المؤتمر نت - جون كيري
المؤتمر نت -
مسلمو أمريكا يؤيدون كيري بدون حماس
يؤيد مسلمو الولايات المتحدة فيما يبدو المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية جون كيري؛ لأن أغلبيتهم غير مستعدة لدعم إدارة جمهورية داست -من وجهة نظرهم- على حرياتهم المدنية باسم الحرب على الإرهاب. لكن هذا التأييد لا يحظى إلا بأقل القليل من الحماس؛ لأن كيري لم يقدم أي التزامات تجاه حقوقهم المدنية، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية الجمعة 10-9-2004.
ورغم أن المسلمين الأمريكيين لا يواجهون مشكلة الفصل العنصري التي كانت تنغص حياة الأمريكيين السود فإن العديد منهم يشعرون بأنهم يخوضون معركة حقوق مدنية، تشبه تلك التي خاضها السود في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين.
وتغير شكل التفرقة العنصرية في الولايات المتحدة مع الوقت؛ فقد حلت الاعتقالات المفتوحة، وجلسات المحاكمة المغلقة، والأدلة السرية، والاتهام المبني على أصل الشخص؛ وهو ما يعاني منه المسلمون الآن بدلا من فصل المدارس والمطاعم والشواطئ الذي كان يعاني منه السود في السابق.
لكن الشعور بأن الشخص مواطن من الدرجة الثانية لم يختلف في الحالتين، أو على الأقل هذا ما يعتقده نشطاء المسلمين الأمريكيين الذين يسعون من أجل جعل مسألة الحقوق المدنية الإسلامية إحدى قضايا الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 2-11-2004.
وقال أغا سعيد رئيس "تحالف المسلمين الأمريكيين" في تجمع للمسلمين الأمريكيين مطلع الأسبوع الحالي: "إن هناك أزمة حقوق مدنية بالنسبة للمسلمين في هذا البلد". وأضاف أن "المسلمين والعرب يعدون اليوم مواطنين من الدرجة الثانية في الولايات المتحدة".
وتوافد آلاف المسلمين على مدينة شيكاغو الأمريكية لحضور المؤتمر السنوي الحادي والأربعين لرابطة مسلمي أمريكا الشمالية (إسنا) الذي يبحث العديد من القضايا؛ من بينها وضع خطة عمل موحدة لمسلمي أمريكا في انتخابات الرئاسة الأمريكية. وعقد مؤتمر العام الحالي تحت شعار "الحوار والإيمان والتنمية في ظل الإسلام" خلال الفترة ما بين يومي الجمعة 3-9-2004 و الإثنين 6-9-2004.
وقال مهندس الكمبيوتر "سهيل كان" لوكالة الأنباء الفرنسية: "إن الأمريكيين لم يصبحوا أمريكيين حقيقيين إلا بعد 11 سبتمبر" 2001، مشيرا إلى أنه بعد الهجمات على نيويورك وواشنطن أصبح الأمريكيون يفكرون بطريقة "نحن وهم".
وكالعديد من المسلمين الآخرين ساند المهندس البالغ من العمر 36 عاما من شيكاغو مرشح الحزب الجمهوري عام 2000، في إطار حملة دعم قام بها مسلمو الولايات المتحدة؛ مما أعطى دفعة لجورج بوش.
لكن هذا العام يميل مسلمون مثل كان ومهندس الكمبيوتر باكستاني الأصل بدر حسين تجاه التصويت للمرشح الديمقراطي جون كيري السناتور عن ماساتشوسيتس.
ويوضح بدر حسين -46 عاما-: "ليس أمامنا الكثير من الخيارات ... أحد الأسباب التي دفعتنا للقدوم إلى أمريكا هو الحريات التي توفرها ... لكن كل شيء تغير بعد 11 سبتمبر".
ويقول العديد من المسلمين الأمريكيين: إنهم يتفقون مع السياسات الاجتماعية للحزب الجمهوري المحافظ ومواقفه الداعمة لقطاع الأعمال، إلا أن استطلاعات الرأي تظهر أن الأغلبية غير مستعدة لدعم إدارة جمهورية داست -من وجهة نظرهم- على حرياتهم المدنية باسم الحرب على الإرهاب.
وفي معظم الحالات يكون تأييد المسلمين لكيري دون حماس كبير؛ إذ يقول لسان حال المسلمين: إنهم سينتخبون "أي شخص غير بوش".
وقالت فاطمة نواز -23 عاما- من كولورادو: "لا أحب كيري. ولكن بوش يثير فيّ الاشمئزاز". وأضافت "لقد وضع (بوش) صعوبات في طريق قدوم الطلاب المسلمين إلى هنا، ورسخ وجهة نظر سلبية لديننا".
أما بالنسبة لفارس الموصلي المحامي السوري المولد -26 عاما- فإن الأهم من ذلك هو أن هذه الإدارة داست على حقوق المهاجرين العرب والمسلمين في مساعيها لمحاربة الإرهاب في داخل البلاد.
وقال الموصلي الذي ينوي تأييد كيري بغضب: "هذه بلاد قامت على ميثاق الحقوق؛ حيث يفترض أن نتمتع جميعا بحقوق ثابتة".
إلا أن النشطاء المسلمين رفضوا حتى الآن تقديم الدعم؛ سواء لكيري أو للمرشح الثالث رالف نادر؛ حتى مع اقتراب الانتخابات.
وقال نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير): "إن جون كيري لم يقدم للناخبين المسلمين أي سبب لتأييده، باستثناء أنه ينافس بوش".
بعبارة أخرى: رفضت حملة كيري الانتخابية قطع أي التزامات علنية حول إلغاء إجراء الأدلة السرية أو أجزاء من "قانون المواطنة"؛ وهو ما يرغب به قادة المسلمين.

وهذا غير كاف في عام انتخابي يشعر المسلمون فيه أنه يمكن أن يقدموا أعدادا كبيرة من الأصوات في ولايات هامة؛ مثل أوهايو، وميشيجان، وفلوريدا التي سيكون فيها هامش النصر صغيرا جدا، طبقا للاستطلاعات.
أما "المجموعة الإسلامية الأمريكية للانتخابات" التي تضم مجموعات إسلامية أمريكية تمثل معظم الأمريكيين المسلمين الذين يقدر عددهم بما بين 6 و8 ملايين مسلم؛ فلم تستبعد تأييد رالف نادر.
ويخشى الديمقراطيون أن يقوض المحامي رالف نادر اللبناني الأصل التأييد الذي سيحصلون عليه في الانتخابات من خلال الحصول على أصوات حاسمة في الولايات التي لم تحسم بعد تأييدها سواء لبوش أو لكيري.
إلا أن تصويت المسلمين لنادر قد يكون صيحة تنبيه للديمقراطيين، كما أشار مسئول مسلم على هامش مؤتمر "إسنا"
وفي الوقت نفسه تقوم "المجموعة الإسلامية الأمريكية للانتخابات" بالاتصال بحزب الخضر والمستقلين والليبراليين والأمريكيين الأفارقة لبناء تحالف عريض للحقوق المدنية لتعزيز الحقوق المدنية بما في ذلك إلغاء "الأدلة السرية" في الجلسات الخاصة بالهجرة وعمليات البحث "السرية" التي يسمح بها "قانون المواطنة".
إسلام اون لاين
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 05:05 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/14567.htm