المؤتمر نت -
اللين والحوار مع التلميذات المحجبات بفرنسا
لليوم الثالث على التوالي منذ استئناف الدراسة بفرنسا لم تشهد المدارس الحكومية أي قرارات طرد لتلميذات محجبات، وتعامل مديرو المدارس بـ"لين" مع هؤلاء التلميذات، حسبما أكد نشطاء بالجالية المسلمة.
وذكرت مصادر من المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية لإسلام أون لاين.نت أن "فرنسوا فيلون" وزير التربية وجه رسالة إلى مديري المدارس في اليوم الأول للعودة المدرسية، طالب فيها مديري المدارس والمعاهد باعتماد "اللين" و"الحوار" في التعامل مع الفتيات اللاتي يتمسكن بلبس الحجاب في المدرسة وعدم توقيع عقوبات عليهن.

والعام الدراسي الذي بدأ يوم 2-9-2004 هو الأول بعد إقرار قانون حظر الرموز الدينية ومنها الحجاب في المدارس الحكومية الفرنسية يوم 15-3-2004.
وصرحت مصادر بوزارة التربية الفرنسية لشبكة إسلام أون لاين.نت أن "العودة المدرسية مرت هذه السنة في هدوء كامل".
انخفاض عدد المحجبات
وقالت المصادر نفسها: "عدد المحجبات بلغ 240 محجبة مقارنة بـ1200 في العام الدراسي الماضي"، مشيرة إلى أن 70 طالبة فقط تمسكن بارتداء الحجاب فيما فضل البقية "سحب حجابهن إلى الخلف عند باب المدارس" احتراما لقانون حظر الحجاب.
وأشارت المصادر إلى أنه جرى حوار مع المحجبات اللاتي أصررن على حجابهن داخل المدرسة دون أن تسجل أي حالة طرد نتيجة إصرار هؤلاء التلميذات على التمسك بالحجاب.
وفي جولة لشبكة إسلام أون لاين.نت في العديد من المدارس الباريسية لوحظ أن أغلب المحجبات اللاتي يحضرن إلى المدارس ينزعن حجابهن إلى الخلف بمجرد الوصول إلى باب المدرسة فيما يجري إدخال المحجبات اللاتي يرفضن نزع حجابهن للتحاور معهن دون أن تسجل أي عقوبات بحقهن.
وعلق عمار لصفر رئيس المجلس المحلي للديانة الإسلامية بمنطقة الشمال وإمام جامع الإيمان بمدينة "ليل" على هذه العودة، قائلا في تصريحات لشبكة إسلام أون لاين.نت: "الحس الوطني إزاء أزمة الرهينتين (اللذين تحتجزهما جماعة مسلحة في العراق) والحرص على المصلحة الوطنية الفرنسية جعل الكثيرات يفضلن عدم الإثارة وإحداث مشاكل، كما أن حكمة الإدارة الفرنسية جعلت هذه العودة تمر إلى الآن في هدوء كامل".
من جهته قال التهامي إبريز رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا (أكبر المنظمات المسلمة في فرنسا): "إنه سجلت بعض حالات لمحجبات رفضن نزع حجابهن عند باب المدارس، غير أنه سمح لهن رغم ذلك بدخول المدارس للتحاور". وأضاف إبريز "غير أن العودة كانت في العموم هادئة تحت شعار: الجدية والشعور بالمسئولية، وخاصة أننا إزاء حياة مواطنين فرنسيين".

مبادرة جديدة للمسلمين

عمار لصفر
من جهة أخرى من المنتظر أن يعود وفد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية اليوم إلى فرنسا في أعقاب زيارة خاصة للعراق للعمل على إطلاق سراح الرهينتين الفرنسيتين، بعد ساعات من قيام جميع مساجد فرنسا يوم أمس الجمعة 4-9-2004 "بصلاة وطنية" من أجل إطلاق سراحهما بدعوة من اتحاد المنظمات الإسلامية (القريب من الإخوان المسلمين). وقال التهامي إبريز: "ردة فعل مسلمي فرنسا فاجأت العدو والصديق، ومبادرتنا بالدعوة إلى صلاة وطنية من أجل الأسرى تتنزل في هذا التحرك الوطني الشامل من قبل مسلمي فرنسا إزاء مواطنينا".
من جهته اعتبر عمار لصفر أن "مسلمي فرنسا أكدوا أنهم لا يساومون في وطنيتهم". وأضاف لصفر -الذي يعتبر أبرز الشخصيات الإسلامية في شمال فرنسا- أن "الأزمة أثبتت مدى أهمية المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بعد التحركات التي قام بها، خاصة البعثة الخاصة التي أوفدها للعراق والتي أثبت حسه الوطني الذي شرف جميع الفرنسيين".
وحول المكاسب التي يمكن أن تنعكس على مستقبل الإسلام الفرنسي إذا أطلق سراح الرهينتين قال إبريز: "نستطيع اليوم القول بأن نظرة الفرنسيين مرشحة أن تتغير تجاه المسلمين، وخاصة في العلاقة مع السلطات الفرنسية التي أصبحت تنظر إلينا بعيون الثقة".
وكان صحفيان فرنسيان قد اختفيا في العراق يوم 20-8-2004، وطالب خاطفوهما بأن تَعدل فرنسا عن قانون حظر الرموز الدينية الظاهرة في المؤسسات التعليمية وخاصة الحجاب؛ وهو الأمر الذي أثار حفيظة بعض القوى في العالمين العربي والإسلامي.

وأقامت معظم مساجد فرنسا صلاة جمعة وطنية للمطالبة بإطلاق الأسيرين؛ حيث خصصت خطبة الجمعة لهذا الغرض. ففي مسجد باريس اعتلى "دليل أبو بكر" رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية المنبر لأول مرة منذ سنوات طويلة؛ ليطالب بإطلاق سراح الأسيرين، فيما تُلي دعاء فك الكرب في العديد من المساجد الأخرى.

وعبرت العديد من الشخصيات الفرنسية عن امتنانها لموقف مسلمي فرنسا؛ حيث أثنى وزير الداخلية "دومينيك دفيلبان" على هذا الموقف، ووصفه بـ"المشرف".
المصدر-إسلام أون لاين.نت

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:09 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/14350.htm