تحديث الخطاب الديني بين العلمانية والمعاصرة اجتهد كثيرون حول تحديث الخطاب الديني خروجا بالإسلام والمسلمين من دائرة التفكك والتقوقع والسطحية التي أفرزت نصف جهلة جمدوا علي انتقاء مما سلف, قادوا من علي شاكلتهم نحو العنف بحثا عن سلطة تحت مظلة الدين وهو من دوافع دعواهم بريء, ولو صحت دعواهم لصدق ف قولهم.كثرة من المجتهدين ولهم صوت مسموع من خلال مساحة اعلامية أو تثقيفية تتباين نظرتهم الي الدين بتباين ادراكهم ربطوا ربطا مباشرا بين تقدم غربي قاطرته العلمانية وتخلف شرقي كابحات سرعته عقيدة أوردته موقع التخلف. لا أدعي شرف التفقه في الدين, لكنني أحمل علي عاتقي أمانة كلفت بها فرض عين ألا وهي التدبر والتفكر والتبصر ليحسن إسلامي وإيماني التزاما واتباعاإذن بداية طريق التعرض أن أتناول نشأة العلمانية وعلاقتها بالإسلام. جاءت الثورة العلمانية إثر عصور تخلف وإظلام بل وانحطاط حضاري نشأ عن الانفراد بالسلطة تحت مظلة الحق الإلهي أو الحق المقدس الذي كرسه تجاوز كهنة الكنيسة حدود العلاقة السمحاء مع السماء واغتصابهم السلطة الزمنية وفرض الولاية والوصاية علي المجتمع فجمد دون حراك مع الزمن. جاءت الثورة العلمانية تعيد تحرر العقل والتجربة والاختيار وتعيد الكنيسة إلي سابق وضعها رسالة متجردة إلي السماء, وقد انقسم رواد الثورة العلمانية فريقين: أحدها مسرف علي نفسه مادي ملحد يري أن لله وظيفة انتهت بتمام الخلق تاركا مع مخلوقاته آليها دون حاجة إليه فأحلت العقل محل الله, والثاني مؤمن بالله يعمل عقله ويسعي إلي الكنيسة مؤمنا بأنه لا غني له عن الله خالقه وراعيه فقرن العمل العقلاني بربه ملتزما بتكليفاته, لكن للأسف كان الفريق الأول أكثر عددا وكان متناميا لهروب كثير ممن كان يعبد اللي حرف من تكليفاته.وإذا نظرنا إلي الإسلام لوجدنا محكم كتابه يأمر بالتدبر والتفكر والتبصر حتي في النفس البشرية وظواهر الحياة الدالة علي وجود الله ليكون دينهم عن قناعة غير مكرهين عليه, من ثم هو دين عقلاني رؤيته متطورة بتطور الزمان لتطور الحضارات والمتأملين فيها بحثا عن عماالأرض وهم خليفته عليها. ليس هذا قولي وحدي أو قول عشيرتي إنما هو أيضا قول علماء ومستشرقي الغرب من أمثال مونتجو مري وات وكاتاني ليون ومونتيه ادوارد وتوماس ارنولد وفيليب حتي وغيرهم وهم يؤكدون انه دين عقلاني واضح بسيط, مهدت مرونته ونعومته لانتقال أتباعان أخري إليه, ورأي كثير منهم أن المستقبل للإسلام علي حساب الضغط الداخلي للغموض والصعوبة والسفسطة المذهبية في أديان أخري, وأنه مازال قوة فاعلة رغم كل ما يحاك حوله من المتربصين به ومن أتباعه الذين استظلوا به لأهداف دنيو اذا كان الأمر كذلك وليس في الاسلام وسطاء بين العبد وربه وأنه دين عقلاني فما حاجته إلي العلمانية التي قامت لتحرر العقل والتجربة والاختيار من سطوة وجبروت الكنيسة الغربية وكهنتها ومن والاها من رجال السلطة الزمنية.الواقع أن البداية كانت نابليون, وقد كانت مواجهة الأزهر له عاتية, ومحاولته الالتفاف حولها بادعاء اتباع الإسلام مع إذن بالسكر مفضوحة, فهدته عبقريته إلي كسر صلابة الإسلام والتفاف أهله حوله عقيدة وثقافة بالاختراق العلماني لمباديء الشريعة والثقاقة اية فتحلل معها الهوية الإسلامية أيضا, وسار نابليون ومن تبعه من مستعمرين لبلاد الشام وشمال إفريقيا قدوة لمن أتوا بعدهم, وفي أيامنا هذه اتجه كثير من كتاب الغرب وساسته وإعلامه إلي ذات المستهدف ورصدت ملايين الدولارات لعلمنة التعليم في الدول الإسلامية لتلروافد غير متعظين بفشل الشيوعية بجبروتها مع دين له رب يحميه. من هنا أري أن تحديث الخطاب الإسلامي يأتي من خلاله إذ إن التفكر والتدبر والتبصر وإعمال العقل فرض عين علي كل مسلم إذن فالله أمر كل جيل بإعمال العقل في زمانه, فعجلة الزمن تدور, وهو خليفته في الأرض وعليه عمارها الأمر الذي يوجب إعادة فتح باب الاجتهاد تحبنعمة الله علي عباده وارتقاء بمجتمعاتهم الأمر الذي لا يتحقق إلا باطلاق الطاقات البشرية غير متوقفة عندما انتهي إليه السلف مع تباين لغات العصور, حبذا لو تباينت لغة خطاب الدعاة مع كل مجتمع من منظور احتواء همه الإيماني لهمه الدنيوي, من خلال منظور معاصركام القرآن والسنة وداخل شرعيتها. لقد أمرنا الله بتدبر ماحولنا فرض عين ومن المحال أن يري الإنسان بعين أو أذن أو عقل سلفه, فلكل زمان متطلباته, والعقل لا يمس أمورا تعبدية مفروضة. من هنا لا يملك بشر من المجتهدين مالم يكن دعيا, أن يحل حراما الا فإذا كان حد الله عدم المساواة بين الذكر والأنثي في الميراث إلا عندما يرث الأبوان ابنا ليس له ولد أو في إرث الكلالة, فليس من العقل تجاوز حد الله وقد توعد المتجاوز بإدخاله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين, وعندما يشرع الله أن الطلاق يقع بالنية والإففعرضها علي قاض يجيز أو يبطل مفسدة للمجتمع جمع محرمين تحت سقف واحد ولا يمكن أن يفسر تنبيه الله إلي العدل بين الزوجات إلي نهي تحريم وإلا مااتبعه الرسول والصحابة والسلف الحريصون علي حكم الله المنزه عن اللغو في تشريعه. التحديث ضرورة بإعمال التكليف بإطلاق حرية التفكير الشخصي وحرية الاجتهاد بضوابطه وضوابط عصره, والقدوة الحسنة خير دعوة وخير ألف مرة من حوار الكلمة . عن الاهرام |