في ذكرى 17 يوليو شكل يوم 17 يوليو 78م منعطفاً في تاريخ اليمن الحديث تماماً كما هو يوم 21 فبراير 2012م، حيث ما بعد مختلف عمّا قبل.. كلياً، والعامل المشترك بين التاريخين هو الزعيم علي عبدالله صالح.. في 78م استطاع المقدم علي عبدالله صالح أن يملأ فراغ السلطة في الشطر الشمالي من الوطن، وكان كرسي الرئاسة لا يزال يقطر دماً بعد مقتل ثلاثة رؤساء، اثنان في الشمال (الحمدي والغشمي)، والثالث في الجنوب (سالمين). وفي سنوات حكمه الأولى، وضع حداً للاقتتال على السلطة في الشطر الشمالي، وبتحقيقه للوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو 90م وضع حداً مماثلاً في الجنوب، والذي كان غارقاً في تداعيات مجازر 13 يناير 86م فضلاً عن انهيار الاتحاد السوفيتي، كما وضع حداً للاقتتال بين الشطرين، وعاد الوطن موحداً وبشكل لم يشهده تاريخ اليمن قديمه وحديثه حتى في عهد سيف بن ذي يزن. وفي 21 فبراير 2012 تخلى المشير علي عبدالله صالح عن السلطة بمفاوضات هندس لها هو لإخراج اليمن من أتون حرب أهلية كان يتمناها أرباب أزمة 2011م.. الإخوان المسلمين وبتمويل قطري. وكما هو الإجماع الدولي اليوم، فقد ترك صالح بتخليه عن السلطة فراغاً لم يستطع أحد ملأه، والنتيجة ضياع اليمن في أتون اقتتال وعدوان واحتلال وأكبر كارثة إنسانية في العالم.. ولا شيء في الأفق يلوح عن عودة النظام والقانون والدولة الموحدة. *مدير تحرير صحيفة "اليمن اليوم" |