آيات القرآن حافلة بالرد على اتهام المسلمين بأنهم مصدر الإرهاب أكد الدكتور شكور الله باشا زاده، شيخ الإسلام ورئيس الادارة الدينية لمسلمي إقليم القوقاز ومفتي أذربيجان، أن العالم الاسلامي يعيش مرحلة تاريخية صعبة نتيجة حملة الدعاوى الزائفة التي تهدف الى تشويه حقائق الاسلام وقيمه واتهامه زورا بأنه مصدر الاضطراب والارهاب. وقال مفتي أذربيجان في دراسة له بعنوان «التسامح في الاسلام» قدمها للمؤتمر الاسلامي الدولي السادس عشر الذي نظمه المجلس الأعلى للشوون الاسلامية بالقاهرة حديثا: «لا يمكن إهمال هذه الدعاوى التي تستهدف تشويه صورة الاسلام والمسلمين في نظر غيرهم وتظهرهم كالمتعصبين والارهابيين»، مؤكدا أن هذه الدعاوى لا أصل لها وربما قد تولدت نتيجة ممارسات تجمعات اسلامية متشددة تتمسك بأفكار سياسية ومستندات فقهية لا تستند الى جوهر الروحانية بل تشوه أمر الدين عامة وتعمد الاساءة الى الاسلام والمسلمين خاصة بجلبها عليهم الكوارث. وطالب الدكتور شكور الله باشا زاده بان يسير العمل الاسلامي نظريات وتطبيقات في اتجاهين; الاتجاه الأول: نقد ورفض الافكار والممارسات الخاطئة للجماعات الاسلامية المتطرفة المتعصبة، الاتجاه الثاني: الرد على المزاعم الخبيثة والدعاوى الباطلة وابراز القيم والتعاليم والمثل العليا للاسلام من السمو والوسطية والمساواة بين الناس والعمل بين البشر والسلام والتسامح. ويشير الى أنه بالرغم من أن الاسلام هو المذهب السائد في دولة أذربيجان وان الارثوذكسية واليهودية تمثلان الاقليات الدينية، الا ان حرية الاعتناق مكفولة للجميع ولا تفرقة بين المواطنين هناك بسبب دينهم، فالديانة مسألة شخصية تعود للفرد وضميره وللمسلمين وغيرهم من المتدينين حق دستوري في ممارسة شعائرهم بحرية تامة. أكد زاده ان التسامح الديني في اذربيجان يتجلى في الكثير من الصور الرائعة منها ما حدث في بداية القرن العشرين عندما رأى أحد الاغنياء المسلمين هناك ويدعى الحاج زين العابدين تزايد عدد النصرانيين في البلاد نتيجة تدفق الأجانب بعد اكتشاف الثروات النفطية وعجز الكنائس الموجودة عن استيعابهم فتكفل ببناء كنيسة مريم الجديدة عام 1907. وبعد مرور مائة عام تقريبا من ذلك التاريخ، وفي عام 2003 تولى أحد رجال الاعمال الاذربيجانيين تمويل نفقات ترميم هذه الكنيسة بما يعكس قيمة التسامح المتأصلة في الاسلام والمسلمين، مشيرا الى ان القرآن حافل بدعوة المسلمين الى التسامح والتعايش مع أصحاب الديانات الأخرى والاعتراف بسماوية اليهودية والنصرانية. وأوضح شيخ الاسلام بالقوقاز ان التعددية الحضارية والدينية تفتح امام المجتمعات الانسانية الطريق نحو السباق الصحيح في مجال الخيرات ولابد من فتح قنوات الحوار بين الثقافات والحضارات والاديان لتنال المجتمعات الانسانية ما ترجوه من سلام، فالتسامح هو القدرة على التحمل والصبر على ما يعتقده الآخرون مهما كان اختلافهم في الاعتقاد ولا بد للمسلمين من فهم الآخر; عقيدته وثقافته واحترامهما، فالتسامح الذي يحتاجه العالم المعاصر يتطلب الابتعاد عن التعصب والظلم حتى يأمن كل انسان على نفسه ومعتقداته من عدوان الآخر ولا يستطيع مجتمع بشري في عصر من العصور ان يدوم ويستقر ويزدهر إلا اذا عم التسامح حياة اعضائه على أسس الاحترام المتبادل، والمعرفة السليمة بمعتقدات الآخرين تساعد على نزع سلاح الشر وتجنب اصطدام الحضارات. عن : الشرق الأوسط |