المؤتمر نت -
القرن المقبل للطيران: طائرات بركاب وبلا طيارين!
ربما ليس بعيداً اليوم الذي تسافر فيه بالطائرة, وتنظر من النافذة لترى ان قمرة القيادة في الطائرات خالية من الطيارين!
الأرجح ان ذلك قد يحدث في المستقبل غير البعيد. ربما خلال القرن 21. وتعكف فرق تضم ممثلين عن الحكومة الأميركية والشركات, على احداث النقلة نحو الطائرات التي لا يقودها بشر, والتي يشار اليها باسم مختصر هو "يو ايه في" UAV, اختصاراً لعبارة Unmanned Air Vehicle التي تعرف ايضاً باسم "الطائرات المدارة من بعد" Remotely Operated Aeroplanes, واختصاراً ROA.
شرعت في الطيران فعلياً
وراهناً, تطير طائرات غير مأهولة ثباتاً في ممرات جوية خاصة, واحياناً تذرع السماء في ممرات تجارية. وفي كل مرة تطير طائرة من هذا النوع خارج النطاق المحدد لها, فانها يجب ان تطلب اذناً من الهيئات الحكومية.

وبناء على الاحتياجات الامنية لـ"وزارة امن البلاد", التي استحدثت بعد احداث 11/9, فان هيئة الطيران الاميركية اعطت اذناً لأول طائرة غير مأهولة لتطير في شكل روتيني ضمن برنامج عسكري للاستطلاع الجوي اسمه "غلوبال هوك".

وهنالك برنامج آخر من المتوقع ان يلقى تأييد الوزارة عينها. ويتولاه "مركز التحليل والتطبيقات التكنولوجية" في جامعة نيومكسيكو في مدينة "لاس كروسيس". وحاز أخيراً موافقة "هيئة الطيران الفيدرالي" للطيران فوق ولاية نيومكسيكو. وأنشئ المركز لإدماج الطائرات غير المأهولة بنظام الطيران التجاري.



وفي هذا الصدد, صرح ستيفن هوتمان, مدير المركز, ان رجاله يتوقون الى اجراء المزيد من رحلات الطائرات غير المأهولة. وراهناً, لا يوجد برنامج حكومي عن مثل هذا النوع من الطائرات.

وأشار هوتمان الى ان "القوانين السارية راهناً سُنّت من اجل الطائرات المأهولة... وهذا يشكل عائقاً امام الطائرات من نوع ROA". ويعمل هوتمان راهناً لافتتاح خط طيران بين نيومكسيكو وهاواي يكرس لأهداف التجارب العلمية.

لقد انفق الجيش الاميركي ما يزيد عن نصف بليون دولار على تطوير انواع مختلفة من الطائرات غير المأهولة. ودخلت انواع من تلك الطائرات الخدمة منذ الحرب العالمية الثانية, واستعملت في اعمال حربية في افغانستان والفيليبين واليمن وأخيراً في حرب العراق.

وتوقع مركز التنبؤات الدولية ان تنفق عشرة بلايين دولار على الطيران غير المأهول خلال السنوات العشر المقبلة.

وفي هذا المجال, يرى لاري ديكرسون, المحلل في مركز التنبؤات الدولية في نيوتاون في ولاية كونتيكتيكت, ان "كل عملية عسكرية تؤديها طائرة غير مأهولة تساهم في تطوير هذا النوع من التقنيات".

وبحسب احدى الدراسات, ستحوز الشركات الاميركية وحدها, على نصف سوق الطائرات غير المأهولة في المستقبل. وتضم لائحة تلك الشركات, مؤسسة "نورثورب غرومان", التي تصنع طائرات برنامج "غلوبال هوك", و"جنرال اتوميكس" وغيرهما. ولا تشير تلك الدراسة الى جوانب اخرى في صناعة تلك الطائرات مثل البرامج العلمية, ومراقبة النيران, واعمال الرصد من بُعد وغيرها.


مشاركة من "ناسا"

وتبدي "وكالة الطيران والفضاء الاميركية" (ناسا), اهتماماً عالياً بهذا التطور. وأعلن ريتشارد كريستيانسن, مساعد مدير مركز للطائرات غير المأهولة في "ناسا", ان "من المرغوب به ان نطور طائرات تقدر على القيام بوظائفها العلمية بطريقة متفوقة... كما نرغب في العمل مع "هيئة الطيران الفيدرالي" لايجاد هيئة لسن قوانين تسهل على صنَّاع الطائرات غير المأهولة تطوير اعمالهم... تلك هي احد العوائق في مجال الاستخدام التجاري للطائرات غير المأهولة".

وأشرفت "ناسا" على مشاريع عدة للطائرات غير المأهولة. واستطاعت احدى تلك الطائرات تصوير تطور محصول البن في هاواي, واعطاء الحكومة نصائح عن افضل وقت لجني ذلك المحصول.

وفي الاسبوع الماضي وقعت "ناسا" اتفاقية تعاون مدتها ثلاث سنوات, مع شركة في دنفر, لدعم برنامج الوكالة في تطوير طائرة غير مأهولة تستطيع البقاء في الجو لمدة ثلاثين ساعة متواصلة.

وراهناً, تتألف صناعة الطائرات غير المأهولة في الولايات المتحدة من خمسين مُصنِّعاً, لديهم اكثر من 150 مخططاً لطائرات من هذا النوع. ويسيطر الجيش والحكومة على اكثر من 98 في المئة من ذلك السوق. واذا انفتح المجال امام القطاع الخاص, فستتغير هذه الصورة كثيراً.

ويعمل برنامج اسمه "اكسيس 5", طُوِّر في شكل مشترك بين "ناسا" ووزارة الدفاع و"هيئة الطيران المدني" وبعض صُنَّاع الطائرات غير المأهولة, من اجل صنع طائرات تدار من بعد تستطيع التحليق على ارتفاع شاهق في رحلات طويلة, أي انها تشبه الطائرات التجارية راهناً.

ومن المتوقع ان توضع هذه الطائرات في الخدمة في المستقبل القريب. وتألف في الولايات المتحدة فريق قومي للطائرات غير المأهولة, يشار اليه باسم "يونايته", ويتألف من ست شركات تجارية هي: "نورثوب غرومان", و"جنرال اتوميكس", و"بوينغ", و"لوكهيد مارتن", و"ايرو فيرونمانت", و"اورورا فلايت ساينس".

ويوضح كريستيانسن ان الفريق استطاع "تطوير اسلوب منهجي في لوجيستيات الطائرات غير المأهولة وعمليات طيرانها... ويشمل ذلك الاقلاع ورحلات الترانزيت والتصرف في حالات الطوارئ واجراءات بناء الثقة وغيرها".

واضافة الى المعوقات التشريعية, ثمة مسائل علمية يجب حلها قبل ان تصبح الطائرات غير المأهولة شأناً شائعاً. وتختبر "ناسا", مثلاً, نظاماً آلياً يمكنه ان يجنب تلك الطائرات التصادم. ويعتمد على رادارات لرصد الطائرات القريبة. وطُوِّر هذا النظام في الاصل ليعمل في الطائرات المروحية التي تطير على ارتفاعات منخفضة. ويقدر على تحسس الطائرات التي قد تصطدم بالطائرة التي يديرها, من مسافة ستة اميال جوية.

ويريد العاملون في برنامج "اكسيس 5" من هيئة الطيران المدني السماح برحلات متوسطة المدى لطائرات غير مأهولة, اذا رافقتها طائرات اخرى, او اذا زُوِّدت نظام تحسس يسمح لها بتجنب خطوط طيران الطائرات التجارية, ويصلها مباشرة مع نقاط السيطرة الارضية.

وأدمجت بعض البلدان فعلياً الطائرات غير المأهولة في نظامها الجوي, مثل اليابان التي تستخدم بضعة آلاف من طائرات المروحية المدارة من بعد, في اعمال رش المحاصيل الزراعية.

ويعلق هوتمان على هذا الامر بالاشارة الى ان "الحاجة موجودة فعلياً... هنالك الكثير من الاهتمام في المجتمع العلمي بموضوع الطائرات غير المأهولة. ومثلاً, يهتم علماء المناخ بوجود طائرات تستطيع التحليق فوق بركان ثائر لدراسة ما يقذفه من حمم الى الهواء. قد تكون تلك الرحلات خطرة بالنسبة الى البشر, لكن طائرات UAV تستطيع تدبر الامر بسهولة نسبياً".

المصدر : الحياة
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 25-نوفمبر-2024 الساعة: 01:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/14885.htm