القربي : مجلس الأمن تحوّل الى مؤسسة قمعية دعا الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجيةً القوى السياسية العراقية الى المصالحة الوطنية ومشاركة الجميع في العملية السياسية، محذرا من أن ما جرى في إقليم دارفور يثير مخاوف من أن ما حدث في العراق يمكن أن يتكرر في السودان ، متهماً الولايات المتحدة وأوروبا بممارسة الضغوط على مجلس الأمن الدولي ، وتحويل دوره من تحقيق الأمن العالمي واستقراره وسيادة الدول الى مؤسسة قمعية. كما أكد القربي قرب انتهاء العمليات العسكرية في صعدة ضد المتمرد الحوثي ، منوهاً الى أن تأثيرات هذا التمرد لن تنحصر على اليمن بل على جميع الدول التي نشترك معها في الحدود الجغرافية. وقال إذا كان الحوثي قد رفع أعلام حزب الله فإنها كانت مجرد محاولة منه لكسب تأييد الشارع العربي مستغلاً السمعة الطيبة لحزب الله اللبناني ومواقف الحزب الشجاعة ومساهماته في تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، مضيفاً أن هناك فارقا كبيرا بين حزب الله الذي يحارب محتلاً للأرض العربية وبين الحوثي الذي هو مارق وخارج عن شرعية الدولة اليمنية. وحول الوضع في العراق، قال القربي لصحيفة "السفير " اللبنانيةأمس إن قيام مصالحة وطنية وإشراك كافة القوى والتيارات العراقية في العملية السياسية هي السبيل لإعادة الهدوء والاستقرار وإنهاء الاحتلال الأجنبي للعراق. وقال القربي << نحن نعتقد أن الأمن والاستقرار في المقام الأول سيظل مشكلة أمام الحكومة العراقية وإزاء ذلك ينبغي أن تتحمل القوى السياسية العراقية مسئوليتها في هذا الظرف العصيب وأن تغلق ملف الماضي وتنظر إلى المستقبل بحيث يكون هناك دور فاعل لكافة الفعاليات السياسية في الحفاظ على الأمن والاستقرار ورسم مستقبل العراق وإنهاء احتلاله>>. وحول التطورات الجارية في الأراضي الفلسطينية في ضوء التوجه الإسرائيلي لبناء مزيد من المستوطنات في الضفة الغربية قال الوزير اليمني << بالنسبة للمستوطنات، اليمن عبّرت منذ البداية عن شكوكها في جدية الحكومة الإسرائيلية بالالتزام بخريطة الطريق وما جاء فيها، وأثبتت الأيام صحة الموقف اليمني وهو ما نراه يتعزز ليس فقط في بناء جدار الفصل العنصري، وإنما في التخلي عن شرط من الشروط الواردة في خريطة الطريق وهو عدم التوسع في بناء المستوطنات>>. وبشأن الموقف في السودان والدور الذي ينبغي أن تؤديه الدول العربية، أكد على ضرورة أن يكون هناك موقف عربي داعم للحكومة السودانية بالنظر إلى خطورة الوضع هناك والضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على الحكومة السودانية وعلى مجلس الأمن بسبب الأوضاع في دارفور. وقال القربي << ما رأيناه من تصعيد دولي بسبب هذه القضية يجعلنا لا نستبعد أن ما حدث في العراق يمكن أن يتكرر في السودان، وأعتقد أن خطورة الوضع واضحة تماماً أمام الدول العربية، والسؤال المطروح الآن: مَن بعد السودان؟>>. وأضاف ان المسألة ليست بحاجة الى إرسال قوات عربية أو أجنبية الى السودان، ذلك ان السودان قادر على حشد تلك القوى وإنهاء المشكلة، لكن النقطة المهمة ان مجلس الأمن الآن تحوّل دوره من تحقيق الأمن العالمي واستقراره وسيادة الدول الى مؤسسة قمعية نتيجة للضغوط التي يتعرّض لها المجلس من قبل الولايات المتحدة ثم أوروبا في موضوع السودان ودارفور>>. وبخصوص الوضع الحالي في صعدة والمواجهات الدائرة بين القوات اليمنية وأنصار المتمرد حسين بدر الدين الحوثي، قال القربي: إن ما يجري في صعدة هو خروج عن الطريق الصحيح، وتأثيراته لن تنحصر على اليمن بل على جميع الدول التي نشترك معها في الحدود الجغرافية، مضيفا ان الوضع الآن أوشك على إنهاء التمرد الذي يقوده الحوثي وأنصاره، وأن القيادة اليمنية كان بإمكانها من البداية حسم قضية تمرد الحوثي عسكرياً ولكنها كانت حريصة على عدم استخدام القوة وسفك الدماء لأن ذلك يعني سقوط ضحايا مدنيين ولذا عمدت الى محاصرة الحوثي الذي يقبع الآن في أحد الكهوف وقد ضاق الخناق عليه والوضع الآن أوشك على إنهاء التمرد. وعمّا إذا كان هناك اتجاه للعفو عن الحوثي في حال إلقاء القبض عليه قال الوزير اليمني <<إن العفو دائماً بيد الرئيس علي عبد الله صالح ولكنني أعتقد أن المحاكمة لا بد منها باعتبارها الخطوة الأولى لإقرار مبادئ سيادة القانون التي تحكم اليمن>>. |