتن والصراعات والحروب.. لقد شهد الزعيم الصالح تلك الأحداث التي مرت بها البلاد سواء أكان مواطناً أو جندياً وضابطاً في صفوف المدافعين عن الثورة اليمنية والمناضلين من أجل انتصار ثورته واستعادة وحدته حيث كان قيادياً عند خطوط التماس بين الشطرين، وبعدها قريباً من موقع القرار كقائد للواء تعز، كذلك ساهم في صناعته في تلك الفترة حين كان نضجه السياسي في ذروته ورؤيته الوطنية والتي خلص فيها الى أن عدم إعادة وحدة الوطن هو العامل الأساس المؤثر سلباً على الأوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، غير ان إرادة الخالق عز وجل شاءت ان يتسلم زمام الأمور في اليمن قائد محنك شهد له العالم أجمع بذلك، حيث تم انتخاب الزعيم علي عبدالله صالح رئيساً للشطر الشمالي من البلاد عن طريق انتخابات مجلس الشعب التأسيسي في خطوات دلت على الديمقراطية، في وقت كانت فيه صنعاء تعاني من ضعف الدولة وعدم قدرتها على بسط نفوذها على جميع القبائل والمحافظات الشمالية..

لم تنتهِ الاشهر المتبقية من عقد السبعينيات إلا وقد نزع فتيل الوضع المتفجر بين الشطرين والذي عبرت عنه المواجهة بينهما عام 1979م وضعت الجميع داخل الوطن وخارجه - إقليمياً وعربياً ودولياً- أمام حقيقة أن الزعيم علي عبدالله صالح قائد شجاع ومقدام ليس ذلك فحسب بل أنه أيضاً سياسي محنك وحكيم مقتدر على إخراج اليمن مما هو فيه مبرهناً من خلال قيادته لمحادثة الكويت إنه زعامة وطنية فذة.. وبعد أعوام من تقلده الحكم وتجاوزه لمحاولات الاغتيال التي تعرض لها والانقلابات التي قام بها الناصريون بعد أشهر من انتخابه أثبت الزعيم الصالح انه صاحب مشروع حضاري كبير، يهدف إلى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية القائمة على الديمقراطية وعبر الحوار والأساليب السلمية ووفق الأسس التي اتفق عليها في القاهرة وطرابلس والكويت.. عمل الزعيم خلال الفترة الممتدة من 80-89م عبر حركته الدؤوبة صوب إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، فكانت زيارته الأولى لعدن عام 1981م والتي كانت الأولى لرئيس من الشطر الشمالي إلى الشطر الجنوبي للوطن وتوالت اللقاءات الوحدوية فكان لقاء تعز عام 1982م الذي خرج باتفاقات إنشاء مجلس يمني لمتابعة تنفيذ الاتفاقات الوحدوية، إضافة إلى إنشاء مؤسسات مشتركة أثمرت في 1989م عن توقيع اتفاقية تحدد فيها موعد اعلان إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المنجز الوطني الاستراتيجي لشعبنا والحلم الذي طال انتظاره، وقد تحقق عبر الحوارات والاتفاقات السلمية التي اتفق فيها على فترة انتقالية يتم فيها تقاسم السلطة بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني، وصولاً إلى إعلان قيام الجمهورية اليمنية في الـ 22 من مايو 1990م، وتشكيل مجلس رئاسة برئاسته مقابل النيابة ورئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب ووزارة الدفاع للحزب الاشتراكي اليمني، وبهذا المنجز مثل يوم الـ 22من مايو 1990م امتداداً موضوعياً ليوم الـ 17 من يوليو 1978م ليمثل الزعيم علي عبدالله صالح زعامة وطنية حققت في ظل قيادته لليمن أعظم إنجاز هو الوحدة المباركة ونهجها الديمقراطي، وهو الذي بقيادته انتصرت وترسخت قناعة الإنسان اليمني بأن هذ القائد الفذ في تاريخ اليمن قادر على قيادة الوطن في خضم التحديات ليصل بسفينته إلى بر الأمان .
قائد لمسيرة أمة ..

لقد تحققت في عهد الزعيم علي عبدالله صالح إنجازات كبيرة في شتى المجالات رغم الصعوبات والعراقيل التي كان يزرعها معارضوه، وأصبح عن جدارة القائد التاريخي الوحدوي الديمقراطي الذي قاد بنجاح معركة الدفاع عن الوحدة والديمقراطية بشجاعة وبسالة، كما أظهرت قرارات العفو ما لديه من قيم التسامح والحرص على المصالحة الوطنية والميل إلى العفو عند المقدرة حيث استطاع تضميد الجراح وإعادة بناء ما دمرته الحرب سواء في المناطق الوسطى بداية ثمانينيات القرن الماضي أو في حرب الدفاع عن الوحدة عام 1994م، مجسداً ما لديه من عبقرية وبُعْد نظر ضاعفت من دوره ومكانته التاريخية الضاربة جذورها في تاريخ اليمن الجديد باعتباره باني أمجاد اليمن الحضاري والمعاصر دون منافس ..

ان ما حققه الزعيم خلال فترة حكمه التي استمرت 33 عاماً تحولات ديمقراطية جميعها كانت بطرق سلمية وبانتخابات حرة نزيهة جعلت الكثير من الساسة والاقتصاديين المحليين والدوليين يصفونه بزعيم اليمن ونبراس مسيرتها الديمقراطية ورمز وحدتها المتينة بفضل تسامحه الذي ظهر جلياً بمنح المتمردين والمغرر بهم فرصة النجاة بجلودهم ومغادرة الوطن بسلام، وبدليل إصدار قرار العفو العام على المغرر بهم من القيادات الانفصالية.
اليوم هاهو الزعيم علي عبدالله صالح يقف كالجبال اليمنية الشامخة امام العدوان السعودي على اليمن وامام كل المحاولات والضغوط الدولية عليه وعلى الشعب اليمني ليثبت للعالم واليمنيين انه الحامي والمدافع الاول عن الثورة والجمهورية والديمقراطية والوحدة منذ 17 يوليو 1978م وحتى 2016م.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 03:39 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/131037.htm