المؤتمر نت -

احمد غيلان -
نستطيعُ معكَ صَبْراً
نعم .. نستطيع ان نسير معك وحولك وخلفك الى ابعد مدى يمكن ان تسير بنا اليه ، دون ان نسألك الى أين ولماذا ، ونحن على ثقة مطلقة انك تمضي بنا في الطريق الصواب ونحو هدف مشروع ، وغاية نبيلة وشرف عظيم ، وبنية حسنة صادقة.

ونستطيع ان نتحمل بعض متاعب السير في طريق انت اخترته ، وتسير بنا ومعنا وقبلنا فيه ، بدراية الربان الماهر الذي يدرك تضاريس المسار وتعاريج المسالك ، ويجيد تقدير المتاعب ، ويدري الفرق بين المتعب والاتعب والاكثر تعبا .

ونستطيع - معك وحولك وإلى جوارك - ان نتغلب عل عواطفنا ومشاعرنا وبعض ما تلتقطه حواسنا من منغصات واستفزازات، ونبتلع كثيرا من الغصص والمواجع التي نثق انها اهون مما يمكن ان نتجرعه لو اننا خالفناك ورفضنا ابتلاع صغارها القابلة للابتلاع اتقاء لكبارها المحتملة.

نستطيع ولدينا الاستعداد بقناعة كاملة أن نصبر ونتجرَّع المُرَ - إن دعوتنا إلى ذلك - بطيب خاطر وقناعة ضمير ، ويقين مخلص انك تتجرعه معنا - ان لم تكن قد تجرعته قبلنا - وبإيمان كامل اننا نتقي ما هو امرَّ من المُر .

نستطيع معك صبراً ونحن نؤمن انك بشر تخطئ وتصيب ، ولكننا خبرناك أقل اخطاء منا ومن غيرك من بشر هذا العصر وهذا العالم ، وان كثيرا من اصوب اعمالنا واقوالنا وتقديراتنا نحن والاخرين كانت نتائجها اسوأ واخطر واكثر ضررا من نتائج وآثار اكبر اخطائك وخطاياك .

وحينما نقول أننا مستعدون وقادرون ونستطيع أن ننفذ ما تأمر به ، ونجسد ما تهدف إليه ، ونتمثل ما تتوجه وتوجه بقناعة وصبر ودون جدل ، فإننا لا نفعل ذلك خبط عشواء أو رجما بالغيب أو مقامرة، أو عنادا أو ردة فعل لأي فعل أحمق أو قول أخرق أو سلوك مستفز يقترفه أحد الحمقى أو الجهلة ، بل إيماناً وثقة بأنفسنا وبك وبالمكانة التي نحن وأنت فيها ، وبالقيم التي نحملها ، وبأننا أكبر من الصغائر ، وأقوى من أن تدفعنا حماقة إلى الحماقة .

نستطيع معك صبراً على خير وشر ، على سراء وضراء ، على حلو ومر ، على شدة ورخاء ، على حياة بكرامة أو موت بشرف ، على الصمود والإباء والعزة والشموخ فوقها أو تحتها .

نستطيع معك صبرا وجلدا ومرونة وتحمُّلاً لجبال المشقات ، ونحن على دراية كاملة أنك لست نبياًّ ولسنا صحابة ، ولست إلهاً ولسنا ملائكة ، ولست صنماً ولسنا كهنة ، ولست إماماً ولسنا أتباعاً ، ولست ملِكاً ولسنا مملوكين ، ولست إبليس الأكبر ولسنا شياطين صغار ، ولست سليمان ولسنا المخلوقات المسخرة له بأمر الله ، ولست السامري ولسنا موسى وهارون وأتباعهما ، لكنك ابن الأرض التي خُلقنا من ترابها وسنموت عليها ونُدفن في طينها ، ابن القبيلة ، ابن القيم ، ابن الأعراف ، ابن التقاليد ، ابن التسامح ، ابن الإنسانية ، ابن القوات المسلحة ، ابن النضال ، ابن الوسطية والاعتدال والحرية ، ابن شمال اليمن وجنوبها وشرقها وغربها ووسطها ، ابن الأمنيات والآمال التي تحلق في مخيلة كل مواطن حُرٍّ شريف ، ابن كل شرائح المجتمع اليمني ، ابن ( الفلاحين الذين عجنت تربتهم أنامل الأشعة وقُبلات المطر ) كما قال أديب اليمن وفيلسوفها الخالد عبدالله البردوني .

نستطيع معك صبراً بلا مناصب ولا مواكب ولا مراكب ولا مكاسب ، ولا قرارات ولا امتيازات ولا هبات ولا مرتبات ، ولا عطايا ولا مزايا ولا هدايا ، ولا سلطة ولا ملك ولا بنك ، لأننا نعلم علم اليقين أن هذه الأشياء كلها - على أهميتها - ليست أنت وليست نحن ، وليست قوتك ولا قوتنا ، ولا تمثل أدية قيمة في معادلة ما بيننا وبين تنظيمنا الرائد وزعيمنا القائد ، ولا يمكن أن تكون محوراً من محاور علاقتنا بك وعلاقتك بنا وعلاقتنا نحن وأنت وتنظيمنا بالوطن " الهوية والأرض والشعب والنضال والتاريخ والحياة والوجود والخلود ".

نستطيع معك صبرا وسيراً على الأشواك ، رجالا ونساءً عقلاء أسوياء فرساناً شجعان ، وأهل إرادة وبأس ورأي وقول وفعل وأثر، لا قطيعاً مسلوب الإرادة يُساق بلا دراية ولا مشيئة ، طوعا لا جبراً ، حُبّاً لا تبعيةً ، وعياً لا جهلا ولا ضلالا ، قناعة لا تعصباً ، ثقة لا تجريبا ولا تخميناً ، وفاءً وعرفاناً لا مِنَّةً أو عطفاً أو شفقة ، انتصاراً لفضائل وقيم انتصرت لها وانتصرت بها ، ونحن أهلُ للانتصار لها وبها معك وإلى جوارك وعلى خطاك .

نستطيع معك صبراً ونحن ندرك حق الإدراك من نحن ومن هو علي عبدالله صالح ، ومن هو المؤتمر الشعبي العام ومن هم المؤتمريون وما هو الوطن وما هو ومن هو اليمن ، وندرك ماذا نريد وماذا يريد الشعب والوطن والتاريخ منا ومنك ومن المؤتمر ومن كل مواطن يمني حر شريف ، وندرك ما نحن وأنت والمؤتمر والشعب والوطن وشرفاء اليمن جديرون به اليوم وغداً وإلى ما شاء الله .

نستطيع معك صبرا ونعاهدك على الوفاء والولاء ، والبقاء على القيم الوطنية والإنسانية النبيلة التي جمعتنا حولك ، وآمنَّا بها جسر اتصال بيننا وبين من يؤمن بها ، واتَّخذناها فُرقاناً بيننا وبين من ينكرها أو يتنكر لها إلى أن نلقى الله بها وعليها حُجَّةً لنا أو علينا .

نستطيع معك صبراً ونصراً ، ونحن إلى جوارك صموداً وذخرا وفخراً وشدَّ أزرٍ ، ومن حولك وخلفك وبين يديك شموخاً يستمد شموخه منك ومن كل مفردة شموخ خلقها الله على هذه الأرض التي نتقاسم معك شرف الانتماء لكل ذرة تراب ونسمة هواء وقطرة ماء فيها ، وكل مفردة نقاء ومعلم إباء خصها الله بها .

نستطيع معك صبراً وقلوبنا مشبعة بيقين مطلق أن عاقبة الصبر النصر ، وأن ذروة سنام الإيمان الصبر ، وأن كل خيرات وبركات الله في الحياة وبعد الممات لا يُلقاها إلاَّ الذين صبروا ، وأن تواصينا بالوفاء للأوفياء وصدق الولاء والانتماء للوطن والصبر والثبات في الشدائد والمحن من الحق والإيمان والأعمال الصالحة ، وأن تواصينا بهذه القيم النبيلة قد يكون منجاة لنا من الخُسر ، الذي جعله الله سبحانه وتعالى إحاطة ثابتة بالإنسان في كل زمان ومكان .. " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " .
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 09:44 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/137746.htm