المؤتمر نت -
هكذا يحارب مسلمون أمريكيون "الإرهاب"
عبد الرحيم شمس الدين إمام مسلم لا ينتقد سياسة الرئيس الأمريكي جورج بوش حيال "الإرهاب"، وكل من يواظب على الصلاة في مسجده يعرف أنه لا يتسامح مع من يشك مجرد الشك في أن له علاقة من قريب أو بعيد بهذا "الإرهاب".
وتوضح صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الخميس 12-8-2004 التي عرضت بعيونها للطريقة التي يحارب بها مسلمو أمريكا ما أسمته "الإرهاب" أنه قبل كل صلاة يستقبل شمس الدين المصلين في مسجد "جوهرة الإسلام" أحد أكبر مساجد مدينة فينيكس الأمريكية، ثم ينبههم محذرًا من أن طرح "الأفكار الإسلامية المغرقة في المحافظة" للمناقشة المفتوحة على الملأ والجدال حولها ليس محل ترحيب، خاصة تلك الأفكار التي كانت أثيرة ومحبب النقاش حولها قبل أحداث سبتمبر 2001.
ونسبت إليه القول: "نحن نتبع القرآن الكريم، وسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.. ولو تمسك المسلمون بهما لما حدثت مشاكل".
وتروي "كريستيان ساينس مونيتور" واقعة رفض شمس الدين لمطلب نحو 20 من الدعاة طلبوا تمضية ليلة بمسجده في فينيكس، لكنه رفض لأنه لا يعرفهم، وبعضهم من الشبان ذوي الملامح الشرق أوسطية؛ لذلك فقد توجس منهم خيفة.
وعلى الرغم من أن هذا الموقف يراه البعض متشددًا غير أن هذا الخط المتشدد أصبح منتشرًا في مساجد أمريكا؛ لذا يعلق ماهر حتحوت المتحدث الرسمي باسم المركز الإسلامي في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الجنوبية بقوله: "فيما نشجع الجهر بآرائنا بحرية على الملأ، نريد من المسلمين أن يكونوا على حذر من أن العقيدة لن تتسامح معهم، أو تقبل منهم أي سلوك إجرامي أو التغطية عليه".
ولتصوير مساهمات مسلمي أمريكا في "الحرب على الإرهاب" داخل الولايات المتحدة، تزعم الصحيفة الأمريكية أن زعماء المسلمين الأمريكيين يحشدون طاقاتهم عبر طول البلاد وعرضها لتخفيف الأثر السيئ للإرهاب الذي يجد أذنًا صاغية في حوالي 1200 مسجد بأمريكا، مشيرة إلى أن هذه الحملة تتزامن مع رفض قاضٍ يوم الثلاثاء 10-8-2004 الإفراج بكفالة عن رجلين يرتبطان بأحد مساجد مدينة آلباني بولاية نيويورك، أحدهما إمام المسجد وهما متهمان بالضلوع في عملية غسيل أموال لتمويل شراء صواريخ محمولة على الأكتاف لاغتيال سفير باكستان في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتسببت تلك القضية في صدمة الجالية الإسلامية التي تتراوح بين 5 و7 ملايين مسلم- بحسب تقدير الصحيفة التي قالت إنها عصفت بمصداقية الجالية المسلمة أمام السلطات الأمريكية فيما يتعلق بالمساهمة والعون في "الحرب على الإرهاب".
وكان مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) قد دعا وسائل الإعلام الأمريكية إلى تجنب استخدام الأنباء المتعلقة بحادثة مسجد مدينة آلباني كذريعة للربط بين جميع المسلمين الأمريكيين والعنف.
وألقت السلطات الأمريكية يوم 5-8-2004 القبض على الرجلين المسلمين في حادثة جذبت اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية.
وقال كير في بيان: "إن الاتهامات التي وجهتها الحكومة إلى الرجلين هي مصدر قلق عميق للمسلمين الأمريكيين.. ندعم بقوة أي جهود قانونية تهدف إلى ضمان أمن وسلامة بلدنا".
وأضاف البيان "يجب علينا جميعًا أن نتذكر -مع تطور التحقيقات في هذه القضية- أن كل متهم بريء حتى تثبت إدانته أمام القضاء، كما علينا أن نتذكر أنه لا ينبغي استخدام الاتهامات الموجهة لبعض الأفراد لطلاء مجموعة بشرية بأكملها (المسلمين الأمريكيين) بلون الإرهاب".
وأشار البيان إلى أنه "استُغلت حوادث متشابهة بشكل متكرر في الماضي من قبل أفراد ذوي أجندات سياسية ودينية متطرفة لتشويه صورة المسلمين، ولتجريد صورة الإسلام من صفاته الإنسانية"، في إشارة إلى الهجوم الذي يقوم به بعض رجالات الدين والسياسة على الإسلام، مستغلين بعض الممارسات التي لا تعبر عن الإسلام، ولا يرضى عنها المسلمون.

وردًّا على حوادث سابقة، سعى قادة وزعماء المسلمين الأمريكيين لإصلاح ما أفسدته هذه القضايا عن طريق خطوات، حيث سارعت منظمات مسلمة أمريكية بالرد على مزاعم لعضو مجلس النواب بيتر كينج وعضو لجنة الأمن القومي في المجلس الذي أذاع على الهواء من خلال إحدى محطات الإذاعة أن مسلمي أمريكا لا يتعاونون في الحرب على الإرهاب، وأن 85% من مساجد أمريكا تغص بالقيادة المتطرفة.
كما أطلق "كير" عريضة على الإنترنت وقع عليها نحو 684 ألف مسلم لإنكار الفظاعات التي ترتكب باسم الإسلام فور ذبح الرهينة الأمريكية نيكولاس بيرج في العراق في شهر مايو 2004، وعنونت تلك العريضة باسم "ليس باسم الإسلام".
وبالتعاون مع الشرطة الأمريكية دشن مجلس الشئون العامة الإسلامي برنامجًا من 5 خطوات روّج له في أكبر 30 مسجدًا أمريكيًّا غير مئات أخرى منها، وكان من بين خطواته إرشاد مسلمي أمريكا بشأن كيفية مساعدة القانون والشرطة إذا ما شك أحدهم في أي نشاط إرهابي في مسجد ما، وكذلك التأكيد على أن الإرهاب ليس من الوسائل التي ينتهجها الإسلام، فضلاً عن تنمية مهارة مسلمي أمريكا في الكشف عن الأنشطة الإرهابية.
ويقول نادر المكاوي المتحدث الرسمي باسم مجلس الشئون العامة الإسلامي: "إن المفهوم الواسع لإنشاء ثقافة مغايرة في المسجد أحد أعظم مسؤولياتنا، وهي مراقبة الأنشطة"، وأردف موضحًا "نحن نريد الحفاظ على سجلات مالية واضحة ودقيقة ومنشورة للتأكد من أن كل الأموال التي يتلقاها المسجد قانونية".
لكن كل هذا لا يكفي الحكومة الاتحادية ولا يقنع مكتب التحقيقات الاتحادي ويدعوان المساجد لـ"بذل المزيد في الحرب ضد الإرهاب وأن يمثلوا شركاء أساسيين لنا". بل إن بعض المسلمين يريدون مزيدًا من العمل الإيجابي في هذا الصدد.
وقال كمال نواش: "نحن لا نعتقد أن غضب وشجب المنظمات الإسلامية كان كافيًا"، ونواش محام فلسطيني مهاجر أسس في مايو 2004 ما أسماه التحالف الحر للمسلمين ضد الإرهاب، وأنشأ موقعًا على الإنترنت يمكن للمسلمين فيه الإبلاغ عن أي نشاط مريب.
المصدر اسلام اون لاين
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/13491.htm